ولد ادوم : حاكم عرفات صادر أرضنا ظلما وعدوانا (بيان) |
الاثنين, 23 يناير 2012 14:15 |
حاكم عرفات يعد اليوم بمصادرة أراضينا عنوة لقد أمر ربنا بالعدل في أكثر من آية وفي أكثر من حديث، ومن ذلك ما ورد في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" الحديث، وفي الحديث الشريف: "الظلم ظلمات يوم القيامة" الحديث، وحديث: "دعوة المظلوم مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب" إلخ. فكان العدل أساس استقرار الدول، وبالعكس كان الظلم منبعا للثورات والتذمرات والاضطرابات، فلم يكن الربيع العربي الذي قضى على نظام زين العابدين في تونس، ومبارك في مصر، والقذافي في ليبيا، وصالح في اليمن –وقد تزيد القائمة- إلا بسبب الظلم والاستبداد والقسر والاضطهاد، ولذلك كان كل مسؤول عرف بالظلم والاضطهاد والقسر والاستبداد يعتبر سرطان النظام الحاكم في أي بلد عربي اليوم، يجب استئصاله قبل أن يستفحل أمره ويدفع بالجماهير إلى الاضطرابات بسبب تصرفاته الطائشة وظلمه وقسره وعجرفته وتسلطه. وإذا كان الأمر كذلك وتغنى ثوار تونس بشعر شاعرهم أبي القاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر في قصيدته الشهيرة بعنوان: "إلى الطاغية"، فليحذر الذين يسوسون البلاد أن تتراكم المشاكل النابعة من الظلم والاضطهاد والقسر والاستبداد، فيتغنى الشعب الموريتاني بكلمات شاعره المجيدة: في الجماهير تكمن المعجزات ومن الظلم تولد الحريات أجل، فإننا نعيش في أيامنا اليوم الكثير من التجاوزات التي تؤدي حتما إلى التراكمات فتندلع الشرارات ثم المظاهرات فينكفح الكأس و، و، و... ومن أبشع هذه التجاوزات ما يخلفه تقسيم الأحياء العشوائية اليوم حيث المحسوبية والزبانية والوجاهة والرشوة تتعانق في دياجير الظلم الحالك لتعطي لوحة خافتة باهتة حالكة توحي بغضب الرب والانفجار، ولقد عايشت أبشع ظلم في الفلوجة هذه الأيام حول تحديد شارع يدعى V24ينطلق من قبالة مقر صوملك في تنسويلم إلى شارع ملح في الفلوجة صادق مجلس الوزراء على أن يكون عرضه 18 مترا أدى ذلك إلى ترحيل بعض الأسر فرحلت كلها إلا 5 أسر كان من وراء بقائها حاكم عرفات محمد الشيخ ولد اسويدي دفاعا عن أسر من قبيلته أشهرها أهل بومرفك تلك الأسرة التي لم يبق لها إلا 3.5 مترا وذلك بتمالؤ مع المدير العام لوكالة التنمية الحضرية دفاعا عن عنصر من أسرة أهل شماد لم يبق له هو كذلك إلا 4 متر وبمواطأة مدير الخلية الذي يتحدى الجميع بغطرسة وتعنت وتجبر، وقد كتبت شخصيا رسالة إلى رئيس الجمهورية أحالها مستشاره عبد الله ولد أحمد دامو إلى المفتشية العامة للدولة، فعاينت المكان مرتين قبل أن توجه رسالة إلى وكالة التنمية الحضرية تؤكد فيها ضرورة بقاء الشارع على أصله الذي صادق عليه مجلس الوزراء وهو 18 مترا إلا إذا اصطدم بعمارة أو دار مشرعة ورقم الرسالة 07 بتاريخ 3 يناير 2012، حيث حالها المدير العام إلى الخلية وبعد وصلوها بيومين جاءت سلطات وحددت الشارع الطبيعي من خلال أسهم حمراء وبدأت المداخلات، إلا أن تلك العناصر الظالمة تحركت في الخفاء وتصرفت بما يناقض رسالة المفتشية العامة للدولة لكي ترضي تلك الأسر المذكورة، فجعلت الشارع 14 مترا قبالة هذه الأسر فقط وتركته طبيعيا في الباقي وأرسلوا أذيالا ليشرعوا لتلك الأسر ما يريدون في حين لم يكن عندهم إلا 3 أمتار أو 4 أمتار حسب الحالات، ولقد فرض حاكم عرفات بقاءهم من قبل وظل يتحين الفرص ليقوم بتنفيذ ظلمه المتعجرف يوم الخميس الماضي، فهبت الجماهير وستهب وتهب.. فبعضهم دفع به الاحباط إلى التهديد بالتأسي بالبوعزيزي، وبعضهم يوعد بالتصعيد حتى يتحقق العدل، وقد أوعد هذا الحاكم تلك الأسر عند المغرب بتنفيذ خطته المشؤومة يوم الأحد المقبل ليخرج أصحاب الأراضي منها عنوة والسؤال المطروح: ما هو مصير نظام ترفض مؤسساته رسائل المفتشية العامة للدولة التي أنشئت للتحقيق ولم تزود بصلاحية التنفيذ؟ ما هو مصير نظام يظلم المواطنين ويحتقرهم؟ فليسأل هؤلاء الحكام عن مصير قرناء أسيادهم في الدول التي هب فيها الربيع العربي، فإن نسيم هذا الربيع ينبغي أن يملي علينا على الأقل نوعا من الحكمة والإصلاح والعدالة الاجتماعية بدل الظلم والقسر والتعجرف فإنها ممارسات لم تعد صالحة لأنها بعيدة من النغمة التي يمليها علينا الربيع العربي، وإننا نطالب الجميع صحافة وبرلمانيين ومجتمعا مدنيا أن يتعاطف مع الحق والعدل، فإننا معتصمون أمام الرئاسة دون أن نخلي المكان في الفلوجة ولو صب علينا حاكم عرفات ومدير الخلية الجحيم الذي صبته أمريكا على فلوجة العراق، فهذه صيحة مظلوم تدوي ويقول لسان حالها: ونغني حتى الجراح تغني: في الجماهير تكمن المعجزات ومن الظلم تولد الحريات المصطفى ولد إدوم.
|