القصر الرئاسي.. حشود تتكاثر ومطالب مختلفة(تقرير بالصور) |
الاثنين, 23 مايو 2011 16:30 |
عمال من مختلف القطاعات وعشرات من سكان أحياء الصفيح وشباب عاطلون عن العمل ومواطنون عاديون قدموا مثنى وفرادى..الكل يرابط في الساحة في انتظار تعهد من الرئيس أو أحد مستشاريه بحل مشكلته العالقة..اختلفت المطالب وتعددت المشاكل، لكن الهدف يظل موحدا ألا وهو تدخل الرئيس لإنصاف ذوي الحق كما يقول هؤلاء. لم يعد الامر مقصورا على العاطلين من حملة الشهادات ولا لمظالم التخطيط في الاحياء الشعبية، بل إن المشهد اليومي جذب كل ذي شكوى أو صحاب مظلمة وأصبحت الساحة الواقعة قبالة البوابة الجنوبية للقصر مقصد عشرات المواطنين يوميا الذين لا يجمعهم سوى وجود مشكلة ما يريدون حلها أو مظلمة يرجون رفعها ، منهم من حملها مكتوبة في رسالة مفتوحة إلى أعلى هرم في السلطة ومن لم يسعفه الوقت فاكتفى بكتابتها يدويا والتلويح بها أمام المارة ، ففي الايام الاخيرة انتهى احتكار الساحة من اصحاب المظالم الكبرى واللافتات القماشية العريضة ذات العنوانين البارزة، فبوابة القصر تحتضن اليوم كل ذي شكوى او مظلمة حتى ولو كان موظفا مفصولا دون وجه حق أو حرسيا سرح دون ابسط الحقوق أو من لديهم نزاع عقاري أو حتى خلاف حول الميراث البحث عن الترسيم..
رواتب متأخرة..لسان حال أكثر من 40 موظفا في وزارة الخارجية وبعض الموظفين في الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالبيئة يغبط المتدربين في وزارة المالية الآنفي الذكر، ولهم ما يشغلهم عن المطالبة في الترسيم والإدماج في الوظيفة العمومية، فرواتبهم المتأخرة منذ شهور وسنوات هي ما يطالبون به اليوم فقط .
لكن ما جعلهم يتمسكون بحل مشكلهم الذي يعود إلى ما قبل انقلاب أغسطس 2008 هو ما يشعرون به من مرارة الظلم حيث لم يكتف مسؤولو وزارتهم بالمماطلة في دفع رواتبهم وحرمانهم من العلاوات بل عمدوا إلى اكتتاب العديد من اقاربهم وفي غياب أي معايير للشفافية كما يقول المتضررون. ويؤكد العمال غير الدائمون بوزارة البيئة إن القعود الموقعة مع الوزارة عقود مفتوحة ولا يمكن التحايل عليها كما ان لديهم لوائح بأسماء كل المكتتبين الذين جيئ بهم للتغطية على المشكل ولما عرضوها على الوزير المعني استشاط غضبا وطالب بمعاقبة من سربوا هذه الوثائق. ومع ذلك ظلت المماطلة والوعود العرقوبية هي الطابع العام للتعاطي مع مطالبهم في الترسيم ودفع الروتب كما يقولون. مؤكدين أنهم لن يتركوا الاعتصام حتى تتدخل السلطات لحل المشكل مهندس عاطل..
والقطع الأرضية..
يقول بعض سكان عرفات إنه تم إبلاغهم بتحرير طلبات وإيداعها لدى الحاكم، في سبيل الحصول على القطع الأرضية، وبعد إيداع الطلبات فوجئنا بحاكم المقاطعة وهو يكدسها في كومة كبيرة ويرمي بها إلى جادة الطريق حسب ما يروون.. جاؤوا حاملين كومة من الأوراق يقولون إنها طلباتهم التي بذلوا فيها الوقت والمال لطباعتها بعيدا عن أماكن سكنهم ، منتقدين مدى الاستهتار الذي واجههم به الحاكم والطريقة التي تعامل بها مع قضيتهم. في الجانب الآخر يحتج الكثير من سكان مقاطعة لكصر بعد أن أبلغتهم السلطات الإدارية بأنهم غير مشمولين بالقطع الأرضية وهو ما رفضوه وفندوه باعتبار أنهم إنما قطنوا في المنطقة في مساكن مأجورة لا تعود ملكيتها إليهم ويصرون على التمسك بحقهم في أراضي تعود ملكيتها إليهم وتغنيهم عن دفع فواتير الإيجار، وهو الحال نفسه بالنسبة لآخرين قادمين من مقاطعة تيارت. مطالب غير مصنفة..
سيد احمد ولد ختار شاب اسمر في مقتبل العمر كان يحمل ورقة بقرار تسريحه من الحرس الوطني قبل حوالي خمس سنوات، لكنه الآن ادرك أن القرار كان ظالما وبالتالي يطالب بإرجاعه إلى العمل وتعويضه عن الفترة التي قضاها دون عمل ، فقرار الفصل رغم أن سببه التغيب بلا إذن وهو ما عوقب عليه ولد ختار بالحجز قبل التسريح إلا كان قرار الفصل جائرا من وجهة نظره حيث لم يتقيد بالاجراءات القانونية المطلوبة وكان انتقاميا –كما يقول لدرجة حرمانه من أي تعويضات بما فيها تعويض التقاعد المبكر والضمان الاجتماعي. وبالتالي يطالب بدفع كل مستحقات الضمان الاجتماعي أو بإعادته إلى عمله السابق حيث لا زال شابا كما يقول قادرا على خدمة وطنه. وربما يجئ البعض الآخر في الغد لتقيد الشكاوى العادية ضد كل من سلبه حقه إذا استمر الحال على هذا النهج، ما ينبئ بأن الكل أصبح يمتلك قناعة راسخة في التوجه إلى القصر الرمادي لطرح مشاكله هنا.. وهنا فقط يمكن لأصحاب الحقوق الضائعة استرجاعها.
|