أزمة الهوية تعود إلى الواجهة من جديد
الثلاثاء, 12 أكتوبر 2010 10:45

صار ابراهيما : يمكن أن تحمل موريتانيا اسم غاناصار ابراهيما : يمكن أن تحمل موريتانيا اسم غاناعاد ملف الهوية  إلى الواجهة من جديد،بعد مطالبة حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية/ حركة التجديد بتغيير اسم موريتانيا إلى اسم آخر من بين أسمائها المتعددة التي ’’ استبدلت باسم استعماري يشير إلى مجموعة معينة من سكان البلاد’’ حسب أحد قادة الحزب.صار إبراهيم الذي استغرب ’’ الضجة ’’ التي أثارتها مطالبه بتغيير اسم البلاد قال  في تصريحات صحفية ’’نحن نقترح فقط

إعادة النظر في اسم لم نختره لأمة جديدة نأمل بناءها على أسس واضحة ويقبلها الجميع".

وأضاف صار "إذا غيرت موريتانيا اسمها فلن تكون أول من يفعل ذلك لا في العالم ولا في إفريقيا" مشيرا إلى أن مالي كانت تسمي "السودان الفرنسي" وبنين كانت تسمي "داهومي" وبوركينافاسو كانت تسمى "فولتا العليا" وغانا كانت تسمي "ساحل الذهب".

ورأى صار أنه كان بوسع موريتانيا التسمي بـ"غانا" وهو اسم إمبراطورية حكمت أجزاء واسعة من البلاد لقرون مشيرا إلى أنه ليس من الصدفة أن الوولوف في السنغال يسمون موريتانيا "غانار" (Ganar). وأضاف "لم لم تتسم موريتانيا بلاد شنقيط أو تكرور أو أوداغست أو نيامانديرو أو بلاد المرابطين؟ ماهو العيب في كل هذا؟" حسب قوله.

وأردف صار "لمن يريد أن يعطينا دروسا في التاريخ، موريتانيا جاءت من (Mauretanie) وأضيف لعلمه أنها تشير إلى (Mauros) التي تعني ذوي البشرة الداكنة، وهذه ليست هي المشكلة. اليوم في القرن الحادي والعشرين كلمة (Maure) تعني البيضان، وكابولاني اختار هذا الاسم في هذا الاتجاه، شئنا ذلك أو أبيناه".

وبخصوص دعوته إلى تغيير النشيد الوطني قال صار إن النشيد الحالي هو قصيدة دينية للعلامة عبد الله ولد الشيخ سيديا مشيرا إلى أن حزبه يدعو إلى أن يكون النشيد الوطني يشارك في برنامج للتنمية يجمع كل المكونات المادية والثقافية والاجتماعية والدينية وأن يكون مرجعا للشعب وداعيا إلى الوحدة والعمل المبدع.

ونفى صار بشدة أن يكون دعا إلى حذف كلمة "الإسلامية" في اسم البلاد معبرا عن تأييده لبقائها. لكنه قال "بقاؤها لن يجعلنا مسلمين أكثر من السعوديين والمغاربة والأندونيسيين" حسب قوله.

اسم فرنسي..

ويرى صار ابراهيما أن الاسم الحالي "موريتانيا" وضعه المستعمر الفرنسي، وتعني (المور) في اللغة اللاتينية "البيض.

كما طالب صار أيضا في وثيقة سياسية نشرها حزبه بتغيير النشيد الوطني، لأنه "يكاد يكون مجهولا من قبل الشعب الموريتاني"، ودعا أيضا إلى إعادة تنظيم مؤسسات الدولة، ومنح مزيد من الحكم الذاتي لبعض الأقاليم، وشكا من أن الزنوج والعرب السمر من الأرقاء السابقين (لحراطين) يعانون من إقصاء ممنهج من الجيش وقوى الأمن، وعالم المال، وكل القطاعات الهامة.

تمسك بالإسلامية..

تصريحات صار ابراهميا لم تبتعد عن تصريحات نائبه لمرابط ولد منداه الذي أكد أن  حزبه مصر على الصفة الإسلامية لموريتانيا،معتبرا أن تلك الصفة هي الصفة الوحيدة التي تحظى بالإجماع وتمنح الشعب الموريتاني وحدة.

وقال ولد منداه في تصريح للسراج لقد دعونا في الوثيقة الصادرة عن الحزب إلى دراسة تسمية موريتانيا انطلاقا من بقاء صفة الإسلامية والسعي إلى تغيير الاسم الذي وضعه المستعمر الفرنسي ’’ موريتانيا’’ والذي قد يحيل إلى فئة معينة من أبناء البلد دون غيرها.

وأضاف ولد منداه ’’ يمكن لمن قرأ الوثيقة الصادرة عن الحزب أن يلاحظ ببساطة أننا دعونا إلى تحقيق جملة من المطالب السياسية والتنموية للبلاد، أولا ثم مناقشة جدية لقضايا الاسم والهوية والنشيد الوطني بما يخدم مزيدا من الوحدة الكاملة والحقيقية بين فئات الشعب الموريتاني.

واعتبر ولد منداه أن الضجة التي يثيرها البعض ضد حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية ورئيسه صار إبراهيم لا تعدو كونها ’’ مزايدات من بعض الأطراف التي دأبت على استغلال هذه القضايا وتسميم الأجواء من خلالها.

فرصة للمراجعة..

مراجعة اسم البلاد يأتي سابقا لحدثين مؤثرين أولهما احتفاليات ذكرى الاستقلال والثاني الانتخابات البلدية والنيابية المرتقبة،وكلا الحدثين يتطلب ’’أسئلة كبيرة تستقطب الجماهير والأصوات

ويطالب زعيم رئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية إبراهيما صار بإعادة تسمية موريتانيا، لأن اسمها الحالي "يعكس تمثيل فئة واحدة من مكونات المجتمع الموريتاني"، وهو ما يعني أن موريتانيا قد تكون البلد الوحيد الذي ما زال اسمه محل تنازع، رغم مضي أزيد من نصف قرن على استقلاله.

خطاب مستفز..

رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمه اعتبر أن تصريحات صار إبراهيم مستفزة وأن مطالبه غير معقولة لأنها تسعى إلى تغيير ثوابت البلد.وتساءل ولد حرمه "لماذا لا يفهم نشيد البلاد، وبأي لغة يطالب أن يكتب بها هذا النشيد، ثم هل يريد أن يكون لدولة واحدة مثل موريتانيا نشيدان وعلمان وربما اسمان".

وقال ولد حرمة في تصريحات لموقع الجزيرة نت ’’ لكل بلد ثوابت لا يجوز أن يطولها النقاش، ولا أن تتطرق لها الخلافات السياسية، كما هو الشأن بالنسبة للاسم والتوصيف، فموريتانيا بلد عربي إسلامي، يدين كل مواطنيه بالدين الإسلامي، ولغته الرسمية هي العربية حاضنة الإسلام، ولا ينفي ذلك وجود أعراق ولغات محلية أخرى تحظى بالتكريم والاحترام.

أزمة الهوية..

الساموري ولد بيه من جهته دعا إلى إعادة ترتيب البيت الموريتاني انطلاقا ويعتقد ولد بي أن واقع الزنوج أفضل كثيرا مما عليه حال "لحراطين" الذين هم "الحلقة الأضعف، والأكثر إقصاء وتهميشا"، ومع ذلك يؤكد أنه لا نية لديهم في خلق جو تصادمي، وإن اعتبر أن استمرار هذا الوضع مهدد لكيان المجتمع، ومؤذن بتصدعات اجتماعية خطيرة.

ويرفض الناشط السياسي التعليق على مطالبة الزنوج بتغيير اسم البلد، ويوافقهم في المطالبة بتقسيم السلطة والثروة، ويرى أن العامل الديمغرافي هو ما يجب اعتماده أساسا في هذا التوزيع، حيث ستظهر شريحة "لحراطين" الأكثر عددا والأوسع انتشارا في نظره.

أزمة الهوية لازمة سياسية واجتماعية، في موريتانيا،ومشكل يتجدد بسبب أو دون سبب، ورغم تباين المواقف من تفاصيل الأزمة فلا حل يلوح في الأفق القريب لها.

أزمة الهوية تعود إلى الواجهة من جديد

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox