وزير الخارجية الموريتاني ينحني عند مصافحة قائد الجيوشعبرت الحكومة الموريتانية ممثلة في وزارة الخارجية و التعاون عن أسفها الشديد لإقدام متظاهرين موريتانيين على الاحتجاج أمام مقرات البعثات الدبلوماسية للدول المتهمة بدعم الانقلاب في مصر خاصة السعودية و الإمارات إضافة إلى السفارة المصرية.

و نددت وزارة خارجية موريتانيا - في بيان أصدرته اثر استضافة وزير الخارجية لسفراء الدول المعنية- بما اعتبرته "تصرفات طائشة و غير مبررة و تمثل إساءة لاستخدام جو إشاعة الحريات العامة و الخاصة."

و ذهبت الوزارة في بيانها الى اعتبار التظاهر الذي حدث أمام هذه البعثات "يمثل نوعا من انتهاك حرمات ومهابة هذه البعثات و طواقمها من دبلوماسيين و عاملين" و أكد البيان أن الحكومة الموريتانية "ستقف بحزم أمام كل ما من شأنه المساس بأمن وسلامة و حسن استضافة البعثات الدبلوماسية."

و تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تعتذر فيها الحكومة الموريتانية بشكل رسمي عن فعل من هذا النوع يكفله القانون و جميع دساتير العالم.

وفيما يلي نص البيان:  "تظاهر عدد من الأشخاص، في الأيام الأخيرة، أمام مكاتب البعثات الدبلوماسية لبعض الدول الشقيقة، خاصة جمهورية مصر العربية و المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة، رافعين و مرددين شعارات تسيء إلى هذه الدول الشقيقة و إلى قياداتها الموقرة، التي لا تكن لها الجمهورية الإسلامية الموريتانية، قيادة و شعبا و حكومة، إلا مشاعر المحبة و الاعتبار والاحترام، التي تستحقها على بلادنا انطلاقا من الروابط التاريخية و العلاقات الأخوية الوطيدة. ووجدت هذه التصرفات الطائشة صدى لدى بعض الصحف الحرة و المواقع الالكترونية الخصوصية. إن هذه التصرفات غير المبررة تسيء استخدام جو إشاعة الحريات العامة و الخاصة الذي ينعم به الشعب الموريتاني و تحرير الفضاء الإعلامي، و هي خيارات ستظل الحكومة تحترمها في حدود القانون و حماية الأمن العام. إن حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، إذ تندد بما قام به هؤلاء الأشخاص من سلوك يمثل نوعا من انتهاك حرمات ومهابة هذه البعثات و طواقمها من دبلوماسيين و عاملين، لتعرب عن أسفها الشديد لمثل هذه التصرفات اللامسؤولة، كما تؤكد وقوفها بحزم أمام كل ما من شأنه المساس بأمن وسلامة و حسن استضافة البعثات الدبلوماسية في بلادنا.  كما تؤكد الحكومة الموريتانية إرادتها الصادقة في تعزيز و تطوير العلاقات الثنائية الودية التي تربط موريتانيا بمختلف الدول الشقيقة، و على رأسها تلك التي تعرضت بعثاتها الدبلوماسية في نواكشوط لهذه التحركات المتطرفة. وتجدد الحكومة الموريتانية، بطبيعة الحال، التزامها بمواصلة العمل الجاد سبيلا إلى الإرتقاء بالعلاقات الثنائية الممتازة بين بلادنا و هذه الدول الشقيقة.  و تهيب الحكومة بكافة فعاليات الشعب الموريتاني المضياف الأبي من أجل استنكار هذه التصرفات الطائشة التي لا تمت بأية صلة لا بالضمير العربي و لا بالشعور الإسلامي و قيمه و أخلاقه الفاضلة".