حرفيو بو صطيله ...باحثون عن القوت من أضيق الأبواب |
السبت, 23 يونيو 2012 14:51 |
بسحنته الجادة، وقسمات وجهه التي تفصح عن معاناة متأصلة مع البؤس والفقر ينكب الحرفي يرب ولد أحمد لعبيد على عمله بكل صبر وإتقان وذلك رغم مشاق العمل ومخاطره وقلة إيراداته ، صحيح إن الموسم موات ، والثقة عالية في مهاراته لكن لا أحد من القرويين يبدو مهتما بتصليح مسكنه ، أو شراء اللبن لتوسيعه، فالكل مشغول بإنقاذ شويهاته ومواشيه من جفاف ماحق جاء الأخضر واليابس ، البعض أم وجهه صوب الأراضي المالية فيما خلف الجهد وضيق ذات اليد الكثيرين في هذه المنطقة الحدودية. تحت نير الغلاء
فعددها في بوصطيله لا يكفي لسد خلة السكان في مدينة يزيد عدد سكانها على 13ألف نسمة موزعين على 21 حيا ، ولا أدل على الأوضاع المزرية للسكان من أن كل أفراد الأسرة أصبحوا في سباق يومي لتأمين لقمة العيش بما في ذلك الأطفال والأحداث الذين يزالون مهام بيع الخبز..ونزح المياه وجلبها للمنازل مقابل أجرة زهيدة، فيما تذهب النسوة للانتظار في طوابير أمل وحتى أوقات متأخرة من الظهيرة أحيانا. بطالة معيقة
كما ان ضرب اللبن من الطين يعد مجازفة غير محسوبة فقد تسقط الامطار وتجعل كل عرقه في مهب الرياح . يتحمل يرب وهو المعيل الوحيد لأسرة من 10 أنفس مشاق الصرف على اسرته لكن ما يؤرقه أكثر هوتلك العزلة الخانقة التي تعيشها مدينته بوصطيله والتي ضاعف من تكلفة النقل وضربت الفقراء في مقتل .فاجرة النقل إلى أقرب مدينة تمبدغه 80كلم تصل 2000 أوقية في المقاعد الامامية و1000 أوقية في الجزء الخلفي ولا تقل أجرة توصيل الخنشة عن 500 أوقية ..ورغم الانفراج النسبي لمشكل المياه بالمدينة بعد شهور من العطش إلا ان عمليات نزح المياه ونقلها عبر عربات الحمير لا تكف عن التوقف بوسط المدينة الحدودية حيث يباع البرميل ب70 اوقية وينقل حسب الاتفاق. زهادة الفقر ظروف الفقروالبطالة في بوصطيله رغم موقعها كمركزللتبادل التجاري مع دولة مالي المحاورة لم تقنع يرب –كما يقول –بالتخلي عن مهنته رغم زيارته لنواكشوط قبل 15 سنة ومزولته حرفا غير مصنفة لكنه سرعان ما عاد مجددا إلى مسقط رأسه وشعاره "المثل الشعبي :"النصف أمع لهن زاكي" لا أحد في بوصطيله يناقش الحرفي يرب في أسعاره فمن المعلوم أن لبنة الكين ب10 أواق وأجرة الحمل 150 أوقية لكل 100لبنة . وإذا كانت تضاريس المكان قد حبت المدينة بخامة أخرى للبناء غيرالطين والازبال وهي أنواع من الحجارة الخشنة فإن يرب وزملاؤه هم من يتولون مهام تقطيعها وحملها إلى المدينة وذلك مقابل 10اواق لكل 1000من الحجارة فيما تصل أجرة الحمل 5000أوقية. لا يبدو يرب وغيره من حرفيي بوصطيله مهتمين كثيرا للحديث عن تدخل السلطات ولا عن دكاكين أمل أوتوزيعات المفوضية فالوضع المعيشي للسكان حرج للغاية ، والأسعار في أوج غلائها لكن ما يهمهم أكثرهو أن لا تتأخر أمطار الموسم أكثر فيغاث الناس بعام فيه يزرعون ويحصدون فلأول مرة يصل سعر مد الزرع إلى اكثر من 700أوقية ومد الفاصوليا أزيدمن 1700 أوقية بعدما كان السعر في العام الماضي اقل من 200أوقية للمد الواحد .حسب العامل اليدوي يرب . وإذا كانت الحرفة امان من الفقر كما يقال فإنها في بوصطيله هي وجه آخر للبؤس والفاقة كما هو حال يرب وغيره من حرفيي المدينة فما بالنا بغيرهم ممن لا يجدون حيلة للكسب ولا يهتدون سبيلا ..وما أكثرهم!! بعثة السراج –بوصطيلة |