في "لغريكه " :تعاونيات لمجرد استجداء المعونات
الأحد, 23 فبراير 2014 16:33

نساء في مواجهة الفقر نساء في مواجهة الفقر تعيش التعاونيات النسوية في  ضواحي العاصمة أوضاعا صعبة طابعها العام غياب الدعم وشح الموارد مما جعلها عنوانا للإهمال والنسيان وهو ما لا تخطئوه عين الزائر والمتجول بين لافتات وواجهات هذه التعاونيات والتي تعددت أسماؤها وقل ريعها وتوحدت في معاناة البحث عن التمويل والتكوين والتأهيل وتفرقت أهدافها ومجالاتها من بيع المواد الاستهلاكية إلى الصياغة والخياطة وحتى تدوير البلاستيك وبيع المياه والكهرباء وخدمات النظافة ...الخ.

ترى القائمات على التعاونيات النسوية أن لها مزايا متعددة  ليس من أقلها دعم القدرات المعيشية لأصحابها والذين هم في الغالب من معيلات الأسر وممن ذقن مرارة الحرمان وألم الفاقة والمرض .

وإذا كان الفقر عامل جذب لمثل هذه المبادرات البسيطة فإن حي "لقريكة" بمقاطعة دار النعيم يعد الأوفر حظا من انتشار "تعاونيات الفقر " فلا تكاد تدخل شارعا أو حارة إلا وصادفت منفذا للبيع تحت مسمى تعاونية والتي إن لم يغن دخلها فتيلا فقد يكون في الترويج لها والحديث عنها وسيلة للحصول على الدعم واستجداء المساعدة..

أسماء لامعة

وكما توحي أسماء التعاونيات بالتفاؤل فإن "لغريكة " ليس الاسم الإداري للحي بل "السعادة " التي ربما لم تعرف طريقها إلى بيوتات الحي وساكنيه منذ ترحليهم من أحياء وسط المدينة إلى هذا المكان النائي ذي السباخ الزلقة والمستوى المنخفض عن سطح البحر، مطلع تسعينيات القرن الماضي..

ومنذ ذلك العهد وحياة هؤلاء تمضي على وتيرة واحدة، ولد هنا أطفال وترعرعوا وراهقوا وتفرقت بهم صروف الدهر أيدي سبأ لكن البؤس ظل كما هو والوجوه الشاحبة التي أضناها العوز والإملاق هي نفسها تتبادل التحايا والمجاملات كل صباح ويغدو كل لحال سبيله في رحلة  "سيزيفية " بحثا عن القوت .

الأعرشة والأخبية والأكواخ هي نفسها رغم سعي البعض إلى استبدالها ببيوت الصفيح والاسمنت لكنها لا تزال تأبي أن تخلي مكانها بعدما عايشت السكان في السراء والضراء.

تعاونيات بعدد المعيلات

مكفولة تعاونية لبيع رزم الخضروات وبعض الحبوب وفي حال الميسرة "مفروم سمك "الياي بوي " تقول مسيرتها إن معها جارات لها وهن من أسسن التعاونية واخترن لها اسم "مكفولة " لا أحد يمكن أن يشكك في تعاونيتها ما دامت تملك كل الإثباتات بما فيها سجل بأسماء المشاركات ولوحة مغبرة باسم التعاونية ..

على مقربة يقع الدكان الخاص بتعاونية "ينصرها " لبيع المواد الاستهلاكية لكن المعروضات تفرقت ديونا في ذمة مسيرات التعاونية لتصبح خاوية على عروشها إلا من رزم من الفحم أو بعض مجزءات السكر ومسحوق الحليب ..

ومع ذلك  لا زالت تحتفظ  بمعلومات وافية عن التعاونية التي تأسست 2009 برأس مال قدره 24000 أوقية فقط ووصل المبلغ اليوم 80ألف أوقية لكنها تخشى أن يتبخر سدى وتذروها رياح "لغريكة " والتي لا تكف عن الهبوب .

خارج التصنيف

ما إن سمعت النسوة عن تركيز التقرير على التعاونيات حتى تنادين من مختلف أرجاء الحي رجاؤهن الوحيد تسجيل تعاونياتهن أو حتى مجرد المرور عليها فهذه تعاونية باسم النزاهة للحياكة وبيع الملابس الجاهزة وتلك "أستار " لبيع مواد التجميل والملابس النسوية وهي كأي محل لبيع هذه المواد ومع ذلك فإن كل دكان أو منفذ للبيع قابل هنا لأن يصبح تعاونية نسوية ! وعلى أطراف الحي الجنوبية كانت تعاونية الوفاق المتخصصة في تدوير البلاستيك مما حول مسكن صاحبتها إلى مايشبه مقلبا للنفايات من كثرة معلبات البلاستيك المهملة ومع ذلك تعتز رئيسة التعاونية فاطمة بوصل تسجيلها على خلاف الكثير من التعاونيات المجاورة .

في "لغريكه" لا احتكار لخدمات الماء والكهرباء مما فتح شهية البعض لبيع هذه الخدمات بسعر مدعوم حتى ولو كان ذلك دون علم الجهات المعنية كما تشرح مسيرة إحدى التعاونيات لبيع المياه.

دورة حياة

المرأة عصب الإنتاج في أحياء الضواحي بنواكشوط خلاصة لا تحتاج إلى من يكتشفها لكنه إنتاج محفوف بالمعوقات والمخاطر وهو غالبا للاستهلاكي الإعلامي لا أكثر. فظروف الفقر والحرمان وارتفاع معدلات البطالة والإعالة وتردي الواقع المعيشي لم تترك للتعاونيات أي فرصة للتطور والنمو، كما أن غياب الأمن وكثرة السرقات غالبا ما تعاجل أي تعاونية تظهر مستوى من الرواج والانتعاش .

فدورة حياة "التعاونيات " في "لغريكة " جد قصيرة ومفعمة دوما بالمنغصات والتحديات!!

 

في

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox