الجزائر تحتج على مقال ولد حرمه ..أزمة صامتة وسجال إعلامي صاخب
الخميس, 07 أكتوبر 2010 13:19

قالت مصادر سياسية في موريتانيا إن الجمهورية الجزائرية احتجت لدى السلطات الرسمية في نواكشوط على ما تعتبره إهانات وجهها وزير الصحة الشيخ ولد حرمه للنظام الجزائري جراء مواقفه  من موريتانيا.والتقى الرئيس محمد ولد عبد العزيز السفير الجزائري في نواكشوط،وبحسب مصادر رسمية فقد نقل السفير الجزائري ’’ استياء الجزائر ’’ من ’’ تصريحات وزير سام في الحكومة

الموريتانية’’الوزير والصحافةوبحسب مصادر متعددة فإن السفير الجزائري في نواكشوط نقل إلى ولد عبد العزيز استياء الجزائر من مقال الوزير الشيخ المختار ولد حرمه الذي اتهم فيه الجزائر بعدم الوضوح في الموقف من الإرهاب،معتبرا أن الإعلام الجزائري أًصبح ناطقا رسميا باسم الإرهابوكانت الصحافة الجزائرية قد شنت هجوما متواصلا على الحكومة والجيش الموريتاني،

ويرى مقربون من السلطة في موريتانيا إن الإعلام الجزائري يسعى إلى تشويه صورة موريتانيا وتقديم جيشها باعتباره الجيش المهزوم الذي لا يمكن أن يواجه الإرهابيين.وكانت صحف جزائرية قد وصفت موقف موريتانيا من التفاوض مع القاعدة قبل أشهر ’’ بالتحالف مع الشيطان’’وعادت الصحافة الجزائرية إلى السخرية من الجيش الموريتاني معتبرة أن ’’ حربه ضد القاعدة تتحول إلى نقمة على الجزائر لأنها توفر تسليحا مجانيا للإرهابيين’’

الإعلام الموريتاني من جهته رد بقوة على الصحافة الجزائرية،وتساءل كاتب موريتاني ’’ هل أصبحت الجزائر أحرص من الشيطان على انتصار القاعدة،وقال الكاتب ’’لم يكن من الحكمة أبدا إعلان رئيس الحزب الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين أمس أن علاقاتنا بالجزائر تمر في أحسن حالاتها. فهذا نوع من "الانخذال" الدبلوماسي والعودة إلى الوراء في إدارة العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء والتي اتسمت بأسلوب النعامة طوال الأنظمة السابقة’’

ويؤكد الكاتب المختار السالم ’’يجب أن تكون قصتنا مع الجزائر واضحة. فقد سكتت موريتانيا عن التدخل الجزائري القوي في الشؤون الداخلية الموريتانية إبان انقلاب 6 أغسطس 2008، وكانت الجزائر الدولة العربية الوحيدة، بل الدولة الأكثر معارضة في العالم لذلك الانقلاب بحجة الديمقراطية. وكأن جنرالات الجزائر و"الدمى" الرئاسية التي يحركونها، تحولوا بقدرة قادر إلى كليات لإلقاء الدروس في الديمقراطية وهم الذين انقلبوا عليها ضد خيار الشعب الجزائري في انتخابات 1991 فاتحين حمام دم الحرب الأهلية.حقا لقد صبرت موريتانيا كل إهانات المسؤولين الجزائريين في كواليس اجتماعات المنظمات الإقليمية والدولية التي تبحث الوضع السياسي في موريتانيا إبان تلك المرحلة، كما صبرت على سيل الشتائم الذي تطفح به الصحف الجزائرية عن موريتانيا’’

مقال المختار السالم لم يكن الأول ولا الأخير في سياق حملة إعلامية مضادة شنها الإعلام الموريتاني دفاعا ’’ عن الجيش والوطن’’أ

أزمة قديمة

العلاقات الموريتانية الجزائرية لم تشهد تحسنا منذ أكثر منذ وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى سدة الحكم،وتقول مصادر سياسية إن النظام الجزائري يشعر بحساسية مفرطة تجاه ولد عبد العزيز بشكل شخصي،وذلك بفعل علاقاته الوطيدة بجهات نافذة في المغرب الخصم التاريخي للجزائر.وساندت الجزائر الرئيس المطاح به سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله،واستقبلت ممثلين عنه باسم الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة سابقا للرئيس محمد ولد عبد العزيز.وشهدت العلاقات الموريتانية الجزائرية هزات قوية خلال الفترة الأخيرة،حيث لم تخف الجزائر استيائها من تعيين ’’ سفير مغربي ’’ لموريتانيا في الجزائر، لكنها عادت بعد ذلك إلى الاعتماد السفير بلاهي ولد مكيه بعد عدة أشهر من تعيينه.العلاقات الجزائرية الموريتانية التي ’’ لم تتقدم إلى الأمام ’’ بحسب تصريحات منسوبة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لا تزال تشهد عثرات متواصلة،ومنذ أشهر قليلة بدأت الجزائر تسحب استثماراتها من موريتانيا خصوصا في مجال النفط.وتقول مصادر متعددة إن الجزائر غاضبة من ’’ دخول فرنسا على خط التنقيب عن النفط في منطقة الشمال والشرق الموريتاني،حيث تخشى الجزائر من منافسة اقتصادية ضخمة قد يكون لها تأثير على احتياطها من النفط والغاز.التباين بين مواقف البلدين تعزز أكثر على المستوى العسكري والأمني،وبزرت الخلافات بشكل أكبر خلال لقاء قادة المؤسسات العسكرية لدول الساحل في مدينة تمنراست الجزائرية،وتقول المصادرإن موريتانيا ترفضه ما تعتبره ’’ وصاية جزائرية على دول المنطقة’

وإلى جانب تلك المواقف رفضت وزارة التعليم الجزائرية تسجيل الطلاب الموريتانيين الممنوحين لدراسات التخصصات الطبية إلى الجزائرية، بحجة أن معدلاتهم لا تؤهلهم للتسجيل في التخصصات المطلوبة.وقالت مصادر طلابية إن الأوائل الموريتانيين الحاصلين على شهادة الباكلوريا يواجهون أزمة شديدة بفعل رفض الجزائر اعتماد المنح الموجهة إليها.ويقول الطلاب إن الجزائر رفضت قبل سنتين اعتماد أوائل الطب الموريتانيين متذرعة بالحجة ذاتها،لكنها قبلتهم بعد ذلك.ويربط الطلاب بين الموقف السياسي للجزائر من موريتانيا وبين منعهم من التسجيل.ويقول ناشط طلابي ’’ عندما عارضت الجزائر انقلاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز في 6/5/2008 رفضت حينها تسجيل طلاب الطب،وهاهي تعيد الرفض من جديد في ظل الأزمة السياسية بين البلدين’’

هي إذا صفحة جديدة من كتاب الأزمة المفتوح بين نواكشوط والجزائر،وبحسب مصادر سياسية فإن تباين المواقف والرؤى وانعدام الثقة المتبادل بين الطرفين سيكتب هو الآخر صفحات جديدة من التوتر بين البلدين

الجزائر تحتج على مقال ولد حرمه ..أزمة صامتة وسجال إعلامي صاخب

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox