موريتانيا تعلن عن إستراتجية ديناميكية لحماية الحدود وتصفية التهديدات
الجمعة, 29 أكتوبر 2010 13:16

السراج: تقرير إخباري

قال مدير المخابرات في موريتانيا المفوض محمد الأمين ولد أحمد إن الأمن الموريتاني نجح في منع وجود تنظيم للقاعدة في المغرب الإسلامي في موريتانيا كما حال دون تشكيل خلايا عاملة للتنظيم على الأراضي الموريتانية وأضاف تلاحظون أن جميع العمليات التي تمت مؤخرا جاء منفذوها متسللين من خارج الحدود ولم يكونوا داخل البلاد ذلك أنه لوكانت توجد لدى التنظيم عناصر في الداخل لحركها لتنفيذ عملياته لأن التنقل عبر آلاف الكيلومترات يكلف التنظيم تكاليف باهظة.

 


وشدد ولد أحمد الذي كان يتحدث مساء أمس بندوة مكافحة الإرهاب والتطرف والتي تنظمها وزارة الدفاع الموريتانية على أن موريتانيا نجحت في إتباع مقاربة أمنية شاملة لمعالجة الظاهرة والتحكم فيها وقد أحبطت بالفعل العديد من الأعمال والتحركات والعمليات التي كان التنظيم يوشك على تنفيذها داخل الأراضي الموريتانية.
وقال ولد أحمد إن التنظيم نفذ منذ 2005 إحدى عشرة عملية على الأراضي الموريتانية وتعتبر عملية التفجير الانتحاري الأخيرة بالنعمة هي الثانية عشرة وقد شملت هذه العمليات الاعتداء على حاميات الجيش في كل من لمغيطي تورين والغلاوية وقتل واختطاف العديد من الأجانب ولكن العمل الأمني اليوم أوقف عمل هذا التنظيم ووصل إلى كل الأيدي التي امتدت إلى الوطن بسوء والتي ستنال جزاءها على ما اقترفت من عمل إجرامي ضد امن البلد وسلامة السكينة الوطنية التي تحرص عليها قوات الأمن.
وجزم ولد أحمد بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يوجد في موريتانيا في الوقت الحالي أي تنظيم ولا أي خلايا ناشطة للتنظيم داخل الأراضي الموريتانية وأوضح أن كل الضالعين في تنفذ عمليات منذ أكثر من سنتين تسللوا إلى الأراضي الموريتانية من معسكرات خارج الحدود الموريتانية وتم إيقاف بعضهم قبل الشروع في أي عمل.
وتعهد من جانبه بأن الأمن الوطني يرصد باستمرار كل التحركات والمحاولات ولا يخفى عليه شيء من نشاطات هذه المجموعات التي يضعها تحت المجهر منذ فترة كما تعهد بإنهاء أساليب الاعتقال التحفظي المستند على التخمين معتبرا أنه من هذه اللحظة فقد انتهت كل تلك الممارسات ولن يتم اعتقال إلا من تم رصد أنشطته الفعلية داخل هذه التنظيمات.
وحول الحرب الإستباقية قال ولد أحمد إنه لا يمكن لأي عاقل في إطار الحروب والصراعات أن يرصد نشاط عدوه وسعيه لاستهدافه ثم يقف مكبلا دون صد الهجوم الوشيك الذي يستيقن انه يستهدفه.

 

تعديل في الإستراتجية


من جانب آخر تحدث في الندوة العقيد بخاري من قيادة أركان الجيش حيث قدم عرضا ضافيا عن الخطوط العريضة للإستراتجية التي تتبعها القوات المسلحة الموريتانية في مواجهة القاعدة حيث اعتبر أن الجيش الموريتاني اعتمد منذ فترة إستراتجية ديناميكية متحركة بدل الإستراتجية السابقة التي كانت ثابتة حيث كان يقيم الجيش حاميات عسكرية تعتمد على الدفاع عن البلد في أي هجوم محتمل.
ولكن المتغيرات الجيو إستراتجية التي تعرفها المنطقة تطلبت اعتماد هذه الإستراتجية الديناميكية التي تحاول فرض السيطرة والتحكم في الشريط الحدودي الواسع الذي يمتد لحوالي خمسة آلاف 5000كلم حيث يمتد الشريط على الحدود مع مالي 2300 كلم ومع الجزائر 300كلم ومع الصحراء الغربية 1300كلم كما يأتي تحديد نقاط للعبور وإنشاء مقاطعة أظهر في إطار هذه الإستراتجية التي تهدف إلى التحكم في الحزام الشمالي الممتد والذي استغلته المجموعات الإرهابية ومهربي الهجرة السرية وكذا تجار المخدرات.


وشدد العقيد بخاري على أن أي شخص يدخل البلاد من غير هذه النقاط سيعتبر وجوده غير شرعي مما سيعرضه للاعتقال والإبعاد طبقا للقوانين المعمول بها في هذا الصدد واعتبر بخاري أن الإستراتجية المعتمدة حاليا تعمد الردع من حيث امتلاك القوة الكافية والإرادة السياسية الصلبة للاستمرار في التصدي للعدوان وردعه.
كما تعتمد الوقاية من استمرار وجود هذه التنظيمات على الأراضي الموريتانية مما قد يمكنها من تظل في المستقبل أحد مصادر التهديد والابتزاز كما تعتمد من جهة أخرى شمولية المعالجة عبر استيعاب كافة العوامل التي يمكن أن تساعد في نجاح والتحكم الذي تعتمد الإستراتجية الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
واعتبر العقيد بخاري أن من أبرز التحديات التي تواجه الجيش الموريتاني حاليا هو اتساع مساحة البلد بما يعنيه ذلك من تشتت القوى وضعف التركيز الذي يخدم الطرف الآخر كما أن ضعف الكثافة السكانية في مناطق النفوذ الشمالي تعد عائقا هي الأخرى حيث ضعف الرصد نتيجة قلة الفاعلية.
وأضاف إذا تأمين الحدود بجبهتها العريضة الواسعة هي التحدي الأكبر وهذا التامين لابد أن يضع حدا نهائيا لنشاطات مصادر التهديد التي هي:
1-الإرهاب بكل جماعته
2-الهجرة السرية
3-تهريب المخدرات
4- المخاطر البيئية
وشدد العقيد بخاري على ضرورة وجود عاملين مساندين لهذه الإستراتجية هما اعتناق المواطنين والأطر وكل الفاعلين لمتطلبات هذه الإستراتجية من جهة وكذا وضع تصور مكتوب "كتاب أبيض" ونهائي يكون عبارة عن ميثاق وطني لتصور وتنفيذ وتطوير هذه الإستراتجية وما ترمي إليه من تغييرات حيوية للأمن والدفاع على المستوى الوطني وحتى الإقليمي والدولي لأن موريتانيا في عالم اليوم هي جزء من منظومة كونية تتأثر ويجب أن تسعى لأن تؤثر فيها.


موريتانيا تعلن عن إستراتجية ديناميكية لحماية الحدود وتصفية التهديدات

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox