هل يستعد عزيز لتطبيع العلاقة مع انقلابيي بوركينافاسو |
الاثنين, 10 نوفمبر 2014 16:34 |
..في مطار واغادوغو الدولي، استقبل الانقلابيون الجدد في بوركينافاسو الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وبسرعة خاطب الرئيس الموريتاني مستقبليه قائلا " نأسف لسقوط قتلى ونتمنى الشفاء الكامل للجرحى ، والإتحاد الإفريقي لم يأت لمعاقبة بوركينا فاسو؛ بل لمصاحبتهم في الإنتقال نحو الديمقراطية وهم من يحدد ملامحه. وقبل ذلك بساعات كانت القوى السياسية في بوركينافاسو قد أنهت جزء كبيرا من مسار الانتقال نحو حكومة توافقية، وذلك عبر الوثيقة الدستورية التي أعدها القس الكبير في مدينة بوبو جلاس البوركنابية، والتي تنص على تشكيل مجلس برلماني من 90 شخصا يحتل فيها العسكر 10% فيما تمنح 10 أخرى لصالح الأغلبية السابقة المرتبطة بالرئيس المخلوع ابليس كومباوري.
ومن المنتظر أن تختار القوى السياسية والدينية والعسكرية في ممثلين عنها لتشكيل مجلس من 15 شخصا سيختار من بينهم الرئيس الانتقالي، والذي يتوقع أن يكون من كبار السن الذين لا يملكون طموحات انتخابية. وسيتشكل المجلس المذكور من مملين عن المجتمع المدني والأحزاب السياسية والقوى الدينية والعسكرية وذلك بعضوية ثلاثة أشخاص عن كل فئة.
نحو تطبيع العلاقات..
تظهر زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن ثمة مؤشرا ما على سعي نواكشوط لتحسين العلاقة مع الحكام الجدد لبوركينافاسو الذين سينظرون في المقابل إلى الرئيس ولد عبد العزيز باعتباره الأخ الأكبر الذي سبقهم إلى ذات الطريق الانقلابية. ينضاف إلى ذلك عامل مهم وهو التخلص من تجربة أكثر من عقدين من التوتر في العلاقة بين نواكشوط وواغادوغو بسبب دعم الرئيس البوركينابي المخلوع للمعارضة العسكرية السابقة في موريتانيا، ثم لإيوائه للمعارض الشرس المصطفى ولد الإمام الشافعي الذي غادر بوركينافسو إلى المملكة المغربية. ومن شأن هذا التقارب أن يعيد فتح العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا وبوركينا فاسوبعد قرابة عقدين من القطيعة، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي على سفر الموريتانيين وحركة التجارة بين البلدين.
ويرى الباحث الموريتاني المقيم في واغادوغو اسماعيل ولد يعقوب إن وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز كأول رئيس إفريقي إلى بوركينافاسو قد يمكنه من حضور توقيع اتفاق الوثيقة الدستورية وخارطة طريق المسار الانتقالي وهو ما سيحسب له دون شك.
ولا يستبعد ولد يعقوب أيضا أن يكون للأمر علا قة ببداية عودة موريتانيا إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وذلك لتعويض خسائر اقتصادية باهضة، تكلفتها موريتانيا عقب انسحابها من تلك المجموعة في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع. ويضيف ولد يعقوب : إن قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الآن هم مجموعة من أصدقاء ولد عبد العزيز وهو ما قد يمكن من تسهيل العودة إلى هذه الهيئة الإقليمية المهمة جدا. وللأمن أيضا نصيب.. وكما يمثل التواصل السياسي مع النظام البوركينابي الجديد فرصة مهمة لتنسيق العلاقات الأمنية بين الدول المهتمة بمواجهة القاعدة، وبأزمة الأمن والسلام في مالي، خصوصا أن بوركينافاسو ظلت ميدانا للحوار بين مختلف الفصائل المسلحة في أزواد، ويمكن لهذا التقارب الجديد بين موريتانيا وبوركينافاسو أن يزيد من حظوظ تأثير نواكشوط في عملية السلام وتشكيل خارطة القوى في صحراء مالي.
وبين هذا وذلك، يبقى من الطرافة بجانب أن يجد رئيس الاتحاد الإفريقي نفسه – وهو القادم من حملة نظافة متعبة - وجها لوجه مع أسلوب جديد من النظافة يعتمد على كنس الرؤساء، ألا وهو حركة المكنسة الوطنية، وبين المنكستين يبقى ملف بوركينافسو أحد أبرز الملفات الإقليمية على طاولة الدبلوماسية الموريتانية.
|