افتتاحية السراج:بين النار والرمضاء! |
الاثنين, 02 سبتمبر 2013 14:27 |
نفس الظرف عاشه و يعيشه الشعب في أرض الكنانة حين خير بين تسليم مصر الثورة لأعداء الثورة أو استقبال رصاصهم و خرطوشهم و قنابلهم الحارقة و المسيلة للدموع بصدور عارية. و لا يبعد حالنا في موريتانيا كثيرا عن ذلك حين ترغمنا ظروف تشابكت عوامل عديدة في صياغتها على تدعيم حكم العسكر بطريقة أو بأخرى، ذلك حين وجدت طليعة المجتمع العاملة على تخليص البلاد من ويلات حكم العسكر و فتح صفحة جديدة تُبنى فيها شؤون الحكم في موريتانيا على أسس مدنية ديمقراطية عادلة، حين تجد هذه الطليعة نفسها أمام طريقين كلاهما يصب في تدعيم حكم العسكر و إضعاف خصومهم، فالمشاركة في انتخاباتهم تعطيهم – في أغلب الظن- مستوى من تشريع استغلال السلطة الذي يمارسونه، و لن تكون المقاطعة – حسب أكثر التحليلات إنصافا- إلا إضعافا لجهد المعارضة و تجريدا لها من قليل السلاح الذي كانت تقارع به العدو العسكري التدثر بثوب المدنية و السياسية. و مع هذا الواقع المر لا بد من مواصلة طريق الإصلاح و الثبات عليها من خلال التسديد و المقاربة و التدبر و إمعان النظر في الواقع و المآلات.... لا بد كذلك أن يدون أحرار الأمة بيدهم الضاغطة على الزناد و في مذكرة مسار التقويم و الإصلاح المتواصلة، أن يسجلوا ملاحظتين مهمتين: الأولى هي إن أكبر المجرمين الذين جنوا على الأمة هم المصفقون للأنظمة المستبدة مدنيها و عسكريها، الانتهازيون الذين ركبوا موجة دعم الباطل و الاستقواء به لينتشلوا مشاريعهم الضحلة من القمامة التي ألقتها فيها الشعوب بوسائل جازمة و بأصوات حقيقية و حشود ملموسة لا مصطنعة. و أما الملاحظة الثانية فهي أن صعوبة الخيرات و مرارتها لا ينبغي أن تعيق السير فلابد من المواصلة من خلال استغلال المتاح و تسخير كل فرصة تقرب الهدف و تذلل الصعاب دونه و أقل ما في ذلك من مكسب هو أن "يعلم أبناءنا أن أبائهم وأجدادهم كانوا رجالاً، لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبداً على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبداً من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم." |