تونس وحيدة في نهائيات الانتقال الديمقراطي
الأحد, 26 أكتوبر 2014 00:32

   السراج -  تونس

في تونس حيث انطلقت الثورات التى عرفت لاحقا بثورات الربيع،  تجري اليوم الانتخابات التشريعية المنهية للمرحلة الانتقالية  والمؤذنة بدخول البلاد مرحلة الحكم الديمقراطي أو الجمهورية الثانية كما يحب التونسيون تسميتها.

 وصلت  تونس متأخرة ومنهكة ربما بعد سنوات ثلاث من المد والجزر والتوتر إلى نهائيات الانتقال الديمقراطي، وحيدة  وصلت في سباق لحقت بها في " مضماره وميادينه " عدة بلدان لكن أيا منها لم يصل بعد لتثبت بذلك  جدارتها بلقب مهد الثورة ومحضنها

 خريطة التنافس

 الانتخابات التي يشارك فيها  أكثر من خمسة ملايين تونسي  تتنافس فيها1226 قائمة حزبية ومستقلة لاختيار برلمان مكون من 217 مقعدا وفق مقتضيات دستور البلاد الجديد المقر بعد ثورة الرابع عشر من جانفي.

  يمثل المتنافسون كل ألوان الطيف ويتقدمون بمشاريع متنوعة لحل مشكلات تونس والخروح بها من حال الركود الاقتصادي الذي دخلته بعد الثورة وحال  الاختلال التنموي الذي كانت تعانيه منذ عقود.

 وحسب استطلاعات الرأي وتوقعات المراقبين   يتوقع أن تسفر تشريعيات 2014  عن مشهد سياسي موزع بين عائلتين سياستين كبيرتنين هما  العائلة الثورية وتمثل حركة النهضة قطب رحاها والعائلة التجمعية ويمثل نداء تونس  قلبها النابض
 وفي ظل تشكيك واسع في مصداقية استطلاعات الرأي وخاصة على ضوء تجربة 2011  من الصعب ترجيح من سيحل أولا لكن قراءة تحليلية لفعاليات الحملة الانتخابية  تدفع إلى الاعتقاد أن أكثر من خمسين في المائة من الناخبين ستصوت لحزبي النهضة ونداء تونس في حين ستتقاسم بقية الأحزاب والقوائم الخمسين  النسبة المتبقية.

 يقول أنصار حركة النهضة إنهم سيحصدون أغلبية مريحة بفارق كبير عن أقرب منافسيهم ويعتبرون الحشود الجماهيرية التي حضرت فعالياتهم في مختلف المديريات دليلا على ذلك، وقد بلغت الثقة بالنهضويين في الفوز حد إعلان الحركة على لسان  زعيمها الشيح راشد العنوشي أنها ستحصد ما لايقل عن أربعين في المائة من أصوات الناخبين، وهي نسبة قريبة من تلك التي حصدتها الحركة في انتخابات المجلس التأسيسي بعيد الثورة.

 أما حركة نداء تونس التي تضم أغلب الشخصيات المنحدرة من الحزب الدستوري فتعتقد أنها الأكثر جدارة بالفوز وتشير إلى أن عدة استطلاعات للرأي  أكدت ذلك، منذ أكثر من سنة في ظل ما يعتبره أنصار الباجي قائد السبسي   فشلا ذريعا منيت به تجربة حكم النهضة والترويكا الحاكمة معها خلال  ما بعد الثورة.

 وفي مقابل توقعات الفوز لحزبي النهضة والنداء هناك أحزاب تقليدية تدل أغلب المؤشرات على أنها ستحصد نتائج ضعيفة  يجري الحديث هنا بصفة  خاصة عن  عن  أحزاب التكتل والمؤتمر والجبهة الشعبية والجمهوري وكتلة الوفاء والعريضة الشعبية وهي أحزاب كانت تحظى بتمثيل واسع في المجلس التأسيسي

 الرهان الأصعب

 ويقول إعلاميون ومراقبون إن أكبر تحد يواجه الانتخابات الحالية في تونس هو نسبة المشاركة في ظل حالة من اليأس تسود الشارع التونسي من العملية السياسية بعد سنوات صعبة عرفت الكثير من التجاذبات ولم يكن الأداء الاقتصادي فيها  على مستوى ما قبل الثورة أحرى ان يصل إلى  طموحات وأحلام شباب  الثورة.

  تحدي ضعف المشاركة هو الهاجس الأبرز للهيئة العليا للانتخابات  وفق ما عبر عنه رئيسها في  أكثر من مقابلة  صحفية ،وهو هاجس تدل نسب المشاركة الأولية بين التونسيين في الخارج أنه جدي حيث  لم تتجاوز العشرين في المائة في الدول الأوربية خلال اليومين الأولين للاقتراع وفق ما أكدت للسراج مصادر مطلعة

 و في مقابل تخوف الهيئة المشرفة على الانتخابات يرجح عدد من الإعلاميين أن التونسيين سيشاركون في النهاية بنسبة لن تقل عن أربعين في المائة  معتبرين الحملة الانتخابية وما شهدت من تدافع إعلامي قوي وقوة الاستقطاب الايديولوجي  بين الإسلاميين والعلمانيين والتطورات المرتبطة بجماعات العنف عوامل كفيلة في النهاية بتحقيق نسبة مشاركة مقبولة إلى جيدة.

 المترددون قد يحدثون المفاجأة

 تشير أغلب استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من نصف المسجلين على القائمة الانتخابية لم يحددوا بعد ما إذا كانو سيصوتون أم لا، ويمكن لهؤلاء في حال قرار المشاركة  إحداث مفاجأة لم تكن بالحسبان، تعزيزا لنتائج أحد الحزبين الكبيرين النداء والنهضة أو من خلال تصويت مفاجئ لقوة أخرى ثالثة ربما يقرر التونسيون الدفع بها إلى واجهة المشهد لكسر حالة الصراع الحاد بين الإسلامي والعلماني والثوري والتجمعي.

 ويبقي مشهد التونسيين وهم يصلون إلى نقطة النهاية في المرحلة الانتقالية مشهدا مهيبا، ولحظة فرح موحية لأنصار الثورة ومحبيها داخل تونس وخارجها ودليلا على  أن الأرض التي أنجبت الشابي جديرة بقيادة  مسيرة الشعوب التي تريد ويكون لها ما تريد.

 تونس  وحيدة في نهائيات الانتقال الديمقراطي

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox