الغلاء يغير من العادات الغذائية لسكان آفطوط (صور)
الخميس, 30 يناير 2014 18:05

الطفل عبد الرحمن موزع لخبز الحطب في كو اهل جعفر الطفل عبد الرحمن موزع لخبز الحطب في كو اهل جعفر

 

على مقربة من الفران الوحيد في القرية يتحلق عشرات الأطفال منذ الساعات الأولى للصباح ، بعضهم جاء للظفر بفرصة في توزيع الخبز وآخرون ابتعثوا في مهام جلب الجمر من آتون الفرن وقليلون لشراء الخبز فالواقع المعيشي الصعب في قرى آفطوط يجعل من شراء الخبز كل صباح ترفا تضيق عنه ميزانيات الكثيرين.

الطفل عبد الرحمن ذي 6سنوات ينتظر في هدوء دوره في التوزيع بعدما جاء متأخرا فعليه أن يحمل خشبة الخبز ويطوف بها عدة كلمترات في قرية مترامية الأطراف ولمجرد الحصول على 100أوقية في كل جولة توزيع.

 

منضوج التوكه البديل الجاهز للخبز منضوج التوكه البديل الجاهز للخبز يشرح الفران سعدبوه والذي سبق وأن زاول المهنة في أطار عدة سنوات أن المشكل هو في غلاء "الدقيق" والمواد الأولوية كالحطب والخميرة مما يجعل المهنة غير مربحة وبالتالي فهو الفران الوحيد في القرية.

فيما يضطر لتشغيل الأطفال للحد من تكلفة الإنتاج وقد ينقطع عن العمل لأيام ومع ذلك يظل توفير هذه الخدمة في آفطوط حكرا على قرى بعينها. في كو أهل جعفر 20كلم من أمبود وبسبب الغلاء والفقر أصبح الخبز اليدوي ترفا لا تحلم به العديد من الأسرة كما تشرح يمه بنت العبد وهي تشير إلى إناء به حبات من نوى ثمرة "التوكه" يتحلق حوله بضعة أطفال وهي تقول هذا هو خبز أطفالنا الذي لا نجد ما ننضجه عليه غير "زبل البقر" مع غلاء الحطب.

مهام جلب الجمر من أفران الخبز  أحد مهام الأطفال في قرى أمبود مهام جلب الجمر من أفران الخبز أحد مهام الأطفال في قرى أمبود حول فرن القرية يجد الفران نفسه مشتتا بين العمل في إنضاج قطع الخبز التي وضعها بعناية في أتون الفرن وبين سحب الجمر ووضعه في أواني الأطفال الذين جاؤوا لهذا الغرض. يقول سعدبوه أن عمله يبدأ من الرابعة صباحا في إعداد الخميرة وتقطيع الحطب ولا ينتهي إلا مع إخراج آخر خبزة من الفرن، ومع ذلك فالشتاء ليس من أسوء فترات العمل على حد تعبيره.

تبنى الأفران التقليدية من الطين وهي بشكلها المخروطي المدبب وآثار اللهب تلفت الأنظار في قرى آفطوط فيما يحتفر الفران حفرة أمام فتحة الفرن مما يمكنها من إدخال الخبز وإخراجها من خلال خشبة طويلة مفلطحة الرأس. الفران من أكثر الشخصيات المعروفة في مجتمع القرية والمحببة للأطفال لكنه اليوم أصبح كأي صاحب حرفه يعمل للتكسب منها، ويكافح للإبقاء عليها ما دامت مصدر قوت عياله الوحيد كما يقول الفران سعدبوه.

الفران سعد بوه يطالب بدعم المخابز التقليدية الفران سعد بوه يطالب بدعم المخابز التقليدية وإذا كانت الدولة قد دعمت بعض المخابز في المدن الكبرى فباعت لها دقيق الخبز بسعر مدعوم فلم لا تحظى مخابز القرى والأرياف بأي دعم رغم دورها في توفير منتج حيوي كالخبز يطالب الفران سعدبوه بعد ما أبدى شكواه من غلاء الدقيق والذي لا تقل خنشته عن 10000أوقية مما يؤثر على سعر وحجم الخبز ويعصف بالقوى الشرائية المحدودة أصلا لسكان مثلث الفقر!! فى قرى كثيرة بآفطوط غير الغلاء والفقر من عادات السكان ليؤثر الأطفال بالموجود من الطعام في وجبة الإفطار والذي غالبا ما يكون نوى ثمرة "التوكه"، فيما أصبح خبز الحطب حلما لا يشتريه الناس إلا في مناسبات خاصة أو لإقراء ضيف عزيزأوعابر سبيل.

الأطفال الأكثر حضورا في مهام توزيع الخبز الأطفال الأكثر حضورا في مهام توزيع الخبز

بعثة السراج (آفطوط)

الغلاء يغير من العادات الغذائية لسكان آفطوط (صور)

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox