لجنة النقاش والباحث خلال جلسة النقاش احتضنت قاعة محمد حجي بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط نقاش أطروحة (نقد الشعر الفصيح عند الشناقطة من 1700 إلى 1960 – الموقف والممارسة) للباحث الموريتاني الشيخ ولد سيدي عبد الله.

وقد نال الباحث عن أطروحته ميزة (مشرف جدا) مع تنويه من اللجنة بالعمل وصاحبه ومدى جدة وعمق الإشكالات التي أثارها.

وتتوزع الأطروحة ثلاثة أبواب وستة فصول حاول الباحث من خلالها الإحاطة بالممارسة النقدية الشنقيطية على مدى قرنين ونصف من الزمن، حيث تعرض لجهاز القراءة الشنقيطي والذي مثلته المقررات المحظرية في مجال الأدب والتي توصل الباحث أنها تخلو من المقررات النقدية مما أثار تساؤلا عن نمط الرقابة التي كانت تقف وراء عدم تدريس كتب النقد في المحظرة.

ثم تعرض لأنماط النقد الشنقيطي ومنها (النقد الانطباعي والذي كان ممارسا بكثافة في المجالس الأدبية وفي كتب التراجم . وضمن هذا النقد يدخل نقد الشعر بالشعر والنقد بالشرح.) .

ثم النقد الفني وفيه تناول النقد اللغوي الذي كان مدار عمل القوم نقديا ثم تناول فن الطبقات وفن الموازنات والسرقات والضرورة الشعرية ومقدمات الدواوين والموقف من التجديد والشعر الحر.

وكانت الأطروحة قد تمكنت من السبق إلى عدة قضايا ونصوص تنشر لأول مرة مثل : مقدمة صالح ولد عبد الوهاب الناصري وأول مقال نقدي ينشر في موريتانيا الحديثة وبعض الرسائل والمكاتبات النقدية التي كانت تتم بين الشعراء والنقاد.

كما تناول بالتحليل البنيوي بعض الإشكالات الثقافية وعلاقتها بالنقد الأدبي في بلاد شنقيط.

وفي الباب الأخير تناولت الأطروحة (النقاد الشناقطة في المهجر) حيث تحدثت  عن أسباب الهجرة التي عاشها الشناقطة مع بدايات استعمار البلاد واهتمت بتلك الفتاوى والصراعات الفكرية التي دارت آنذاك.

ثم عمدت إلى الممارسة النقدية لأولئك الذين هاجروا واستقروا في مهاجرهم كأبناء مايابى وابن فال الخير وآب بن اخطور وغيرهم.

إلا أن التركيز كان على كل من محمد البيضاوي الشنقيطي الذي عاش في المغرب ودخل هناك في خصومات نقدية معروفة في الثلاثينات. ومحمد محمود ولد التلاميد التركزي الذي عاش في مصر وكان احد أعمدة عصر النهضة العربي وقد مارس النقد في اغلب مؤلفاته وخصوصا مؤلفه (إحقاق الحق).

يشار إلى أن لجنة النقاش تألفت من الأساتذة:

- الدكتور محمد الظريف مشرفا

- الدكتور  قاسم الحسيني رئيسا ومقررا

- الدكتور محمد التعمرتي عضوا

- الدكتور مصطفى الجوهري عضوا.