الملاعب المغطاة في نواكشوط ..رؤية من الداخل
الخميس, 14 أغسطس 2014 18:00

أحد الملاعب بمقاطعة تيارات أحد الملاعب بمقاطعة تيارات شهدت أحياء العاصمة الموريتانية نواكشوط في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لملاعب كرة القدم المغطاة فبالكاد لا يخلو حي من أحياء نواكشوط منها بمصابيحها المعلقة وشبابيكها التي تحجب الرؤية ، وتمنع أي فضولي من الاقتراب ..

وتمتد هذه الملاعب على مساحات مبلطة مساحتها بين 30م و24م طولا و20و15م عرضا،فيما تفرش أرضياتها بعشب اصطناعي تختلف جودته تبعا لبلد الإنتاج ما بين أوربي أو تركي أوصيني وع ذلك فإن ثمن البساط الواحد لا تقل عن المليون أوقية ووتتسع الملاعب المغطاة ل 10لاعبين 5 لاعبين لكل فريق

وعادة ما تكون بالملاعب مدرجات للفرجة وحمامات لاستحمام بعد المباراة.

ويشرف على الملاعب المغطاة أشخاص ذو خبرة رياضية واسعة وحنكة في تحكيم المباريات

ويرجع انتشار الملاعب إلى إقبال الشباب بمختلف فئاته العمرية وحتى المسنين  نظرا لعدم وجود منشئات رياضية عمومية في نواكشوط .كما أنها أحد مجالات الاستثمار التي استقطبت في السنوات الأخيرة بعض التجار من هواة الساحرة المستديرة .

في أحد الملاعب المغطاة بتيارات ورغم حالة التحفظ التي لمسناها لدى المشرف على الملعب "م /س" إلا أنه أبى إلا أن يفصح لنا عن جانب من أسرار هذه المهنة والتي تظل في الغالب بعيدة عن عين الرقيب خاصة السلطات البلدية والتي لا يعرفونها إلا عندما يحين موعد دفع الإتاوة الشهرية، كما أن الترخيص لها يظل إجراء شكليا وعبر الاتصال بالبلدية .

كما أفاد بان إقبال الشباب على الملاعب المغطاة جيد نتيجة تقدم وعيهم الرياضي وإيجاد الجو الملائم لممارسة هوايتهم.

وحين سألناه عن أوقات الإقبال على الملاعب أجاب بأنها عادة ما تكون في ليالي رمضان والليالي الساخنة وأيام عطل الأسبوع وأيام الدراسة بالنسبة لشباب المدارس.

وهي إلى ذلك تساهم في اكتشاف المواهب الكروية من خلال زيارات من طرف رؤوساء بعض نوادي المقاطعات .

أما العقبات التي تواجهها فكثيرة رغم أن الشكوى من الضرائب والإتاوات تظل من أبسطها لكن هناك غلاء قيمة التجهيزات وصعوبات الصيانة وارتفاع فاتورة الكهرباء والإيجار، كما أن لجيران هذه المنشئات الرياضية ما يقولونه بشأن الإزعاج المتواصل والأضواء الكاشفة المنبعثة منها وفوضى العمل بها فقد تستمر إلى وقت متأخر من الليل .

وطالب المشرف السلطات الموريتانية والمستثمرين الموريتانيين  باتخاذ إجراءات جادة بإنشاء ملاعب ومركبات رياضية وخلق جو ملائم للرياضة من اجل مستقبل أفضل لان العقل السليم بالجسم السليم.

هذا فضلا عن بناء مدن رياضية وترفيهية للشباب لأنها ذات نفع عام للشباب كما يمكنها الحد من البطالة و الإجرام والتطرف وتنمية مواهب الشباب لتمثيل البلد في المناسبات الرياضية العالمية بأبهى صورة

 

هواة وممارسون

أما رواد هذه الملاعب فكما يقول أحد هؤلاء فإنهم في الغالب من هواة كرة القدم وممارسيها وهو يعتبرون الكرة نشاطا ترفيهيا ومن هؤلاء من يتريض طلبا للعلاج من أمراض الضغط والسكري .

وحين سألناه عن الجو الذي خلقته الملاعب المغطاة للشباب أجاب بأنها خلقت جوا ملائما لممارسة الرياضة بعزل ممارسي الرياضة أثناء ممارستهم الرياضة عن العالم الخارجي لان البعض لا زال ينظر للرياضة على أنها خاصة بسن معين ولا مكان بين ممارسيها للشيوخ والكهول حتى ولو كانوا رياضيين سابقين وبالتالي فالملاعب توفر بيئة مناسبة لمزاولة الرياضة لهذه الفئات .

وعن المشاكل المطروحة على رواد الملاعب قال بأن هناك بعضا من المشاكل المادية في كون الملاعب تفرض أسعارا باهظة تتراوح بين 5000و8000اوقية  للساعة الواحدة تقسم على اللاعبين العشرة أو الاشتراك الشهري الذي تتراوح قيمته بين 50000و80000اوقية

وهذا مالا يستطيع البعض تحمل تكلفته المادية.

والجدير بالذكر أن مدة المباراة الطبيعية بالملاعب المغطاة ساعة تقسم على شوطين مدة كل واحد منهما نصف ساعة ويسمح الاشتراك الشهري لصاحبه بخوض ثلاث مباريات في الأسبوع..

 

رؤية الخبراء

على الرغم من المظهر الاجتماعي الراقي الذي صاحب قيام هذه الملاعب الخضراء إلا أن هناك بعض التأثيرات الاجتماعية لهذه الملاعب والتي أصبحت البديل عن النادي والمكان والمفضل للتواصل بين الشباب والمراهقين من هواة كرة القدم، ويخشى مراقبون من أن تتحول مع مرور الوقت إلى أماكن مشبوهة للتواصل بين المراهقين والأحداث ولنقل خبرات غير مفيدة أحيانا بل ضارة من قبيل تعاطي المخدرات والسلوك المنحرف خاصة إن عزلتها وابتعادها عن عين الرقيب قد يكون حافزا لهذا التحول يعلق أحد الأخصائيين الاجتماعيين .

 ويرى احد الخبراء الرياضيين أن الملاعب ذات العشب الاصطناعي يمكنها أن تعرض أللاعب إلى إصابات لأن أرضيتها صلبة وغير صحية كما يرى أن هذه الملاعب تقتل المهارات الكروية لدى الموهوبين بسبب تعودهم على اللعب العشوائي واللعب في مساحات ضيقة بينما يعارض بعض من الخبراء الرياضيين هذه الفكرة ويرى بان الملاعب المغطاة تنمي المهارات الكروية من حيث التحكم بالكرة والتسديد ومحاولات التسجيل في المرمى فالمراوغة قي مساحة ضيقة مثل إطلاق النار على جسم صغير ينمي  هذه المهارة ويمنح براعة في التسديد والمساحات الضيقة تعلم أللاعب سرعة اتخاذ القرار.

ومع ذلك تظل الملاعب المغطاة منشئات رياضية بالدرجة الأولى أوجدتها الحاجة، ودفع إليها العوز الكبير في المرافق العمومية الخاصة بالشباب، وهي كأي نشاط استثماري خصوصي لا ينبغي أن تظل في منأى من عين الرقيب والذي ليس سوى السلطات الإدارية والبلدية والتي تبقى المسئول الأول عن أي اختلال أو ضعف في أداء هذه المنشئات لرسالتها في بناء الأجسام وترويض الأبدان والترويح عن الأنفس والقلوب.

أحمد ولد سيد محمد

الملاعب المغطاة في نواكشوط ..رؤية من الداخل

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox