الصواب:لا يدعم عنف القذافي ويهاجم الجزيرة ويأمر عزيز بالاتعاظ بغيره |
الخميس, 24 فبراير 2011 11:35 |
وأضاف الحزب في بيان نشره اليوم وحصلت السراج على نسخة منه إنه يتعين على قيادة موريتانيا "أن تتعظ مما يجري حولها وتدرك أن التسيير الفردي لشؤون الأقطار لم يعد ممكنا في عالم اليوم".وأكد الحزب على النظام الموريتاني ضرورة الدخول في حوار جاد مع مختلف المكونات السياسية والاجتماعية قبل أن"إن حوارا جديا وبناء يجب تنظيمه على أسس وطنية دون إقصاء، ولا صلة له بأية أجندة تفوح منها رائحة التدخل الدولي، وعلى النظام السياسي أن يكون الداعي لهذا الحوار، قبل أن تتبدل الظروف ونرى النظام يستجدي للحوار والمعارضة تصر مستكبرة كما رأيناها في بعض الأقطار العربية". كما اتهم الحزب قناتي الجزيرة والعربية بالارتهان للمصالح والعلاقات الديبلوماسية لقطر والسعودية على التوالي، وقال البيان"إن قناة مثل قناة الجزيرة وقناة العربية- اللتان التزمتا صمت القبور حيال الجرائم البشعة والإبادة الجماعية التي ترتكبها على مدار اليوم والساعة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الإيرانيون بحق الشعب العراقي العربي المسلم في انتفاضته الملتهبة اليوم هما القناتان اللتان تتصدران حملة تشويه الوعي العربي في ما يتعلق بالتطورات الجارية في الوطن العربي، اليوم".
وهذا نص البيان: بيان حول ما يجري في الوطن العربي واصلت القيادة السياسية للحزب اجتماعاتها في ضوء التطورات المذهلة في الوطن العربي، حيث أخذت هذه التطورات في الأيام الأخيرة بعدا دراماتيكيا داميا في القطر الليبي الشقيق.وقد درست القيادة هذه التطورات بصورة متصلة باعتبارها أحداثا كبرى متشابهة إلى حد التماهي، كونها تجري في شعب واحد وجغرافيا واحدة جزأتهما الحدود التي رسمتها سايكس- بيكو، وحمتها بعد ذلك قوى الاستعمار بقوة السلاح من جهة، وحراسة النخب الموالية لها التي سلمتها الحكم، من جهة أخرى. لقد لاحظت القيادة أن بعض وسائل الإعلام لعبت دورا خطيرا في التهويل لهذه الأحداث في بعض الأقطار، وتجاهلت، إلى حد التواطؤ، هذه الأحداث في أقطار أخرى. كما لاحظت القيادة أن هذه التطورات الخطيرة شملت بعض الأقطار وهي مرشحة لتشمل الأقطار الباقية، وتتداخل فيها الأوراق إلى الحد الذي يستعصي فيه فرزها على المواطن العربي العادي؛ ومن هنا لزمت إنارة الرأي العام العربي عموما والرأي العام الموريتاني خصوصا، والشباب على الوجه الأخص، في ضوء التجربة التي عاشها المناضلون القوميون العرب منذ التحالف الثلاثيني ضد العراق 1991: أولا: يجب إدراك أن أغلبية الأنظمة السياسية التي تحكم أقطار الوطن العربي، هي أنظمة جمعت بين رذيلة العمالة الأجنبية ورذيلة الاستبداد والفساد، وأن الأنظمة الغربية هي التي خلقت هذه الأنظمة وحمتها لتكون مجرد أدوات في خدمة مصالحها على النحو الذي يرضيها، وقد أدى تراكم التبعية والفساد والاستبداد لعدة عقود إلى انفجارات جماهيرية فجائية للتخلص من هذه الأنظمة المقيتة. ثانيا:أن هذه الانفجارات الجماهيرية جرت بدوافع وطنية خالصة وبإرادة شعبية لا مراء في منطلقاتها الشريفة، ولذلك يتوجب الوقوف معها ومباركتها وتوجيهها، والمساعدة في منع تحريفها عن أهدافها الوطنية والقومية. ثالثا: أن هذه الانفجارات الجماهيرية ضد أنظمة التبعية والفساد كي تتحول إلى ثورات وطنية بنتائجها ينبغي عليها: 1- إدراك أن هذه الهبات الشعبية ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات والاتجاهات، ويتداخل فيها الكثير من الأوراق والأجندة التي يصعب تميزها في ظل الانفعال الآسر بالأحداث والقصف الإعلامي الموجه. 2- أن هذه الانفجارات الجماهيرية- التي يتطلع كافة أبناء أمتنا المخلصين لنجاحها قد جاءت، في وقت تبذل فيه الولايات المتحدة الأمريكية كل ما تستطيعه لتفتيت الأقطار العربية وفقا لما أطلقت عليه" الفوضى الخلاقة"؛ وهو مشروع استعماري حقيقي يهدف إلى تمزيق كل قطر عربي إلى كيانات قزمية أقل من الدولة القطرية الحالية( كيانات قبلية، مذاهب دينية، مكونات عرقية، تتخذ صورة الصومال الحالي، ودولة العراق المحتلة ). ومن هنا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ليست هي من حرك هذه الهبات الجماهيرية، ولكنها بكل تأكيد دست عملاءها في صفوف الثوار لتمرير مشروعها في الفوضى الخلاقة في القطر المستهدف، أو على الأقل تمرير بعض العناصر الموالين لها إلى قمة السلطة المنبثقة عن الثورة لتأمين استمرار ارتهان هذا القطر للسياسة الأمريكية. ووفقا لهذه الحقيقة، فإن المخلصين من أبناء هذه الأمة يتعين عليهم التسلح بهذا الوعي، تحوطا من الوقوع، سذاجة، في خدمة المشروع الأمريكي- الصهيوني- وبعض قوى الهيمنة الإقليمية المتربصة بأمتنا وفي مقدمتها دولة الفرس؛ وإن ارتكاب مثل هذا الخطأ، سيكون قاتلا على الصعيد الاستراتيجي. 3- أن ثمة بعض وسائل الإعلام الدولية، ومنها وسائل إعلام عربية ذات صيت دولي قوي لعبت وتلعب أقذر الأدوار في تشويه وعي الإنسان العربي إزاء الأحداث الكبرى التي تجري في وطنه. إن قناة مثل قناة الجزيرة وقناة العربية- اللتان التزمتا صمت القبور حيال الجرائم البشعة والإبادة الجماعية التي ترتكبها على مدار اليوم والساعة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الإيرانيون بحق الشعب العراقي العربي المسلم في انتفاضته الملتهبة اليوم هما القناتان اللتان تتصدران حملة تشويه الوعي العربي في ما يتعلق بالتطورات الجارية في الوطن العربي، اليوم. ففي حين توارت قناة العربية عن التغطية المهنية للثورتين في تونس ومصر بسبب الموقف الرسمي للحكومة السعودية المناوئ للثورتين، كرست قناة الجزيرة تغطية شاملة على مدار الساعة لهاتين الثورتين، تبعا لسياسة الحكومة القطرية وتشاغلت عن ما يحدث من ثورة شعبية سلمية عارمة في إيران ، تجنبا لإحراج دولة قطر وأسرتها الحاكمة المحمية بحراب القتل والدمار في قاعدة السيلية التي أبادت منها الولايات المتحدة الأمريكية الشعب العربي المسلم في العراق، أطفالا ونساء وشيوخا، ولم تصدر من هذه القناة والمشرفين عليها إلى اليوم أية كلمة إدانة لنظام الحكم في "دولة قطر"! وقد اتفق الخط العام للسياسة الإعلامية لكلا القناتين على التعتيم على جرائم الاحتلال الأمريكي وعلى فعاليات المقاومة الوطنية العراقية، عسكريا وسياسيا. كما تلاقى الخط الإعلامي لهاتين القناتين في تهويل الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية منذ الساعات الأولى. 4- أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الهادفة إلى تفتيت الأقطار العربية جاء منسجما مع أهداف جماعات تسعى إلى تشطير الدويلات القطرية إلى كيانات قزمية، حتى ولو كان قطر تلك الكيانات لا يتجاوز الثلاثين كلمترا! وخلق مزيد من نماذج ما بعد الصومال في البلدان العربية... أيها الشعب الموريتاني.. إننا حينما نصارح الشعب الموريتاني عموما وشبابنا خصوصا بهذه الحقائق إنما نفعل لكي نوضح لهذا الشباب حجم الألغام المخفية والفخاخ المنصوبة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والحركات التي تلتقي معها في أجندة تفكيك الأقطار العربية إلى كيانات ما قبل الدولة القطرية، مستغلين في ذلك معا النقمة الشعبية المشروعة على الأنظمة العربية الفاسدة، وليس رفضا منا لهذه الثورات الجماهيرية المباركة التي كنا أول الداعين إليها على هدى من أهداف أمتنا، وطنيا وقوميا.. هدى يجنبنا الحروب الأهلية وتمزيق الأوطان، من حيث أردنا إسقاط الأنظمة!. وفي هذا السياق، فإن موقفنا من القيادة الليبية هو موقف مبدئي وتاريخي تأسس على علاقة هذا النظام بمختلف القوى القومية والإسلامية والتقدمية وهو كون هذه القيادة ظلت منذ ظهورها 1969 تحتكم إلى مرجعية قومية وإسلامية أساسها روح ثورة 23 يوليو، ونفس تحرري قاوم الامبريالية الأمريكية، ورفض الدخول في بيت الطاعة ،البيت الأبيض، عندما جثا الجميع على الركب لأسياد هذا البيت سيئ الصيت، وآوت المناضلين الشرفاء والمقاومين ووفرت لهم الملاذ وواست عائلاتهم من فلسطين حتى العراق، لكن هذا الموقف المبدئي القديم والثابت لن يجعلنا اليوم نبارك سفك دماء الشعب الليبي على أيدي أجهزة الأمن مهما كانت الدوافع والأسباب، ولا أن نقف في وجه مطالب الشعب الليبي المشروعة، سواء في تغيير حكامه أو مشاركتهم قرار بلدهم السياسي. فالشعب الليبي هو وحده من له الحق أن يحدد سقفها ومسارها وخطابها، وهو وحده من سيقدم من أجلها التضحيات الجسام التي تستحق، ولسنا نحن ولا غيرنا مهما كانت العلاقة التي تربطهم بالقيادة السياسية للجماهيرية العربية الليبية، أحرى أن يحق ذلك لقنوات الغرب الفضائية، والمنتفعين من مال دافعي ضرائبه و الدائرين في فلك قنوات تبث من مستنقعات أنظمة العمالة والاستبداد العربي. إن القيادة الليبية اليوم مطالبة أن تأخذ الموقف المناسب دون تأخر لوقف الاقتتال وحمام الدم النازف من المواطنين الليبيين العزل مهما تطلب الثمن، ومهما كانت دوافع الاحتجاج وأسبابه، لأن مسؤولية حماية الشعب الليبي وحقن دمائه هي مسؤولية النظام وحده وأجهزته الأمنية، وأن تعتبر رغبة شعبها هي أساس الحفاظ على وحدة أرض ومصير الشعب الليبي المثخن بالجراح. ومن هذا المنطلق، فإننا نهيب بالقيادات العربية، التي لم تنفجر بعد شعوبها، أن تباشر فورا في مسطرة إصلاحات جذرية، في أولها فك الارتباط بالعمالة للأجنبي والقضاء المبرم على الفساد والمفسدين، قبل أن تضطر لذلك تحت وطأة الشعب، ويكون الوقت قد فات، ويكون الخيار فيها محصورا بين بقاء نظام فاسد وزوال وطن. إننا نؤكد على ذلك وبالذات في قطرنا موريتانيا، الذي يتعين على قيادته أن تتعظ مما يجري حولها وتدرك أن التسيير الفردي لشؤون الأقطار لم يعد ممكنا في عالم اليوم. إن حوارا جديا وبناء يجب تنظيمه على أسس وطنية دون إقصاء، ولا صلة له بأية أجندة تفوح منها رائحة التدخل الدولي، وعلى النظام السياسي أن يكون الداعي لهذا الحوار، قبل أن تتبدل الظروف ونرى النظام يستجدي للحوار والمعارضة تصر مستكبرة كما رأيناها في بعض الأقطار العربية. نواكشوط:23/02/2011 القيادة السياسية
|