المريض أحمدو ولد يحي..رحلة علاج لما تكتمل
الأربعاء, 28 أغسطس 2013 18:03

هاجسه الآن العودة إلى موعد المشفى الفرنسي بعد شهرين لم يكن الشاب أحمدو ولد يحي ذي العشرين عاما ونيفا يعتقد أن مجرد حضوره إلى بوابة القصر الرمادي إلى جانب العشرات من أصحاب الحاجات والمظالم سيكون بوابته لتحقيق حلمه في العلاج خارج الوطن.

كان القصر وساكنه وجهته الأخيرة بعدما طرق كل الأبواب فلم يجد من يصغي لشكواه أو يحزن لحالته وفيما عدا أخبار قصيرة عن معاناته ظهرت في بعض المواقع من بينها السراج كان ولد يحي حالة من بين مئات المرضى المعوزين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا . ومع ذلك فالطريق إلى القصر لم يكن مفروشا بالورود إذ اقتضى من ولد يحي كما يقول أشهرا من المتابعة والحضور اليومي أمام مكتب مستشار الرئيس، أوقات انتظار عصيبة لم تسلم من المعاناة إذ طالما أصيب بنوبة إغماء بسبب الاعياء والتعب، وكثيرا ما عاد –وهو المريض المثخن بمضاعفات السقم –مساء إلى منزل أسرته في سبيخة "توجنين " على أطراف نواكشوط وهو يجر اذيال الخيبة والاحباط ويجتر مرارة السقم وألم الحرمان من حقه في العلاج خارج الوطن . لكن وضعه الصحي الحرج ومعاناته الظاهرة مع مرض عصبي مزمن طالما جذب له عطف القلوب وحدبهم وهو ما مكنه فرصة للعلاج في المغرب 2011 على حساب الدولة وهناك أجرى عمليتن في الدماغ لم يكن لهما أي اثر في تسحن حالته .. لذا كان رجاؤه الوحيد أن يحظى بفرصة أخرى للعلاج في فرنسا وهو ما لم تسعفه فيه وزارة الشؤون الاجتماعية إلا بعد تدخل مباشر من رئيس الجمهورية.

خبر في السراج كان موقع السراج قد نشر خبرا عن حالة ولد أحمدو مرفقا برقم هاتف للاتصال به، كما تدخلت الجمعية النسوية على الخط للمساعدة، لكن الحظ تبسم أخيرا عندما تلقى ولد أحمدو مكالمة هاتفية من القصر كان فحواها أن الرئيس قد تكلف بعلاجه وما عليه سوى التوجه إلى وزيرة المرأة والشؤون الاجتماعية لبدء الاجراءات، كان يدرك مسبقا ردود الوزارة على طلبه بالعلاج في بلد غير المغرب وبالتالي كان عليه أن يصر على رغبته في الرفع إلى فرنسا وهو ما وجد صعوبة في إقناع الوزارة به إلا بعد ضغوط واتصالات مباشرة من القصر. ونظرا لتعقد اجراءات العلاج في فرنسا والتي تظل حكرا على كبار موظفي الدولة وعلية القوم كانت محاصصة التكاليف مثيرة للشفقة حيث تولت الوزارة قطع التذاكر واستخراج الجوازات فيما تولى صندوق التأمين الصحي تكاليف العلاج وكان على خيرية الشركة الوطنية للمعادن أسنيم تحمل باقي المصاريف بما فيها تحويل مبلغ 3ملايين أوقية إلى ولد يحي كهبة من رئيس الجمهورية.

في المشفى الباريزي سارت الأمور على ما يرام وحجزت تذكرتان لولد يحي ومرافق لم يكن سوى والده ليحط في مشفى  PITIE-SALPETRIEREالباريزي ويبدأ أولى خطوات العلاج الذي استمر على مدى شهر ونصف خضع فيها ولد يحي لعملية جراحية في الفص الأيسر من الدماغ استلزمت تنويمه لأكثر من يومين وليلة في الإنعاش لكنه يرى أن مفعولها أفضل من عمليتي المغرب كانت الإقامة في المشفى مملة –كما يقول –فلا من مؤنس ولا رفيق سوى أشباح أولئك الممرضين الذين يطلون عليه كل أربع ساعات ليعطوه جرعات الدواء الموصوف له ويختفون في هدوء. لذا مرت فترة النقاهة بطيئة متثاقلة على المريض ولد يحي  ومن ما زاد من معاناتها –ما اعتبره –سوء تقدير من الأطباء الذين طالبوه بالتوقف عن أخذ أدوية الصرع التي يتعاطها منذ سنوات مما جعل النوبات تعاوده وبوتيرة أشد فما كان منهم غير التراجع عن قرارهم الخاطئ. في المشفى الباريزي كان على ولد يحي أن يجري عديد الفحوصات وأن يتعاطى الكثير من أدوية الأعصاب لم تقل في المتوسط عن خمسة أصناف على حد قوله لكن كان عليه أيضا أن يتصل ببعض موظفي السفارة الموريتانية في باريز لتخليص الاجراءات وتسهليها وهو اليوم يود تذكيرهم بكشوف التحاليل التي تعهدوا بابتعاثها إليه ولم تصله حتى الآن رغم حاجته الماسة إليها .

المريض الصابر. عاد ولد يحي قبل أسبوع إلى ارض الوطن ،وهو في لهفة للاطمئنان على صحته بعد تلك الجراحة المعقدة لكن نوبات الصرع لم تختف من حياته نهائيا وقبل يومين فقط انتابته إحداها كما يقول. مطالب كثيرة  يرفعها المريض ولد يحي إلى الجهات التي تحملت مصاريف علاجه في باريز حيث لا زال في حاجة لمواكبتها له بعد شهرين من الآن وعندما يحل موعد عودته إلى فرنسا ، كما يحتاج المساعدة في شراء الأدوية رغم تعهد عمدة تفرغ زينه بتحمل ذلك . كما أن ظروف الفقر والحرمان التي تعيشها أسرة ولد يحي والتي تقطن بحي شعبي بمقاطعة توجنين جعلته لا يستنكف عن المطالبة بقطعة أرضية وبنائها حتى تظفر الأسرة بمأوى في نواكشوط لكن يظل استكمال علاجه في فرنسا هاجسه الأول ومبعث قلقه الأوحد.

للتواصل  مع الحالة:22379659 - 22040494

المريض أحمدو ولد يحي..رحلة علاج لما تكتمل

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox