ولد محمد الأغظف الأوفر حظا لرئاسة الحكومة (تحليل)
الاثنين, 11 أغسطس 2014 16:49

على مفترق طرق يقف الوزير الأول مولاي ولد لغظف، يحمل معه استقالته حكومته وأن يعاد تكليفه بتشكيل حكومة أخرى لينال أطول مأمورية وزير أول في تاريخ موريتانيا.

ويبقى الخيار الآخر وهو الوداع مع مكاتب الوزارة الأولى بعد سبع سنوات ظل فيها الدكتور مولاي الثابت الوحيد في نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

عوامل البقاء

يملك الوزير الأول الحالي مولاي ولد محمد الأغظف عوامل كثيرة للبقاء في منصبه أبرزها

-        علاقاته الإيجابية مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز : يقول العارفون بالوزير الأول إنه شخص لطيف جدا مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأن علاقاتهما التي بدأت سنوات قبل الإطاحة بالرئيس ولد الشيخ عبد الله تعمقت جدا، خصوصا أن ولد محمد الأغظف يمتاز بمستوى عال من امتصاص الإهانات والتوبيخ الذي يوجهه له ولد عبد العزيز بين الحين والآخر.

-        عدم المنافسة المالية :  لا يملك ولد محمد الأغظف وفق العارفين الشراهة المتوقعة في نظرائه تجاه المال العام والصفقات، ويقول هؤلاء إن ولد محمد الأغظف لم يعتمد مقاولين كما كان أسلافه من الوزراء الأول يفعلون لتمرير الصفقات والحصول على عمولات ثابتة.

-        علاقات قوية في المؤسسة العسكرية :  إضافة إلى علاقاته مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز فإن ولد محمد الأغظف يملك علاقات قوية في المؤسسة العسكرية والأمنية حيث انتهج سياسة عدم الصدام مع أي من القادة العسكريين منذ وصوله إلى السلطة.

-        إيجابية تجاه المجموعة الحاكمة : وإلى جانب الصفات السابقة يبقى ولد محمد الأغظف شخصا غير مغضوب عليه من قبل المجموعة القبلية الضيقة للرئيس محمد ولد عبد العزيز والتي تشكل العمود الفقري لنظام الحكم الحالي

 

 

وأسباب للرحيل

 

ولرحيل ولد محمد الأغظف أيضا أسباب كثيرة أبرزها

-        خطاب التغيير ومأمورية الشباب : حيث يبشر الرئيس محمد ولد عبد العزيز بمأمورية جديدة ينال فيها الشباب والنساء النصيب الأوفر من إدارة دفة البلاد، ويبدو للوهلة الأولى أن استمرار ولد محمد الأغظف في منصبه لا يخدم هذا الشعار البراق.

-        تآكل الدعم القبلي : ينضاف إلى هذا عامل آخر وهو ضعف السند الاجتماعي لولد محمد الأغظف الذي ينتمي إلى أقصى الشرق الموريتاني بينما تمثل ولاية لعصابة ثقله القبلي، ويذهب مراقبون إلى أن ولد محمد الأغظف فقد كثيرا من وزنه القبلي الهش خلال الانتخابات البلدية والنيابية المنصرمة.

وبين دوافع البقاء وأسباب الرحيل يبقى ولد محمد الأغظف الشخصية الأقل إثارة للجدل منذ وصوله إلى مكاتب الوزارة الأولى قبل سبع سنوات.

 

 

أسماء مرشحة

وإلى جانب ولد محمد الأغظف يطرح مراقبون عدة أسماء مرشحة لمنصب الوزير الأول أبرزها

-        رئيس الحزب الحاكم : إسلكو ولد أحمد ازيد بيه : ينتمي ولد ازيد بيه إلى الشرق الموريتاني، كما ينتمي أيضا إلى ولاية إنشيري وبين هاتين الولاتين غرس الرجل أقدامه بقوة في عمق النظام السياسي الحاكم، واستطاع الرجل خلال السنوات الماضية غرس العديد من أقاربه ومقربيه في دائرة السلطة إضافة إلى إقامة شبكة أمنية خاصة تابعة للحزب الحاكم، جلبت له امتداح الرئيس ولد عبد العزيز الذي ردد أكثر من مرة بأن " اسلكو يعرف كل شيئ يدور في أي نقطة من البلد"

لكن نقطة ضعف ولد ازيد بيه الآن هي توتر علاقته بقوة مع السيدة القوية توتو بنت الشيخاني المشرفة الفعلية على برنامج لقاء الشباب وتمتع بنت الشيخاني بعلاقة قوية مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز وقد سبق أن تسببت في إبعاد ولد ازيد بيه من ديوان رئيس الجمهورية، وذلك بعد محاولاته "تطبيق القانون" على السيدة الأكثر غموضا وإثارة للجدل في صفوف السلطة الآن.

-        اماتي بنت حمادي : إلى الحوض الغربي تنتمي السيدة أماتي بنت حمادي وهي إحدى الشخصيات التي تداولت المصادر اسمها كمرشحة للوزارة الأولى، ويجمع مراقبون على أن بنت حمادي تحظى بثقة خاصة من الرئيس محمد ولد عبد العزيز وكبار قادة الجيش، كما تشفع لها أيضا العلاقات المتوترة هذه الأيام بين غريمتها السيدة فاطمة بنت عبد المالك والرئيس ولد عبد العزيز.

وتداول مراقبون أيضا اسم بنت عبد المالك مرشحة محتملة لمنصب الوزير الأول

-        محمد سالم ولد البشير : وبالإضافة إلى الأسماء السابقة يتداول اسم وزير المياه محمد سالم ولد البشير الذي ينتمي هو الآخر إلى الحوض الشرقي، ويمثل ولد البشير ملتقى للشرائح الموريتانية حيث ينتمي إلى شريحة لحراطين إضافة إلى عمق علاقاته أيضا مع الرئيس ولد عبد العزيز.

وبين كل الاحتمالات يبقى للرئيس ولد عبد العزيز الكلمة الفصل في الوزير الأول وباقي الوزراء.

  ولد محمد الأغظف الأوفر حظا لرئاسة الحكومة (تحليل)

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox