ولد حرمة :لا نطالب بالثورة ولا الرحيل ونرفض أي حوار جديد "مقابلة"
الخميس, 27 سبتمبر 2012 14:43

الرئيس الدوري للمعاهدة عبد السلام ولد حرمة الرئيس الدوري للمعاهدة عبد السلام ولد حرمة قال الرئيس الدوري لأحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي على السلطة عبد السلام ولد حرمة إن  "خلافنا مع زملائنا في المعارضة هو خلاف في المنهج، فقد ارتأينا أن دعواتهم للعنف والرحيل   ليست هي الخط الأسلم لإيجاد بديل سياسي برنامجي للنظام القائم"، حسب تعبيره.

وهذا نص المقابلة:

 

السراج: نبدأ من آخر بيان أصدرتموه في أحزاب المعاهدة تحاملتم كثيرا من خلاله على النظام معتبرين أنه يتجه بالبلاد من سيء إلى أسوأ، ومتهمينه باستغلال المال العام لحملة غير معلنة ...إلخ

ألا تعتبرون أن هذه الأسباب كافية لرفع ثقتكم بهذا النظام وتعليق وثيقتكم للمعاهدة؟

عبد السلام ولد حرمة: بسم الله الرحمن الرحيم، بطبيعة الحال السؤال يحتاج لأكثر من جواب نظرا لتضمنه لأكثر من سؤال، بخصوص موضوع وفحوى البيان الذي أصدرته أحزاب المعاهدة في مؤتمرها الصحفي الأخير الذي عقد بمناسبة تبادل الرئاسة الدورية لرئاستها، وأعتقد أن موضوع وجوهر هذا البيان تضمنته الوثيقة التي أعلنت عنها المعاهدة في الشهر الخامس من السنة الماضية عند تأسيسها، والخلفية التي ننطلق منها كأحزاب معارضة هي أن فلسفتنا وتصورنا السياسي أننا معارضة، مما يعني معارضتنا للنظام القائم، ومعارضين للطريقة التي تدار وتسير بها شؤون البلاد، إلا أنه طالما أن هناك زملاء آخرين في المعارضة لديهم منهج وأسلوب آخر، جعل بعض المقاربات تنظر إلى أن خطابنا فيه نوع من القوة يجعلنا ذلك نتقارب معهم، أونبقى على منهجنا ، وعلى كل حال التقارب مع أي معارضة ليس ما نحبذه، رغم أن منهجنا الأصيل هو أننا معارضة.وعموما ..أعتقد أن الغرض الذي قامت عليه مبادرتنا لا زال قائما، وهو أن نكون طيف من أطيفا المعارضة يسعى لإصلاح حقيقي من خلال الأهداف العامة من أجل إنقاذ البلد.

السراج:المعارضة لم تسلم هي الأخرى من انتقادكم، هل بعد كل هذا تمتلكون الجرأة الكافية لدعوة المعارضة مجددا من أجل النظر لمبادرتكم والعمل بمقتضاها؟

لم يكن غرضنا انتقاد المعارضة وإنما إظهار موقف ، فقد قلنا في مواقف سابقة إن خلافنا مع زملائنا في المعارضة هو خلاف في المنهج، فقد ارتأينا أن دعواتهم للعنف والرحيل   ليست هي الخط الأسلم لإيجاد بديل سياسي برنامجي للنظام القائم، والذي ينبغي أن يكون الهدف والاستيراتيجية الأساسية للمعارضة، وبالتالي حملناهم جزء من مسؤولية عدم إيجاد أرضية سياسية توافقية تخرج البلد من الأزمة السياسية التي يعيشها؛ لأن النتائج التي توصلنا لها من خلال الحوار كانت أهدافها العامة، البحث عن إيجاد حكامة صحيحة وطريقة لإقامة انتخابات نزيهة، وطريقة تخرج الجيش من السلطة، وطريقة نبني بها قواعد وأسس العمل الديمقراطي الطبيعي التقليدي بعد أزمات سياسية وبنيوية عاشها البلد، وكان آخرها ما وقع في 2008، وهذا كله يمكن أن يقع رغم خلافنا مع النظام ورغم خلافنا مع أية معارضة، فقد قلنا هذا في الوثيقة لأنه لا بد من ترك مساحة للحوار والتشاور تحول دون انفلات البلد في منعطفات لا يرغب فيها أحد، وبالتالي نحن نريد إصلاح نظام دون أن نفقد بلدا.

السراج: طالبتم الرئيس بأن يتدخل شخصيا من أجل القيام ببعض الإصلاحات التي ترون أنها بيده هو، والرئيس مسعود قال بأن ولد عبد العزيز "بط مكفول" حسب تعبيره، كيف سيلبي الرئيس طلبكم مادام هذا وصفكم له؟

عبد السلام ولد حرمة: نحن خاطبنا الرئيس باعتباره رئيس الجمهورية، ونعتبر أنه المسؤول السياسي والقانوني عن كل ما يقع؛ لأن الشعب الموريتاني انتخبه وأوكل إليه مهمة تسيير هذا البلد ، وقيادته للطريق الصحيح، وبالتالي فالمسؤولية تعود إليه، وناشدناه لأجل هذا التدخل الذي سجلناه على مختلف الجوانب، ولا يمكن إصلاح هذا الخلل إلا بتدخل مباشر منه شخصيا، وهذا يعني أن عليه أن يتدخل.

 

السراج: إذا أنتم لا تنظرون بعين الرضا على الطريقة التي يسير بها البلد؟  

عبد السلام ولد حرمة: قلنا مبدئيا بأننا لسنا راضين عن الطريقة التي يسير بها البلد؛ والبرنامج السياسي الذي يدار من خلاله حيث لم نصوت عليه أصلا، وهذا هو التفسير السياسي والفلسفي للمعارضة، نحن لم نصوت للبرنامج السياسي لمحمد ولد عبد العزيز، ولم نتراجع عن مواقفنا بحيث رضينا بالطريقة التي تدار بها شؤون البلد، ولكن هذا لا يجعلنا لا نطالب النظام بالقيام بإصلاحات، خصوصا إصلاحات مرتبطة بالمدونة الانتخابية، فنحن كنا في أزمة سياسية ودستورية، ونعتقد كأحزاب المعاهدة أننا تجاوزنا الأزمة الدستورية، لأنه تم إجراء انتخابات توافقية أفرزت رئيسا منتخبا اعترف به كل الطيف السياسي صراحة أو ضمنا أو سكوتا، بقيت الأزمة السياسية التي حاولنا حلها بالحوار ، وحاولنا من خلال نتائجه التطرق لها، لكن نتائج الحوار لم تطبق بعد، لأنها لن تطبق إلا بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، يشارك فيها جميع الموريتانيين.

السراج:طالبتم النظام بتأجيل الانتخابات، لماذا طالبتوه بذلك؟ وإلى متى ستتمسكون بهذا المطلب؟

عبد السلام ولد حرمة: نحن لم نطالب بتأجيل الانتخابات فقد طالبنا به عندما كانت أحزاب المعارضة كتلة واحدة، وطالبنا  بالانتخابات عندما يكون جوها الفني متوفرا، كنا نقول بأنه لا يمكن أن تجرى إلا إذا توفرت أجواء مناسبة لإقامتها، وهي تشكيل لجنة انتخابية مستقلة تشرف على الانتخابات، لأننا منذ الاستقلال عرفنا عددا لا نهاية له من الانتخابات، ولكن هذا لم يحل مشكلتنا،؛ لأن ما يحلها هو انتخابات تراعي الصيغ والقوانين والطرق العادية لإجراء الانتخابات، بمعنى انتخابات يتأكد الموريتانيون أن أصواتهم ذهبت لمن منحوها إياه وتكون خالية من وصاية الدولة ووسائل التأثير المعروفة التي عادة ما تكون في بلدن العالم الثالث، التي تمتلكها الدولة.

وأهم الشروط التي طالبنا بها لإجراء هذه الانتخابات هي لجنة انتخابية مستقلة، ونعتقد أن هذا وقع، ومدونة انتخابية وهذا أيضا وقع، والأهم من كل هذا قاعدة وإحصاء انتخابي وسكاني وإداري على أساسه تكون قاعدة بيانات موجودة، وهذا ما نعتقد أنه تم فيه تقدم كبير من خلال عمليات تقييد السكان، ونعتقد أنه عندما تكتمل هذه الأمور ينبغي إجراء انتخابات، ستكون سليمة تخرج الشعب الموريتاني فعلا من أزماته، وذلك عندما تشارك فيه قوى الطيف السياسي في البلد دون استثناء، من ذهبوا للحوار ومن رفضوه.

 

السراج:أنتم إذا لا ترغبون في انتخابات لا تشارك فيها منسقية المعارضة؟ 

نحن لسنا من يقرر الانتخابات فالدولة هي التي تقررها ، ونعتقد أن الانتخابات التي ستحل مشاكل موريتانيا السياسية والبنيوية هي الانتخابات التي يشارك فيها الجميع ، وهذا ما قلناه في وثيقتنا التي أصدرناها في الشهر الخامس، لأن أي تخلف أو تغيب من أي طيف موريتاني سينعكس على نتائج الانتخابات، وهذا ما يقلل من مصداقيتها، وهذا مالا نريده.

 

السراج: في حالة ما إذا أقدم النظام على تنظيم انتخابات دون مشاركة منسقية المعارضة وإذا لم يقع هذا؟

نحن في السياسة نتحدث عن ما وقع لا ما هو متوقع، وقد وجهنا دعوتنا هذه في كل وثائقنا وأظن أن مبادرة الرئيس مسعود قد تضمنتها، والتي دعمناها في المعاهدة.

نعتقد أن من مصلحة موريتانيا ومصلحتها السياسية حتى يأخذ الحوار كل  مدى هو أن تجرى انتخابات في جو تشاركي يسمح بالجميع بالمشاركة فيها، وهذا الخطاب نوجه للنظام ولزملائنا في أحزاب المعارضة.

السراج: إذا طالبت المعارضة بحوار جديد وجعلته حجرعثرة أمام أية انتخابات هل توافقون على ذلك؟

عبد السلام ولد حرمة: نحن في المعاهدة نعتقد أن النتائج التي توصلنا لنا لا يمكن الرجوع عنها؛ فلم نر ملاحظات أو استشكالات على طبيعتها هي، وبالتالي أصبحت مكسبا للشعبالموريتاني، ونعتقد أنه إذا قمنا في كل مرة بحوار فهذا ليس مجديا، لكن إذا كانت هناك شروط أخرى لتحسينه فنحن لسنا ضدها إطلاقا، فلسنا ضد أية تفاهمات تقع، لكن ما صادقنا ووقعنا لا نعتقد أنه ينبغي الرجوع له، ونتمسك به، ونعتقد أنه مفيد، ونعتقد أنها بصيغتها الحالية ستمكن الموريتانيين من الخروج من أزمتهم السياسية الحالية.

السراج: هل ترون أن لكم من الوزن ما يتيح لمبادرتكم الوصول إلى بر الأمان والهدف الذي حددتموه لها؟

عبد السلام ولد حرمة: سأتوقف هنا عند "الوزن" نحن إذا كنا نتكلم في الديمقراطية والسياسة فالوزن عنده محددات، وفي المقام الأول هي محددات انتخابية، عدد المستشارين وعدد النواب، عدد الذين صوتوا في اقتراع حر ونزيه لصالح هذا المرشح، لكن هذا يعبر عن صورة مؤقتة، فأحيانا ينال حزب سياسي أو مرشح معين الأغلبية، لكن بعد شهرين مثلا يكون في الحضيض، وآخر انتخابات أجريت في موريتانيا مضى عليها ما يقارب ست سنوات، وحتى إذا أخذناها كمعيار، فنحن اعتبرنا قوة الخطاب السياسي على الساحة فنعتقد حسب قناعتنا أننا نمثل شريحة كبيرة من أهل موريتانيا؛ نطرح خطابها وتصورها ونعبر عنها، ولا أود الرجوع للغة الأرقام، بالرغم من أننا إذا على اعتمدنا على لغة نجد أن النسب التي حصلت عليها أحزاب المعاهدة وأحزاب المنسقية وأحزاب الأغلبية حاليا، لن تكون النسب متباعدة كبيرا فيما بين الجميع.

السراج: بما أن حزبكم ذو خلفية قومية، وخطابه ينبغي أن يلامس قضايا الأمة بشكل عام، ما هو موقفكم من الربيع العربي وهل ترون أنه قد تهب رياحه على موريتانيا أو تتأثر به؟

عبد السلام ولد حرمة: نحن في الحزب على كل حال لنا مرجعية قومية من أهم مرجعياتنا، ولكننا لسنا حزبا قوميا على الإطلاق، فنحن حزب موريتاني وطني ينشد مصالح كل القوميات من كل الأعراق، فعلا الخلفية القومية  واحدة من خلفياتنا، ورؤيتنا من الربيع العربي (بين قوسين)، لأننا لا نسميه الربيع العربي فلكل أحد مصطلحا ته، وكلمة "الربيع" لا نوافق عليها ومصدرها معروف، فأول من تداولها هو الإعلام الغربي، والولايات المتحدة من خلال خطابات هيلاري كلينتون بشكل خاص، والربيع عنده علامات، نحن بينا موقفنا منها في أكثر من مناسبة. نحبذ الخلفية القويمة التي تحكمنا خلفيتنا وعندها ثوابت، والثابت الأول فيها أننا نميل و "ننحاز لثوابت وأوليات الأمة ونحن كجزء من حركة التحرر العربي نعتقد أن الأمة كانت تعاني من خطرين وأكبر خطر كانت تعاني منه هو الاستبداد والتبعية والاحتلال والهيمنة، ونعتقد أن الأنظمة العربية تعاني من الاستبداد والعمالة، وهما أمران خطيران.

الثورة العربية التي وقعت في تونس نعتقد أنها تمثل ثورة وصحوة ديمقراطية في الوطن العربي؛ لأنها ثورة شعبية قادها مناضلون وناشطون سياسيون ضد نظام مستبد، واستغلوا فيها الهبات الشعبية المعروفة التي وقعت في الثورة الفرنسية والروسية، وحتى الثورة الإيرانية وغيرها من الثورات، والشعب التونسي انتخب قوى سياسية منحها ثقته، ونحن نهنئ هذه القوى السياسية وقد نختلف معها لكننا نهنئها لأن الشعب التونسي منحها أصواته، ونحترم قواعد اللعبة الديمقراطية في تونس، ونفس ما ينطبق على تونس ينطبق تماما على مصر؛ نظام "كامب ديفيد" نظام استبدادي صنعته أمريكا ونظام عميل، وأزاله الشهب المصري في ثورة شعبية عارمة قدم فيها الكثير من التضحيات، أعقبتها انتخابات منح فيها المصريون أصواتهم لجهة معينة ومن حقهم ذلك.

  أما سوريا فموقفنا التاريخي الفكري والسياسي منها معروف وعندنا معها خلافات فكرية وسياسية، لكن مع ذلك نعتبرها دولة مقاومة وصمود، وقد كانت تحتضن كل المقاومات، فقد احتضنت المقاومة العراقية رغم خلافها معها، وهذا لا يستطيع أحد إنكاره، رغم أن النظام السوري نظام علوي فعلا وحلف استراتيجي مع إيران، وفي فترة معينة كان داعما لإيران على العراق، نظامان يفترض أن مشربهما واحد، هذا النظام رغم كل ذلك كان داعما للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وهذا لا يكمن نكرانه، وكان يقود الممانعة، واليوم إذا رأى الشعب السوري أنه يسقط نظامه فهذا من حقه، أما الاستنجاد بتركيا وبالمسلحين الخارجيين فتلك حرب أهلية واستنزاف لسوريا، وأية مسألة تحبها أمريكا وفرنسا وتقودانها فلا خير لنا فيها، وهذه قاعدتنا الأساسية، وإذا كان مطلب الشعب السوري أن يجد حقوقه الديمقراطية فهل الأنظمة العربية الداعمة له ديمقراطية؟ّّ وهنا أختلف مع زملاء كثر لنا في الساحة العربية وأصحاب مشاريع فكرية ونضالية، نحن قطر بالنسبة لنا جناح لأمريكا أو أخطر منها، حيث تستضيف القواعد العسكرية الأمريكية في "السيلية" و"العيديد" التي دمرت العراق، ونظامها عاق قام بالانقلاب على والده، ولم يأت أي مشروع تدميري إلا تقوده قطر، وهذه قضية مبدئية وشخصية، وبالتالي لا يمكننا أن نصنع ثورة بقطر وبحمد ولا يمكن أن نصنع ثورة بنظام متعفن، حيث تقوم الثورة بوسائل نظيفة كما وقع في تونس ومصر، هذا موقفنا من الربيع العربي وتفاصيله.

 

السراج: ما موقفكم من تسليم السلطات الموريتانية لعبد الله السنوسي للسلطات الليبية؟

عبد السلام ولد حرمة: أجبت عن هذا سابقا وسأعيد الجواب نفسه، نحن نرى بأن من ارتكب أي مسألة في حق شعبه يجب أن يحاسب ويعاقب عليها، ولو كان في ليبيا نظام راضين عنه لا نعتبر تسليمه مشكلة؛ لأن لليبيين محاكمة السنوسي وأمثاله لأنها قضية ليبية، هذه مسألة، أما ما هو وجود في ليبيا الآن فنعتبرها مجموعة من العصابات أتت بها أمريكا لخدمة مصالحها، وهنا قضية أخرى فموريتانيا أتاها هذا الشخص وقال رئيسها بأنه لن تسلمه، ومادام لم تف بتعهداتها فكان من الممكن تسليمه ولكن ليس بالطريقة التي سلم بها ، لأنها لا تتماشى مع أعراف وتقاليد الشعب الموريتاني في الضيافة وإجارة الملهوف، وكان عليهم أن يحاكموه في موريتانيا، ونحن ضد الطريقة التي سلم بها تماما وعبر عن ذلك وعندنا الكثير من التحفظ عليها، ولا نعتبرها تشرف الشعب الموريتاني، أضف إلى ذلك أن هذا الشخص قد يكون مجرما لكنه أتاك مستجيرا وعليك أن تجيره، رغم أن لكل دولة سياستها وهنا لا نتدخل في سياسة الدولة الموريتانية لكن طريقة تسليمه غير راضين عنها.

السراج: ما موقفكم من الحرب بالوكالة التي تقول المعارضة بأن النظام كان يقوم بها في تدخلاته العسكرية الماضية؟

عبد السلام ولد حرمة:. لا نرى الأمر كذلك فما قام به النظام ليس حربا بالوكالة، حيث قام بمطاردة لمجموعة من الوحدات والمجموعات المسلحة اعتدت على الشعب الموريتاني وألحقت به الضرر الجسيم ومن حقه محاربتها وملاحقتها وينبغي أن يترك هذا الجانب للقادة العسكريين، فموريتانيا يوحدها الجيش والقوة العسكرية، وتعاني من ضغوطات حقيقة بالإضافة لبنية موريتانيا الضعيفة والهشة التي نعاني منها جميعا وتعاني المؤسسة العسكرية منها أكثر، وهم يعانون الكثير من الصعوبات ويعانون الكثير من التعب وينبغي أن يشعروا أن الشعب الموريتاني يقف خلفهم، والقوات المسلحة هي التي تقدر حجم الخطر والطريقة الأنسب لمواجهته، ولا نعتبر أن هذا حربا بالوكالة.

السراج: الحراك الشعبي الذي شهدته الساحة الوطنية خلال السنة الماضية من مسيرات ضخمة للمعارضة والاحتجاجات الطلابية وأخيرا ومقتل ولد  المشظوفي، هل ترون أنها مسألة بسيطة أم أنها قد تشبه ما قام في بعض الدولة العربية؟

عبد السلام ولد حرمة: هناك حركات احتجاجية تعبر عن هواجس ولا يمكن نكرانها، فهناك مكونات مجتمعية موجودة في الساحة لها مطالب حقيقية تدافع عنها وهي موجودة في الساحة، وينبغي علينا مراعاتها وعلى النظام الشيء نفسه، لأن عدم مراعاتها غير معقول ومرفوض تماما، لكن الطريقة التي يجب التعامل بها معها هي التي قد نختلف حولها، نحن نعتقد أن على النظام أن يفتح معها حوارا وأن يراعيها، وينبغي أن يعلم أنها تعبر عن مطالب حقيقية، عليه علاجها، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو مطلبية، صحيح أنه في المقابل نقول لأصحاب هذه المطالب أن تكون وفق القوانين والنظم المعمول بها في المجتمع لأن من حق الجميع الاطلاع عليها، أما عدم الاعتراف بها فهذا هو الخلل موجودة ولها تأثيرها ومتنامية، لأن أي ظاهرة اجتماعية إذا لم توقف فهي متنامية، حتى تلبى وتحل ولا يمكن تجاهلها؛ لأن تجاهل الظاهرة لا ينفيها فهي موجودة شئنا أم أبينا، وينبغي التعامل معها، وهذه رسالتي للنظام، أما أصحاب هذه القضايا ولتكون قضاياهم عادلة وقابلة لتحقيق النجاح فينبغي أن تتم وفق الصيغ الأمنية والقانونية المعترف بها.  

السراج: هل هناك أمل في انفراج هذه الأزمة؟

عبد السلام ولد حرمة: بطبيعة الحال أنا عندي أمل كبير في أن يحدث انفراج ورأيت بوادر ذلك، حيث رأيت انفراجا إعلاميا مع أني عندي عليه تحفظ أود أن أقوله من خلالكم، لأني رأيت أن زملاءنا في منسقية المعارضة قبلوا الحوار عبر الإذاعة والتلفزة الوطنيتين، كما صرح بذلك الرئيس صالح ولد حننا أخيرا، واستمعتا وشاهدت المقابلتين غير أني أستغرب من المقابلتين، وهي أنه وبعد أزمة سياسية خانقة تشارك المعارضة في البرنامجين في التلفزة وفي الإذاعة، وباللغة الفرنسية لا أدري لماذا؟ هل لأن أهلهم "أكساحة" ولن يستمع لهم سوى أشخاص قليلون، ولا يمكن أن يكون ذلك بالصدفة حيث نظمت التلفزة أول مناظرة بين محمد يحي ولد حرمة ولوكورمو باللغة الفرنسية، وتكون الثانية في الإذاعة تجرى أيضا باللغة الفرنسية بين محمد محمود ولد جعفر ومحمد ولد الفضل، لا أدري لما الفرنسية، وكان على الأقل ينبغي أن نتكلم بلغتنا العامة التي يفهمها الجميع خصوصا في مقابلتين مهمتين من هذا القبيل، وأعتبر أن هذا نكوص حقيقي وضرب تماما لهوية هذا البلد وتلاعب بها، القضايا السياسية المهمة والهامة تناقش باللغة الفرنسية، هذا يعني أن الكثير من فئات المجتمع ستحرم من التلفزة والإذاعة، أو لا بد لهم من ترجمان ليترجم ما قاله سياسيوهم، وهذه المسألة غريبة جدا لا أفهمها وتؤرقني وتؤذيني تماما، وهي بالنسبة لي أزمة أكبر من الأزمة السياسية والاقتصادية، لأننا سنكون أمة بلا هوية فالفقر فيها من أعظم الفقر، وكان من الأولى أن يكون بالبولارية أو السونوكوية أو الأولفية لأنها سيفها بعض من فئات المجتمع، ويكمن أن تكون بالفرنسية لكن في مرحلة لا حقة، أما أن تكون في هذه المرحلة ومرتين فهذا ليس مبررا.

ولد حرمة :لا نطالب بالثورة ولا الرحيل ونرفض أي حوار جديد

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox