الثلاثاء, 28 أكتوبر 2014 09:27 |
الكاتب محمد محمود أبو المعالي أعتقد أن عقلاء حركة النهضة في تونس هم أسعد الناس بنتائج الانتخابات التونسية الأخيرة، فمن الاستغفال أو الاستغباء التوهم أنهم لو تصدروا المشهد السياسي وحكموا البلاد، سيتركون وشأنهم، بل ستتحول تونس إلى ساحة لمعركة كسر العظم بينهم وبين قوى داخلية وعربية وعالمية لن تدخر جهدا في تحطيم تونس فوق رؤوسهم.
أما وقد أحالتهم الانتخابات إلى المركز الثاني وبفارق كبير عن أقرب منافسيهم، فقد كُفوا شر الصدارة وما تستدعيه من مواجهة ومغالبة، وحافظوا على حضور مؤثر في المشهد التونسي الذي أخرجوه بحكمة بالغة من شراك قوى الثورة المضادة التي أحرقت مصر وليبيا واليمن وسوريا.
سيقول السفهاء من القوم لماذا ترشحوا أصلا وتقدموا للناس طالبين أصواتهم والتمكين لهم إن كانوا لا قبل لهم بمواجهة استحقاقات الحكم، ويبقى الجواب سؤالا آخرا، من أين لهم بتأثير وحضور في المشهد التونسي إن لم يكونوا حاضرين بقوة في هيئاته المنتخبة، فهم اليوم قوة لا قبل لخصومها بتجاهل رأيها، ولا مبرر لأعدائها لإشعال النار في تونس من أجل إزاحتها، لأن الانتخابات أبعدتها نصف خطوة عن القرار السياسي، وقربتها نصف خطوة أخرى إليه، فلا هي حاكمة يُكاد لها ويُنقلب عليها، ولا هي خارج اللعبة يمكن تجاهلها أو القفز عليها.
إن النتائج التي حصدتها حركة النهضة حسب تصوري جزء من معركة إدارة الصراع التي لا تقبل الانكسار والاستسلام للثورة المضادة بخيلها ورجلها، وعجرها وبجرها، ولا تتهور في مناطحة من لا يرقبون إلا ولا ذمة في الوطن، ولا يتورعون عن إحراق تسعة أعشار البلد من أجل تسلط العشر العاشر.
لقد خرجت النهضة من الحكم، وبقية غصة في حلق قوى الثورة المضادة.. محمد محمود أبو المعالي رابط التدوينة https://www.facebook.com/mabrouk8671?fref=nf
|