الطينطان القديم..أطلال مدينة لن تعود |
الجمعة, 01 أكتوبر 2010 12:40 |
جرفت السيول المدينة ذات ليلة6أغسطس2007..فبدأت منذ ذلك التاريخ تاريخا آخر.. أعلنت مدينة الطينطان مدينة منكوبة منذ أول يوم..زار الرئيس يومها المكان وشاهد المأساة بأم عينيه.. تضافرت جهود الدولة والمجتمع المدني والمحسنين من الداخل والخارج..لكن المأساة لم تنته بعد..ولكل قصة يرويها وحجة يعلل بها وجهة نظره..المتفق عليه أن ملامح الكارثة ما تزال تظهر شحوبا على محيا المدينة الجميلة..كارثة اعتبرت الأسوء في تاريخ البلد..أرغمت السكان على النزوح عن منازل ومتاجر ومقابر كانوا يبنونها منذ عشرات السنين.. السوق الخراب
الناظر لهذه الساحة الممتدة على طول الشارع الخالية من كل معالم الحياة النشطة، لا يظن أنها كانت موقفا(كراج) مزدحما بكل أنواع السيارات القادمة من كل حدب وصوب حاملة الناس والمتاع ومضفية على السوق حيوية جعلت منه أهم نقطة ربط تجاري في الشرق الموريتاني. لن تعود الحياة لهذه السوق بهذا قضت السلطات بعدما قررت اعتماد الربوة الجنوبية موقعا جديدا لـ"للطينطان الجديد"، صدمت حينها رابطة التجار المطالبين بإنشاء جسور ومجاري لصرف الماء وترك المدينة في مكانها الأول..لم يعد أمام أولئك التجار والسكان إلا البحث عن قطعة أرضية مناسبة في الموقع الجديد. الجرس الصامت"منذ ثلاث سنوات لم يدق هذا الجرس وربما لن يدق مستقبلا"..هكذا قال لنا أحد تلاميذ هذه المدرسة سابقا الذين جاءوا مستغربين التصوير الذي نقوم به..مدرسة خالد لم يعد معلم يحمل فيها سوطا ليقيم طابور الصباح لتلامذته، ولم يعد هناك تلامذة يصغون للمعلمين في الفصل وإذا مروا بهم يتغامزون..أحاطت المياه المدرسة وهجر المواطنون المكان.
هجر السكان المدينة التي ربطتهم بها مشاعر ومتاجر ومقابر قرابة قرن من الزمن..نزحوا قسرا تحت جنح الظلام ناجين بأرواحهم ومخلفين وراءهم منازل أحكموا إغلاقها ظنا منهم أنها"سحابة صيف عن قليل ستنقشع"..لكن حكمت السيول المتلاحقة و السلطات المتلاحقة أيضا بما لا تشتهيه نفوس السكان ـ هكذا يرى البعض ـ. من سيعمر المسجد الكبير
مشروع ’’الإعمار’’بدأت جهود الإعمار حصل إحصاء للسكان والمساكن والمتضررين أنجز وأعيد إنجازه..وخصصت ميزانية وإدارة وعنوان كبير اسمه"مشروع إعمار مدينة الطينطان"..ورغم تناوب أكثر من حكومة ورئيس على موريتانيا مازال مشروع الإعمار لم ينته بعد.الحلول التي اتخذتها الدولة لإعمار الطينطان تختلف فيها وجهات نظر المواطنين، ففي حين يرى البعض أنها كانت مقبولة يرى آخرون أن خطة الإعمار تعاني مشاكل على مستوى التخطيط أولا والتنفيذ ثانيا.
تلك ملامح أولية من مشهد معقد لمدينة عريقة تحولت إلى ملف إداري فيه عشرات المليارات الضائعة ومئات المنازل والدكاكين وآلاف المواطنين الباحثين عن مأوى يظلهم من شمس ويطعمهم من جوع..ملف إداري سمته السلطات الرسمية "مشروع إعادة إعمار الطينطان"،وملف بناء"طينطان" جديد كما يسميه بعض السكان الذين لم يرضهم قرار السلطات هجر المدينة القديمة وبناء المدينة على المرتفع الجنوبي فقط.
|