الملابس المستعملة..متعة الغني وحاجة الفقير"تقرير مصور"
الخميس, 27 ديسمبر 2012 10:03

منى وهي تجلس على أكوام الثياب تنتقي ما راق لعينها منى وهي تجلس على أكوام الثياب تنتقي ما راق لعينها "..الثياب في محلات بيعها بالسوق غالية ورخيصة الجودة, بينما هي في"افوكوجاي" المستعمل عالية الجودة وزهيدة السعر كما أنها متطورة وفيها"مركات"حديثة" لا توجد في محلات"لكس".

بهذه الكلمات اختصرت المواطنة المغربية منى – وهي تجلس على أكوام الثياب تنتقي ما راق لعينها -تجربتها الطويلة مع الثياب المستعملة أو ما يعرف ب"افوكوجاي"..والتي تؤكد الثقة الغالية التي بات سكان نواكشوط ينظرون بها إلى تجارة المستعمل والتي كانت الملابس المستعملة أول مظاهرها استشرائها في موريتانيا حيث تعني كلمة "أفوك جادي"أنفض وبع بالولفية, فهذه الملابس التي تستورد في حاويات ضخمة ومن بلدان أوربية لا تتطلب سوى نفضها واستعمالها أما استخدامها للبيع والتجارة فهو اختراع موريتاني ولدته الحاجة وساهمت فيه ظروف التحضر العشوائي وفوضى الأسواق ..
الملابس المستعلمة..بين حاجة الغني ومتعة الفقيرالملابس المستعلمة..بين حاجة الغني ومتعة الفقيرواليوم لا يكاد يخلو شارع في نواكشوط من نقاط لبيع الثياب المستعملة والتي يظل الشتاء موسمها الأول بلا منازع
مندوب السراج زار نقاط بيع المستعمل والتقى بعضا من الباعة والمتسوقين وأعد بالتقرير التالي:

 

 

جودة مضمونة


نقاط بيع المستعمل في نواكشوط يلتقي فيها الغني والفقير على بساط واحد وفي مكان واحد لا يفرق بينهما سوى دكان"افوكوجاي"المتواضع.
أوكوام من الملابس المستعلمةأوكوام من الملابس المستعلمةفي كل صباح تطلع شمسه بالعاصمة نواكشوط تنطلق أجاويد الفقراء والأغنياء معا إلى دكاكين ومنافذ بيع المستعمل في مهام بحث ظاهرها واحد وهو البحث عن الجودة والسعر الرخيص وإن اختلفت الدوافع بين من يريد أن يحمي نفسه من برد الشتاء ومن عينه على الربح الوفير وزيادة الدخل .
الكل في سباق محموم إذن الفقراء والأغنياء إلى معارض المستعمل بسبب متانتها وجودتها المضمونة وزهد أسعارها -كما هو متفق عليه في قاموس الفقراء والأغنياء.

 


رواج ملفت


لا تختلف نظرة الناس إلى "افوكوجاي" عند المهتمين به- وهم كثر-عن غيره من الملابس المصنعة حديثا"لكس", بل أغلى وأعظم في نظر البعض من كل الملابس الجديدة على الأقل من وجهة نظر أصحاب المحلات والزبناء.
altaltمسعود ولد إبراهيم صاحب محل بمنطقة"اكلنك"قال في"تصريح للسراج" إن مستوى الإقبال على"افوكوجاي"جيد وأن قيمته تظهر عندما تأتي فترة البرد، ويصل دخله اليومي في هذا الموسم ما بين 30و40 ألف أوقية,,أما في باقي أيام العام فيتراجع إلى حدود 15و20 ألف أوقية كحد أقصى. حسب قوله.
من جانبه إسلم ولد إسحاق الذي أبدى تبرمه عند سؤاله عن مستوى الإقبال بقوله:"لكل علب كلمته"..وهي كلمة أراد من خلالها ولد إسحاق أن يبرهن على قوة وعدم انقطاع الإقبال على"افوكوجاي" .
ففي فترة البرد يشتري الزبناء الثياب التي تلائم البرد وفي فترة الحر يشترون ما يلائم جو الحر.
أما إحدى البائعات-امتنعت عن ذكر اسمها والتقاط صورتها-فترى أن"افوكوجاي"تجارة مهمة أصبح الكل يتعامل بها ويبحث عن الربح فيها, وهو ما جعلها تتخذ من بيعه "افوكوجاي"تجارة يومية ليس فقط في السوق بل أيضا في حيها وفي مسكنها .
السالمة: الزمن زمن البرد والصبيان لا يستغنون عن ثياب تدفع عنه حر البرد, والثياب التي تصلح لفترة البرد لا توجد إلا في"افكوجاي".

 

 

..وللأطفال كلمة


ولد سيدي:افوكوجاي بضاعة جيدة بالنسبة لي أجد فيها ما لا أجده في غيرهاولد سيدي:افوكوجاي بضاعة جيدة بالنسبة لي أجد فيها ما لا أجده في غيرهاعالم"افوكوجاي" عالم يجمع بين الفقير والغني والرجل والمرأة والشاب والطفل..إذا هو عالم يجمع كل الموريتانيين وغير الموريتانيين بمختلف فئاتهم العمرية واختلاف مشاربهم.
الحسن ولد سيدي طفل صغير التقته السراج في أحد دكاكين"افوكوجاي"فسألته عن الدافع وراء اختياره للثياب المستعلمة فأجاب على طريقته الطفولية الخاصة وفي ثقة كاملة دون تلعثم:"افوكوجاي بضاعة جيدة بالنسبة لي أجد فيها ما لا أجده في غيرها إضافة إلى أن الثمن الذي أشتري به بدلة من دكاكين"لكس"أستطيع أن اشتري به ثلاث أطقم ملابس من"افوكوجاي".

 

رافد تنموي


من المعلوم لدى أصحاب الاختصاص أن بضاعة"افوكوجاي"لديها شركات خدمات  تمر بها وتقوم بإجراء عملية تعقيم وبعد التعقيم, هذا بالنسبة النوعيات الموردة من الدول الأوربية. أما النوعيات الصادرة عن الدول الخليجية فإنها غالبا ما تكون غير مهيئة وإن تميزت عن غيرها بوجود هدايا قد تكون مخفية بداخلها يقول ولد إسحاق.
 ولد إسحاق يطالب السلطات الموريتانية بالعمل على إيجاد شرائك لتهيئة الملابس المستعملة ولد إسحاق يطالب السلطات الموريتانية بالعمل على إيجاد شرائك لتهيئة الملابس المستعملةويطالب ولد إسحاق السلطات الموريتانية بالعمل على إيجاد شرائك لتهيئة الملابس المستعملة وبالتالي الحد من البطالة وتوفير فرص عمل أكثر, فالموقع الاستراتيجي لموريتانيا يمنحها فرصا للنجاح في إعادة تصدير هذه السلع وتوفيرها في الدول المجاورة .
وهو ما طالبت به أيضا المغربية منى بقولها :"إن موريتانيا عليها أن تعمل من أجل وجود مصانع محلية, مؤكدة أن موريتانيا بلد جميل ومريح ولكنه لا توجد فيه مصانع محلية حتى الملح المتوفر يسوق وهو يحمل أسماء بلدان أجنبية على حد تعبيرها.

 

                                                  ****************
رغم كل شيء يبقى عالم"افوكوجاي"هو العالم الذي يجمع بين الغني والفقير وإن كان ذلك الجمع لا يعني بالضرورة الإجماع والاتفاق على المصلحة وإن الفوجادي أصبح سلعة لا عنى عنها للجميع في موريتانيا.

 

الملابس المستعملة..متعة الغني وحاجة الفقير

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox