كيفة : عطش دائم وانتظار لماء الخريف
الأحد, 03 أكتوبر 2010 08:31

أصحاب العربات سيبيعون لنا هذا الماء القادم من المسيلة التي يستخدمها العمال الماليون في غسل ملابس السكان، لقد حفر احدهم بئرا قريبا من المسيلة وسنشرب من ذلك الماء حيث لا يوجد بديل’’هكذا يشخص أحمد باب وضعية الماء الشروب في مقاطعة،كيفة فقد صار الماء أعز مطلوب وأغلى مفقودالماء ..شريان الحياة الذي لا تقوم من دونه،لكنه في كيفة أحد المشكلات المزمنة التي تواجه المواطن والإدارة على حد سواء،ورغم الوعود الرسمية المتزايدة بشأن تزويد مدينة كيفة بالماء الشروب فإن موسم العطش لا يزال العنصر الأكثر حضورا

في نهاية العام 2004 بدأت مقاطعة كيفة تسفيد من أنابيب توصيل الماء الشروب،بعد عقود طويلة من امتياح الماء من آبار تقليدية تستمد مياهها من ’’ مياه المسيلة’’ التي تجتمع في مواسم السيول.وبتمويل من دولة اليابان وفرت الدولة مشروعا للري يسعى إلى توفير 40 % فقط من حاجيات المواطنين،ولتحقيق ذلك الهدف حددت الشركة اليابانية سقف الاستهلاك ب 500 اشتراك منزلي و39 حنفية عمومية، لكن سنوات قليلة كانت كفيلة برفع سقف الاستهلاك إلى أكثر من 200 اشتراك منزلي وعشرات أخرى من الحنفيات العمومية التي فاقمت أزمة المياه في كيفة.ت

تاريخ من العطش

يشكو سكان كيفة من تواصل أزمة العطش بشكل كارثي في مواسم الحر والصيف،ويقول السكان إن الأحياء المرتفعة في المدينة هي الأكثر تضررا في موسم الحر،ويعتمد أغلب سكان المدينة على عربات تجرها الحمير وتستمد مياهها من الحنفيات العمومية والآبار التقليدية في المدينة.ويطالب السكان في تصريحات متعددة للسراج بحل عاجل لأزمة الماء محملين السلطات المسؤولية عن تأخر تزويد ثاني أكبر مدينة في موريتانيا بالماء.ورغم امتداد شبكة المياه إلى اجزاء متعددة من المدينة فإن أحياء كثيرة لم يصلها الماء لحد الآن،كما لم تصلها شبكة الأنابيب،وبالتالي تعتمد أكثرية السكان على الحنفيات العموميةويقول حاكم سابق في مقاطعة كيفة ’’ في سنة 1987 زارنا بعض المسؤولين الأمريكيين وطرحت عليهم قضية الماء الشروب في المقاطعة،وأوفدوا بعثة استكشافية نصحت بالبحث عن وسائل ضخمة للتنقيب عن الماء،كما ينقب الخليجيون عن النفط، كما نصحت بمنع الزيادة السكانية في المدينة،لكن شيئا من ذلك لم يقع لحد الآن’’

عطش دائم

وبحسب مسؤولين سامين في فرع الشركة الوطنية للماء في كيفة فإن أزمة العطش مزمنة وقابلة للتفاقم مالم تعالج بإجراءات عاجلة ونهائية لحل الأزمة.ويقول نائب رئيس مركز كيفة السيد سيديا ولد بيبه إن المدينة تستقي من سبعة آبار ارتوازية،تتغدى هي بدورها على مياه الخريف والأمطار التي تتجمع في موسم الخريف.وينفي ولد بيبه أي تأثيرات صحية لمياه الآبار على السكان،مؤكدا أنه يخضع لتحليلات متواصلة ونسبة الملوحة الموجودة به ضئيلة جدا وليس لها أي تأثير صحي.,ويقول ولد بيبه تحتاج المدينة ما بين 4 – 5 آلاف م مكعب من الماء يوميا، لكن حجم الإنتاج لحد الآن قد لايتجاوز 1200 مكعب.ويضيف ولد بيبه ’’ لاشك أن المدينة تعاني نقصا حادا في الماء الشروب وذلك لأن البحيرة التي نستخدمها بحيرة متجددة وليست راكدة،ولذلك فقد أنشأ خزان مائي يعمل على تخزين المياه القادمة من المسيلة وتوجيهها إلى أنابيب المدينة،ولذلك أيضا يتم ضخ الماء من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء،حيث يكون علينا أن نستعد لدورة أخرى من تخزين الماء.الخزان الذي بدا صغيرا ومتواضعا للغاية يمثل شريان الحياة الأول لمدينة تحتل بجدارة الرتبة الثانية من حيث السكان في موريتانيا.

مياه المسيلة

أما المهندس الرئيسي بمركز لافتة شركة المياه أسقطها العطشلافتة شركة المياه أسقطها العطشSNDE المصطفى ولد التار فيؤكد أن الوضعية الجغرافية للمدينة تطرح هي الأخرى مشكلات كثيرة،فصعوبة التضاريس وتوزيع أحياء المدينة بين مرتفعات ومنحدرات يجعل عملية انتقال الماء صعبة وطويلة,ويأسف المهندس ولد التار لأن أغلب السكان فرطوا في الآبار التقليدية التي كانوا يعتمدون عليها قبل 2004 ويعتقد ولد التار أن معالجة أزمة الماء في كيفة تستدعي توعية المواطنين بضرورة إحياء الآبار التقليدية.ويقول ولد التار في تصريحاته للسراج إن المدينة تفتقد إلى السدود،حيث لايوجد فيها سد واحد يجمع الماء وبالتالي تبقى معرضة لدوام العطش،كما ينبغي أن تعتمد شبكة الماء على خطين متوازين بدل الاعتماد على خط واحد يستنفد الطاقة الاستيعابية لشبكة الضخ.في انتظار الماءفي انتظار تنفيذ وعد الوزير الأول مولاي ولد محمد الأغظف بتوفير الماء الشروب لمدينة كيفة انطلاقا من شبكة أنابيب تستقي من بحيرة كنكوصة (90)،وإقامة مصنع للأنابيب ( لم يوضع حجره الأساس لحد الآن)،سيظل سكان كيفة يطالبون رئيس الجمهورية الحالي كما طالبوه سابقيه بحل أزمة الماء.ويرددون على مسامع الجميع أن كيفة تغرق في العطش كل يوم.

كيفة : عطش دائم وانتظار لماء الخريف

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox