الادوية البيطرية ...سموم استهلاكية في "بوصطيله"
السبت, 23 يونيو 2012 13:50

altaltعلى مدخل السوق الرئيسي بالمدينة توجد أكبر صيدليتين لبيع الادوية البيطرية ، الواجهة الفخمة ومعروضات الأدوية من مختلف الاحجام والألوان قد توحي للمرء بأنه أمام مستودع كبير لبيع المواد الاستهلاكية لكن حتى هذه لا تسوق في مثل هذه المحلات الواسعة بهذه المدينة الحدودية

يحدثك كل من تلقاه هنا عن رواج تجارة الأدوية البيطرية والتي يبقى الاتجار فيها جريمة في الجزء المقابل من الحدود المالية، وبالتالي فقد جذب الموقع المتميز لبوصطيله هواة الربح من اقصر الابواب حتى ولو كان ذلك على حساب صحة الانسان والحيوان.

 

لا أحد هنا يسأل عن مخاطر الدواء ولا محاذير استعماله، فالمهم هو أن يعمل على تسمين قطيعه ومواشيه لبيعها في سوق الاسبوعي والذي يوافق الاربعاء يقول سيدات  ولد سيدي أعمر بائع بإحدى الصيدليات الكبرى بالمدينة.

لكن الكارثة في ان الأدوية الاكثر اقبالا هي الاكثر مضاعفات كالمضادات الحيوية وما يسمى هنا ب"العلاج "، وعقار إيفوموك  وأقراص الطفيليات المعوية من مركبات الابانديزول يضيف البائع ولد سيدي اعمر .

من المجزرة إلى سوق اللحوم من المجزرة إلى سوق اللحوم للطابع التجاري للمدينة يغلف كل نشاط فلا حديث للناس إلا عن السوق الاسبوعي أو "السوك" كما يسمى هنا، ولا ينفض الناس عن سوقهم إلا ليبدؤوا الاستعداد للسوق القادم، عشرات بل مئات المنمين ومتعهدي خدمات توصيل المواشي والاغنام يفدون إلى المدينة مع اقتراب الموعد الاسبوعي لكن الكل لا أحد هنا يهتم لسلامة الحيوانات المجلوبة، بما في ذلك بيطري المدينة والذي لا يملك سوى الكشف الظاهري على البهيمة قبل إعطاء الاذن بذبحها لتأخذ طريقها إلى المذبح الغارق في الاوساخ والنفايات على أطراف المدينة .

altرغم مجانية الكشف البيطري والذي لا يكلف سوى القاء نظرة عابرة إلا ان للسلطات مأرب اخرى وذلك بتحصيل ضريبة" الكبت " على البهائم المجلوبة وتتراوح الضريبة مت بين 40 اوقية لأغنام وحتى 500أوقية للمواشي والابل يقول أحد المنمين.

الأدوية البيطرية هنا ولمزيد الارباح تسقط بالقرص والوحدة فقرص فيتامين أ أو حب "التيليس " كما يطلقون عليه يباع ب10 أواق فيما تسعر الغلبة التي تحتوي على 500 قرص ب3000أوقية وفق البائع ولد سيدي أعمر.

الادوية المزورة خطر داهم يتهدد صحة الانسان والحيوان والمشكل أن سعرها الرخيص يغري بشرائها فهي الأرخص أضعاف المرات من الدواء الاصلي الشحيح والذي لم يعد أحد يسأل عنه يقول بائع آخر للأدوية، وبالتالي كان للأدوية الصينية نصيب الاسد في السوق إلى جانب البرازيل والهند وحتى مصر ولا مجال لمقارنة الاسعار، فيما تسوق الادوية الفرنسية باسعار باهظة تصل في حدودها الدنيا اكثر من 5000ألاف أوقية  باعتبارها أصلية، فلا حدود للمضاربة فالدواء المسوق في تمبدغه 80كلم يباع في بوصطيله ب2500 أوقية يعلق أحد التجار.

لا أحد هنا بما في ذلك باعة الادوية يمكن ان يجزم بصلاحيتها فظروف النقل والتخزين والعرض تكفي للحكم، لكن الخطر الاكبر يكمن في التزوير والاتجار الفوضوي في الادوية وانقطاع أي علاقة لها بالبياطرة والأطباء فهي هنا كما هو الحال للأسف في مدن موريتانية كثيرة كأي سلعة استهلاكية تباع وتشترى.

بعثة السراج -بوصطيلة  

الادوية البيطرية ...سموم استهلاكية في

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox