تحولت صفحات المدونين الموريتانيين إلى ميدان " رابعة العدوية" و" ميدان التحرير" يتراشق أصحابها بالتدوينات التي تظهر انعكاس الأزمة المصرية بشكل كبير على المشهد الموريتاني.واستطاع المشهد المصري أن يجمع حوله أغلب المدونين الموريتانيين من مختلف المشارب والأعمار والتوجهات، وكما تأخذ الأزمة المصرية طابع المزايلة الفكرية بين التيار الإسلامي والتيار اليساري والقومي، تمايزت صفحات أبناء التياريين في موريتانيا على الفيس بوك بين مناصر للإخوان ومناوئ لهم.
الكاتب الإسلامي مولاي عبد الله بن مولاي عثمان كتب في تدوينة " الـمقطوع به حتى الآن في مـصر أن دعـاوى الديموقراطية والمدنية التي يـدّعيها الـمتعلمنـون الـعرب سـقطت وانـدقّتْ عنقـها، وظـهروا عـراة من ثـوب الـحداثة الـمـسروق.. أمـا الانقلاب العسكري على مـرسي فـدونه الكثير من العقبات ولا يمكن لـعاقل مـصري أو عـربي أن يتوهم فيه مصلحة".
فيما كتب المدون الحقوقي أحمد ولد سالم "مصر على أعتاب البيان رقم 1يريد العسكر في مصر ان يقلب المقولة القائلة بان" مصر
هبة النيل" الى " مصر هبة العسكر" . إن ديموقراطية في ظل الاخوان لهي خير ألف مرة من ديموقراطية العسكر ..حفظ الله مصر وشعبها. المصريون خير جند الارض أما الأستاذ يسلم ولد المقري فقد كتب "من لم يقرأ " أيام من حياتي " و " صفحات من التاريخ " لن يعرف شيئا عن صبر الإخوان و قدرتهم علي التحمل !إنتهي زمن النقد و المحاكمات الإفتراضية للرئيس مرسي .. نحن الآن ندافع عن خيار شعب و مستقبل أمة .
الذين يحتشدون في ميدان التحرير هم دعاة عودة نظام مبارك و هم المرحلة الثانية من انقلاب شفيق طنطاوي ... لو لم يكن الإخوان واثقون من شعبيتهم لما صبروا إلي هذا الحد ولامتلأت السجون من المعارضة و لكان عمر موسي و البرادعي و صباحي يأتيهم غداؤهم في صينية ملفوفة " عليها قوطه " تراجع الإخوان أما الإعلامي في قناة ميادين الزميل أبي ولد زيدان فكان له رأي آخر حيث رأى في الساعات الأولى في بيان الجيش المصري فرصة لتراجع المد الإخواني في كل دول الربيع وكتب " بعد مصر توجهوا بانظاركم الى تونس وليبيا و"تمرد" جديد هناك و"تجرد" اخر هناك..... كما صعدوا في وقت واحد انتظروا هبوطهم في وقت واحد، الا اذا تحلوا بمنطق جديد من الحكمة والتعقل"
خداع الدين استخدام الدين لخداع الجماهير كان إحدى التهم الأساسية التي حرص عدد من المدونين على توجيها لجماعة الإخوان المسلمين حيث كتب الأستاذ محمدن ولد حبيب " الفرق بين التيار الشعبي والإخوان المصريين هو الفرق بين النجاح والفشل؛ الإخوان يستغلون الدين ليخدعوا الغوغاء وينجحون في ذلك، والتيار الشعبي يستغل الناصرية ليخدع الغوغاء ويفشل في ذلك"
وبعد الدقائق الأولى لبيان الجيش المصري كتب الصحفي الموريتاني بجريدة الاتحاد الإماراتية حسن حريمو الله أكبـــــــــر... سقط نظـــام «الإخوان». بيان القوات المسلحة المصرية يرقى إلى مستوى البيان «رقم واحد»
حتى لا تتكرر المأساة مدونون آخرون اختاروا التحذير من تكرار السيناريو الجزائري في الحالة المصرية أو دخول مصر في دوامة أزمة مفتوحة وكتب المدون أحمد النحوي
مصر على طريق "الجزائر " لو أن الجيش المصري تدخل وعزل مرسي ,الاخوان لن يتركوا الساحة لخصومهم بهذه السهولة , فهم الأكثر تنظيما وقدرة على الحشد ومعهم الجماعة الإسلامية التي تملك الكثير من قطع السلاح المنتشرة في سيناء. فيما كتب المدون السالك ولد إنلل " لنفرض أن مرسي تنازل أو أجبر على التنازل هل سينعم خلفه؟ أشك في ذلك ثورة مضادة، خروج جماهيري لافت يطالب باسقاط النظام..! و المطالبة بحوار وطني شامل يتوج باجراء انتخابات مبكرة.. ثم ثورة و خروج جماهيري و انتخابات... و هكذا إلى ما شاء الله.. اللهم لطفا باهل مصر.." تدوينات مختارة شواهد نحوية المدون النحوي تياه ولد الحسن وجد في بيان الجيش المصري فرصة لمواصلة إسقاط الشواهد النحوية على الواقع السياسي فكتب :
شواهد النحو 308: مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ـــ ولا ناعب إلا ببين غرابها متى جبر العسكريون العرب كسرا وطنيا، أو كسروا عدوا خارجيا؟ أعراهم بالسياسة نفاق أهلها، الذين أرغموا الجماهير على ترديد كذبة "الجيش.. العظيم".. نجاح الثورة مرهون بسقوط العسكريين من الدائرة، وهو ما سيتحقق بإسقاط أحد الطرفين لهم عندما يتدخلون لصالح خصمه، ليسقطهم خصمه عندما يتعاملون معه بصلفهم وعنجهيتهم... في النهاية ستسقطهم "العامة" عندما يفشلون -كما هو مجرب ومؤكد- في تسيير الشأن العام... لنعد إلى القبلية ما يجرى بمصر أرض الكنانة حفظها الله و التجاذبات السياسية فى تونس المعرقلة لمسودة الدستور برهان على فشل النخب السياسية فى العالم العربي بكافة مشاربها فى فهم مفردات الديمقراطية وقدرة المؤسسة العسكرية على الحسم فى أي وقت فلتعن الدولة العربية فشلها و العودة إلى القبيلة.
أغاني الجيش والكرسي المدون مجدي أحمد كتب : لا احد يعرف علي وجه الدقة: هل الكرسي هو من يغني للجيش "بعد عنك حياتي عذاب" ،، ام ان الجيش هو من يغني للكرسي "اشتقت اليك فعلمني ان لا أشتاق" ،، لا احد!!
المعارضة خير المدون محمد حيدره مياه : لجبهة الخراب والفلول ومحللي آدلكان والعدس.. طيب لنفترض أنكم أسقطتم مرسي.. ؟ هل تظنون الإخوان سيتركون لكم الحكم ويسلموه لكم على طبق من ذهب..؟لأن يعارضكم كل أحزاب الدنيا.. خير لكم من "معارضة الإخوان".. أنتم واهمون... فكروا من جديد.
|