لمرابط أراد رؤية صفار البيض على بذلة بومبيدوفي عام 1972 وفي أوج معارضة نظام الرئيس المختار ولد داداه،تستقبل نواكشوط الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو، الشارع الرئيسي في العاصمة المعروف بشارع جمال عبد الناصر مليء بالجمالة والجماهير وسط استقبال حار وترحيب كبير بالرئيس الفرنسي.

في نفس الوقت توجد مجموعة من الشباب تعارض بشدة النظام الاستعماري ومناصريه، من بينهم شاب طالب في المرحلة الثانوية متحمس يتبنى شعار الثورة على النظام الاستعماري وأعوانه، هو أيضا بدوره جاء لاستقبال الرئيس الفرنسي على طريقته الخاصة.

هذا الشاب المتحمس ينجح في رمي الرئيس الفرنسي ببيضة حيث كان يوجد الرئيس الفرنسي بجانب الرئيس المرحوم المختار ولد داداه في سيارة مكشوفة وأمام القنوات الفرنسية والدولية والصحافة الأجنبية، الجميع يتفرج على الحادثة الأولى من نوعها،تصدر ذلك الخبر الصحف والنشرات الفرنسية، والكاريكاتيرات التي كانت تقدم صورة بومبيدو وعلى بذلته الجملية صفار البيض الذي استقبل به في نواكشوط من طرف ذلك الشاب.

وبعدها اقتادوا الفاعل إلى السجن وبدأ التحقيق معه وهكذا سرد لزملائه في النضال ضد الاستعمار قصة التحقيق معه.

’’ أثناء التحقيق سألني المحققون من رمى البيضة، فأجبتهم : أنا سألوني أيضا : ماهي المنظمة التي وقفت وراء هذه العملية؟ أجبتهم: هل سمعتم بمنظمة ليس لها من البرامج سوى رمي البيض.

لم يكتفوا بهذه الإجابة وبدأوا في حصة من التعذيب، اقترحت عليهم حينها أن يوقفوا التعذيب وأن يعطوني أشرب وآكل وسأحكي لهم الحادثة كاملة، وبعد استراحة بدأ المحققون في معاودة التحقيق وأجبتهم بكل صدق : لقد أخذت خمسة أواق واشتريت بيضة من عند لبناني وأخذت موقعا في الصف مع المستقبلين،وعندما قابلت الرئيس بومبيدو رميت البيضة عليه من أجل أن أرى صفار البيض على بذلتها البيضاء الجميلة.

كانت تلك الحادثة تاريخا معروفا عند الصحف الفرنسية التي سمته ذلك العام بعام البيض.

كانت تلك الحادثة من إنجاز الشاب لمرابط ولد حمديت أحد خبراء القانون المعروفين في البلد،صاحب الخلق النبيل وأحد رموز التيار الوطني المناهض للاستعمار في السبعينيات من القرن الماضي.

انتقل لمرابط ولد حمديت رحمه الله يوم الجمعة 28أغشت 2010 في صبر وتواضع وورع وبعد رحلة مع المرض تقبله في رحمته وأدخله فسيح جناته آمين

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي’’ الآية 30 سورة الفجر

إنا لله وإنا إليه راجعون

آبو حمادي