مبادرة مسعود رحلة التأرجح بين النجاح والفشل (تحليل) |
الثلاثاء, 26 يونيو 2012 13:16 |
الحكومة الرباعية وتقول معلومات مؤكدة حصلت عليها السراج إن رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير طرح مبادرة سياسية تنص على بندين أساسيين هما 1-تشكيل حكومة رباعية أطرافها : 2-الأغلبية المساندة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وقطب المعارضة المحاورة (أحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي 3-منسقية المعارضة 4-المجتمع المدني. 5-منح 8 مقاعد ليس من بينها مقعد سيادي لصالح أحزاب منسقية المعارضة أما البند الثاني فيختصر مهمة الحكومة المقترحة في الإشراف على تنفيذ نتائج الحوار المبرم بين أحزاب المعارضة المحاورة ونظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وبشكل خاص الإعداد الفعلي والإشراف على الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة. ووفق مصادر السراج فقد أكمل الرئيس ولد بلخير عرض مبادرته على الأطراف الأربعة، التي أعلنت بشكل كبير نيتها دارسة الموضوع بجدية.
المعارضة : تباين في الرؤى.
ووفق مصادر السراج فقد أثارت مبادرة مسعود ولد بلخير تباينا ملحوظا في آراء أحزاب منسقية المعارضة، ويدور الخلاف حسب مصادر السراج بين من يعتقد أن المبادرة طرح خاص من الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز وأن مسعود مجرد ناقل للمبادرة، وهو ما سيعني تراجع النقاش السياسي من مطلب الرحيل وإسقاط النظام، إلى مطلب الانتخابات الذي يعني بالضرورة كسبا جديدا للوقت بالنسبة للنظام. فيما يرى طرف آخر أن المبادرة ذاتية من مسعود ولد بلخير. ويقول الطرف الأول إن محمد ولد عبد العزيز يسعى إلى إنقاذ نفسه وكسب مزيد من الوقت، فيما يذهب الطرف الثاني إلى القول إن ولد بلخير يسعى إلى التخلص من تحالفه مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، معتبرا أن " مبادرة الحكومة الرباعية" ستكون الجسر الذي سيعبر عليه مسعود عائدا إلى منسقية المعارضة، وينقل أصحاب هذا الطرح عن رئيس البرلمان ولد بلخير قوله إن " ولد عبد العزيز غير مرتاح لمبادرة المذكورة"
خطوات استباقية
وفيما لم تعلن منسقية المعارضة الموريتانية لحد الآن عن رد نهائي على مبادرة مسعود ولد بلخير فإن قواها السياسية الأساسية اتخذت إجراءات استباقية فسرها الكثير على أنها ردود ضمنية تعكس في أغلب أحيانها عدم ترحيب المعارضة بخط مسعود الجديد، كما تعكس تباين مواقفها. حيث بادر حزب تكتل القوى الديمقراطية إلى إعلان تحفظه على المبادرة شكلا ومضمونا، قبل أن يتهم الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز بالسعي الجاد إلى قتل كل " مبادرة للإصلاح " وجاء في بيان التكتل " إن تحفظنا على الشكل، مرده أن محمد ولد عبد العزيز لا يقبل إلا ما صدر عنه بصورة مباشرة أو غير مباشرة. 2ـ أما تحفظنا على المضمون فيعني وعينا بأن الجنرال ولد عبد العزيز لا يسعى لتلطيف الأجواء ولا لحلحلة الأزمة أحرى المصالحة مع الخصوم السياسيين، ومن ثم إدراكنا أنه لا يريد لمبادرات المصالحة التي تقوم بها الآن عدة جهات من أبرزها الرئيس مسعود ولد بلخير الشخصية الرمزية المعروفة أن ترى النور ولا أن تحظى بالنجاح"
ترحيب بطعم الرحيل
أما حزب اتحاد قوى التقدم فقد بادر هو الآخر إلى الإعلان عن موقفين متضادين إلى حد ما، حيث رحب بمبادرة مسعود ولد بلخير من حيث المبدأ، قبل أن يجدد تمسكه بضرورة رحيل نظام ولد عبد العزيز،وقال نائب حزب اتحاد قوى التقدم محمد المصطفى ولد بدر الدين إن العقبة الكبرى أمام كل المبادرات الساعية إلى حل الأزمة الحالية هو محمد ولد عبد العزيز الذي لا يحترم الاتفاقيات و لا يفهم لغة الحوار، حسب تعبيره.
وأضاف ولد بدر الدين أن منسقية المعارضة لم تأخذ حتى الآن موقفا مشتركا من مبادرة ولد بلخير ولا يستبعد أخذ موقف موحد منها بعد انتهاء الأخير من عرضها على جميع الأحزاب. وأشار ولد بدر الدين إلى أن هذه المبادرات دليل على وجود أزمة حقيقية تعيشها البلاد بدأ بفشل عملية أمل 2012 و مرورا بالأزمة المؤسسية في البلاد و المتمثلة في انتهاء صلاحية البرلمان و البلديات وصولا إلى إقالة رئيس المحكمة العليا، مشيرا إلى أن قناعة الحزب في انتشال البلاد من الأزمة هو رحيل نظام ولد عبد العزيز، حسب تعبيره. أما حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل فقد اعتبر تعدد المبادرات دليلا على عمق الأزمة وفشل النظام، وبين الحين والآخر يؤكد قادة الحزب أن رحيل نظام ولد عبد العزيز خيار لا رجعة فيه.
الأغلبية دعم وتململ قوى الموالاة بشقيها الأغلبية الحاكمة، أو أحزاب معارضة الحوار ترحب بشكل متفاوت بمبادرة مسعود ولد بلخير، وتذهب أطراف في فريق الأغلبية إلى القول إن مسعود ولد بلخير يتحرك برعاية كبيرة من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأنه هو المقترح الأصلي والراعي الفعلي للمبادرة، وأن تقارير عسكرية واستخباراتية نصحت الرئيس ولد عبد العزيز بتلطيف الأجواء مع المعارضة. ووفق هذه المصادر فقد استعان ولد عبد العزيز قبل أسابيع برجال أعمال كبار من أجل الضغط على الطرفين الأساسيين في المعارضة المحاورة، وهما بيجل ولد حميد ومسعود ولد بلخير بعد أسابيع من إعلانهما المشترك رفض أي حوار جديد.
آفاق مظلمة وتقول مصادر السراج إن آفاق نجاح مبادرة ولد بلخير ضعيفة أو شبه محدودة، حيث لا تزال قوى المعارضة مصرة على شعارها برحيل النظام، وتعتقد أن فاعليتها التحريضية ضد ولد عبد العزيز منحتها زخما جماهيريا معتبرا، وتضيف المصادر إن ولد بلخير مستاء جدا من عرض مبادرته على مكتب المنسقية حيث يتوقع أن يسهم رفاقه السابقون في عرقلة أي اتفاق لصالح قبول هذه المعارضة، ووفق مصادر السراج فإن مؤشرات كثيرة بدأت تظهر على ذلك أبرزها التصريحات الغاضبة لعضو حزب الوئام عمر ولد يالي الممجدة لمنسقية المعارضة. وتذهب أطراف في المنسقية إلى التذكير بأن النظام لا يوفر أي أجواء مناسبة للحوار، فلا يزال يرفض شروط المعارضة للحوار، ويسعى فوق ذلك بقوته المادية وآلته الدعائية إلى تفكيك وحدتها الهشة أصلا. أما على صعيد الأغلبية، فلا تزال هي الأخرى تتحدث عن محدودية كبيرة لخطاب المعارضة، وتقول مصادر السراج إن الأغلبية لا ترحب بحوار جديد يمكن أن يضيف أطرافا جديدة إلى " قصعة الأغلبية" وتسعى بشكل جدي إلى " تقليل الشركاء"، وبين هذا وذاك تذهب مصادر أخرى إلى الحديث عن دافع ثالث وهو أن مبادرة مسعود جاءت من طرف ثالث، وهو القوى الدولية الراغبة في تدخل عسكري في شمال مالي، وهو ما يتطلب منها تحييد الجبهة الداخلية لموريتانيا التي ستتولى عبئا كبيرا في العمليات المتوقعة. وبين كل الاحتمالات السابقة تبقى الأيام القادمة، كفيلة بالإجابة على سؤال جوهري : إلى النجاح أم إلى الفشل تسير مبادرة رئيس الجمعية الوطنية ..؟
|