يتحد الإنسان والحيوان في يوميات المعاناةفي الجزء الشمال الشرقي من مدينة روصو يقع حي السطارة ذي التاريخ الطويل مع الأحداث؛ فقد كان الحي عرضة لغمر قبل سنوات كان وراء ترحيل المئات من سكانه لضواحي المدينة، بيد أن هناك بعض الأجزاء من هذا الحي كتب عليها الانتظار، رغم مرور عشرات السنين على معاناة سكانها، ولكل جزء من الحي المذكور اسم يعرف به، رغم اتحاد معظم تلك الأحياء في البؤس والحرمان والتهميش.
تودع الشمس الحي يووقع ميا على معاناة لا تنهتيحي "الهلال" ليس بدعا من سكان السطارة، بل هو مثال حي لمعاناة يومية أبطالها من الطبقة المسحوقة في المجتمع ولم تعد معاناة سكانه وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة أمرا غريبا بعد فمعظم شباب الحي ولد وترعرع على هذه الوضعية ولم تعد معايشة القمامة ومياه الصرف التي أصبح الحي مجمعا لها هي الأخر أمرا يلقي لهم سكان البال، ليكونوا عرضة للأمراض ولتكون أجسادهم النحيلة فريسة للباعوض
انعدام الخدمات والبنى التحتية محمد ولد أوه: نعيش كل أنواع التهميش منذ أكثر من 18 سنةيقول سكان الحي ـ ممن التقتهم السراج ـ إن انعدام البنى التحيتة الضرورة من مياه وكهرباء ومدارس ومستوصفات، يجعل المعاناة مضاعفة وتأخذ عدة أبعاد.
حيث يظل حلم وجود مياه الشرب بشكل دائم أكبر ما يطمح إليه هؤلاء السكان، توجد في الحي حنفية خصوصية واحدة لا توفر احتياجات السكان المتزايدة من المياه، كما أن انقطاعها ووضعها المزري بجوار القمامة يجعل أضرار تلك المياه أكثر من فوائدها، ورغم ذلك فالسكان مجبرون على شرب ما وجد من تلك المياه. الحنفية الوحيدة التي يرد لها سكان الحيأعمدة الكهرباء تمر من أزقة الحي، والزائر يعتقد أن السكان هم أول المستفيدين منها، لكن بعضهم لا يعرف عن الكهرباء سوى اسمه وأن أعمدته تمر من أزقة الحي بارتفاعات شاقة. ليس حال التعليم أفضل حالا، حيث يقطع أبناء الحي ـ ممن قدر له الالتحاق بالمدرسة ـ يوميا مئات الأمتار بحثا عن أقرب مدرسة، وقد سجلت حالات كثيرة ضد هؤلاء الأطفال في طريقهم للدراسة الكثير من الاعتداءات وكان الطفل محمد أشهر ألئك الأطفال حين دهسته سيارة وهو في طريقه للمرسة ولاذ سائقها بالفرار; كما تقول والدته فاطمة.
أنابيب الصرف الصحي والقمامة جيران يسببون الأمراض وتكاثر الباعوض لسكان الحيفي الحي مستوصف تمر من أمامه أنابيب صرف صحية مكشوفة ويعاني من الإهمال ما ينسي سكان الحي معاناتهم أصلا، ويذكر السكان أن انعدام مستوصف كان وراء عدة حالات ولادة تحت أكواخ الحي المتهالكة في ظل صعوبة وانعدام وسائل النقل لمستشفى المدينة.
تزداد هذه المعاناة بحلول موسم الأمطار حيث ينقطع الحي عن باقي أجزاء المدينة ويصبح الدخول أو الخروج إليه ضرب من المستحيل، ويتخذ السكان استعدادات لصنع ممرات من خلال وضع خنشات مملوءة ليشكوا بها جسر عبور" للعالم الآخر" الأرض للأقوى تشكو أكواخ الحي المعاناة هي الأخرى محمد ولد أوه وأحمد وأمباركة وغيرهم كثيرون أجمعوا على أن الأقدمية في إعمار الأرض لم تشفع لهم في أن يكونوا أول المستفيدين منها، كما أن ذلك لم يشفع لهم في أن يكونوا جزءا من إعادة تأهيل الأهواء العشوائية وترحيلهم لخارج المدينة في منطقة الترحيل كما هي حال معظم السكان القريبة منهم.
تلجأن بعض المنظمات للأطفال كوسيلة لجمع المساعدات كما يقول السكان دون أن يكون لها انعكاس عليهميقول محمد ولد أوه إنه يقيم في الحي منذ 18 سنة "ولم تمنح لي الدولة قطعة أرضية للسكن وعاجز عن تخطيط قطعتي فليس لدي ما أقدمه رشوة من ذلك، كما أني لست مستعدا لدفع رشاوى من أجل أن أنال حقي" كما يقول.
ويضيف محمد "ومع ذلك فحالي أفضل بكثير من مئات الأشخاص هنا، حيث تم منح قطعتهم الأرضية لبعض النافذين بتواطئ ورعاية من السلطات، وهجروا منها نهارا جهارا من أرض أقاموا على أديمها سنين عديدة" يستخدم الفضاء الرحب للاستحمام وأشياء أخرىوضعية الأرض الحالية "الكزرة" تجعل سكانها لا يستطيون التصرف فيها، ويحكم عليهم بالعيش في وضعية واحدة، وقد كانوا عرضة لهدم مبانيهم من طرف السلطات أكثر من مرة عندما يفكروا في زياتها، كما تقول داداه بنت محمد الأمين.
مشكلة الأرض جعلت سكان سطارة الهلال يلجأون للسلطات من أجل منحهم قطعا أرضية، وكان رد الحاكم ليست لدينا قطع أرضية نوزعها عليكم. يتحول هذا الطين إلى أوحال مشكلا سجنا وحصارا للسكانعند حلول موسم الأمطار يذهب كثير من هؤلاء السكان لضواحي المدينة هربا من الأمراض والباعوض حيث تحاصر المياه الحي من كل جهة، دون أدنى دعم أو مساندة من الدولة، كما تقول داده بنت محمد الأمين.
أيام التهميش والمعاناة جعلت أصواتا ترتفع منددة وغاضبة على الوضعية المزرية التي يعيشوها من سكان الحي. يملأ السكان هذه الخنشات لتكون جسر عبور للعالم الآخرتقول مريم بنت بلال إنه لم يعد بالإمكان تحمل المزيد من المعاناة مضيفة " إن كنا مواطنين حقا نطالب بحقوقنا وإشراكنا في خيرات أرضنا وإن لم نكن كذلك نطلب من الدولة أن تخبرنا بذلك لنبحث عن وطن بديل"
التهميش والحرمان لازمتان لسكان الحي وجودا أنفسهم ضحية لهما، ويصبح الكثير من هؤلاء السكان وسيلة لكسب مساعدات وهمية، لا ينسى السكان أنهم قبل ليالي اتصلت عليهم السلطات المحلية في المدينة لتخبرهم أن مساعدات في انتظارهم. امباركة بنت محمود : السكان عرضة للتحايل باستمرار وتستغل بعض المنظمات معاناتهمانتقلوا بأطفالهم ونسائهم وبعد انتظار طويل وزعت عليهم مساعدات تتمثل في كميات لا تسمن ولا تغني من جوع، وتبين لهم لا حقا أن تلك المساعدات كانت مساعدات من إحدى المنظمات الخليجية وقسمتها السلطات قسمة ضيزى عليهم.
يذكر هؤلاء أيضا أنهم كانوا عرضة للتحايل أكثر من مرة حيث تأتي منظمات وتقول بتسجيلهم وتصويرهم مع أطفالهم وتمنيهم بمساعدات، يتلاشى حلمها بمجرد مغادرة تلك المنظمات أزقة الحي الفقير.
|