ولد الداده يبدأ أولى ليالي ’’ السجن المدني’’
الاثنين, 27 سبتمبر 2010 23:03

دخل مفوض حقوق الإنسان السابق الوزير محمد الأمين ولد الداداه يحمل وراءه اتهامات باختلاس أموال طائلة من المال العام،ويحمل فوق ذلك غضبا عارما من رئيس الفقراء صديقه السابق محمد ولد عبد العزيز.

 

 

وبحسب مصادر مطلعة فإن النيابة العامة في موريتانيا اتهمت ولد الداداه باختلاس 271 مليون وكيفت التهمة ضمن اختلاس المال العام،حيث يتوقع عقاب المدانون في مثل هذه  التهم سجنا يدوم عشر سنوات

 

الوزير المقال في السجن المدني ، الذي ربما زاره أكثر من مرة لتفقد أوضاع السجناء والتعهد لهم بتحسين ظروف الاعتقال،ربما كان سيفي بتلك الوعود أكثر لو كان يعلم أنه سيكون ضيفا على ذات السجن.

ربما هي الأقدار التي دفعت بالشاب الذي ولد قبل 43 سنة في بيله المشهورة بسجنها الصارم إلى أن يدخل  السجن من بوابة السجن المدني،حيث السلفيون الذين زارهم ولد الداداه أكثر مرة،ويقف من دون شك على النقيض الفكري معهم تماما

 

ويخشى مقربون من الوزير السابق محمد الأمين ولد الداده أن يصيبه داء النسيان الذي أصاب مدير صناديق القرض والادخار بيروكابيك الذي يقبع منذ 26/ يناير /2009 في سجن دار النعيم في انتظار المحاكمة.

انتظار المحاكمة، ليس أصعب من مواجهة التهم الكبيرة التي وجهتها النيابة العامة إلى الشاب اليساري الذي دخل عالم الوزارة من بوابة المساندة الفاعلة للانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

بحسب النيابة فإن ولد الداداه ما هو إلا مختلس للمال العام،امتدت يده إلى أكثر من 261 مليون أوقية من الأموال المخصصة للمتسولين وللفقراء ولضحايا الممارسات غير الإنسانية.

ورغم أن الرجل لم يدل بتصريح منذ إقالته لحد الآن إلا أن مقربين منه يدفعون ببراءته من التهم الموجهة إليه،ويؤكدون أن معاونيه قاموا بفساد معتبر وأنهم محميون من جهات نافذة وبعضهم مرتبط بالرئيس محمد ولد عبد العزيز بشكل شخصي.

ويقول مقربون من ولد الداده إنه يرفض تسديد المبالغ التي تطالبه مفتشية الدولة بتسديدها ويدفع ببراءته من كل التهم الموجهة إليه.

 

فتى باريس

بحسب سيرته الرسمية التي تحتفظ بها وكالة الأنباء الرسمية في موقعها القديم فإن السيد محمد الأمين ولد محمدن ولد الداده المولود سنة 1967 في بيله قرب نواكشوط خبير استراتيجي في المقاولات وإدارة الشركات الصناعية  دولي حاصل على عدة شهادات معمقة في المعلوماتية وإدارة المؤسسات

آخرها شهادة أم بي آ في في العلوم السياسية (معهد الدراسات السياسية في باريس) إضافة إلى  دكتوراه الدراسات المعمقة في المعلوماتية الخاصة بالمنظمات (جامعة باريس 9 دوفين).

1988: دبلوم الدراسات الجامعية، السلك الأول، شعبة الرياضيات المعلوماتية.

 

ولد الداداه شاب يساري متشبع بالأفكار اليسارية إلى حد التصوف، قبل أن يصفه رفاقه بالشذوذ السياسي، عندما أعلن دعمه لانقلاب عسكري على رئيس منتخب، قبل ذلك كانت حركة ضمير ومقاومة اليسارية قد انتخبت ولد الداده في ختام مؤتمر نظمته في نواكشوط،لكنها عادت لتقيله لأنه ساند العسكر.

عاش ولد الداده شطرا من أيامه في العواصم الأوربية،وفي باريس بشكل خاص، حيث كان ضمن مجموعات شبابية مثقفة تستمتع بالبريق الأوربي الصاخب، وتدعو إلى حرية مجنحة،بحسب رفاقه مارس ولد الداده حريته كما تصورها المثل اليسارية.

يرتبط ولد الداداه بعلاقات متميزة من أوساط نافذة في اليسار الفرنسي وبالأخص حزب الخضر الذي ربط ولد الداداه علاقات متميزة بنائبته ماري آن أيسلر بيغان التي تفهمت أو ساندت الانقلاب العسكري ضد ولد الشيخ عبد الله كما ساندها ولد الداده.

حملة المتسولين

 

ربما يكون المتسولون في موريتانيا الأكثر غبطة بإقالة ولد الداده فطالما تظاهروا ضد مفوضية حقوق الإنسان متهمين المفوض ولد الداداه بالاستيلاء على الميزانية المخصصة لهم.

ما يعرفه الكثيرون أن ولد الداده وإن كان أول وزير  من أنصار الرئيس عزيز يعتقله ويلقيه في السجن بتهمة الفساد،فلن يكون من دون شك آخر المفسدين.

ولد الداده أول ضحايا الثورة،وعندما تكبر الثورة فإنها تبدأ في التهام أبنائها، من دون شك، أفسدت الوزارة على ولد الداده شبابه وسمعته لدى الأوربيين،وتبقى أسئلة المحاكمة وأجوبة التحقيق لتنير جوانب أخرى من ملف الوزير المعتقل

ولد الداده يبدأ أولى ليالي ’’ السجن المدني’’

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox