السوق الأسبوعي ببوصطيله وهموم الكساد والغلاء |
الثلاثاء, 26 يونيو 2012 15:54 |
نشاط وحركة دائبين تجتاح أرجاء السوق بعد أيام من الركود والهدوء ، عشرات الباعة من أمثاله بدؤوا التوافد منذ ليل الأربعاء وشرع بعضهم الآن في رفع مزالج دكاكينهم أو في تهيئة الأرضيات ورشها لبسط سلعهم المزجاة من ما تبقى من حصاد الموسم أو من ثمار الأشجار المعروفة في المنطقة. الأسواق الأسبوعية في مدن الحدود تذكر بأيام التبادل التجاري بين القوافل حيث تتم مقايضة السلع والبضائع يدا بيدا إلا أن التعامل في أسواق اليوم يظل بالعملات الورقية ، رغم رواج سوق سوداء لصرف العملات على هامش السوق الأسبوعي في بوصطيله يتداول فيها بشكل خاص الفرنك الإفريقي واليورو إلى جانب الأوقية .
تنوع في المعروضات السوق الأسبوعي في بوصطيله موزع حسب معروضاته حيث تحتل السلع الاستهلاكية والملابس والصناعات التقليدية وسط السوق فيما خصص فضاء رحب على أطراف المدينة كسوق للمواشي والأغنام وحتى الحمير والبغال . يقول سيدي الخير وهو يشير إلى بضاعته غير المصنفة من البصل والبطاطس وأنواع من القطن تستورد من مالي لحشو الوسائد –إن تكلفة النقل داخل مالي زادت من أسعار السلع المستوردة رغم تراجع الطلب مقارنة بالعام الماضي وتتراوح الزيادة على ما بين 10-إلى 50اوقية على الكلغ وحسب المسافة داخل الأراضي المالية مضيفا أن السلع المجلوبة من مالي ليست دوما الحبوب ولا الخضروات والمانجو بل أيضا الأواني البلاستيكية وحتى الدراجات النارية. على بعد أمتار قليلة وفي الدكاكين المقابلة كان باعة الأسرة التقليدية والأدوات المنزلية المصنوعة من جذوع الأشجار يعرضون خدماتهم بعضهم اكتفى بالنمط التقليدي لهذه الأدوات فيما حاول آخرون إنتاجها من خامات أكثر صلابة كالحديد مما در عليهم أرباحا مضاعفة كما يشرح البائع أزيد بيه ولد الجيلاني الذي يؤكد أن سرير الحديد يباع بأضعاف السرير الخشبي المعروف محليا ب"لخبط " والذي يتراوح سعره ما بين 10الآف اوقية إلى 12000أوقية. يجمع الباعة على ركود السوق وتراجع الإقبال هذا العام خاصة على معروضات الموبليا والأدوات المنزلية والتي تظل سلعا كمالية بالمقارنة مع الطلب على الحبوب والسلع الغذائية.
شح الكهرباء وفقر المواد الخام غلاء المواد الخام من الأخشاب وبدائية أدوات الانتاج وانعدام الكهرباء جعلت بعض منتجي الصناعة التقليدية يقنعون بتحويل دكاكينهم إلى ورش لتصليح الأجهزة المنزلية ومعالجة الأعطال البسيطة في ماكنات السيارة بل وتقليد نماذج لبعض قطع الغيار التي يكثر عليها الطلب بسبب وعورة الطرق وانعدام الكهرباء وعزلة المنطقة.
ويطالب البائع محمد بتوفير الكهرباء في بوصطيله ودعم الصناعات الحرفية حتى يتمكن من تصنيع أكثر من قطعتين في اليوم والتي هي معدل انتاجه حاليا. سوق المكيال والمد
ومد الفاصوليا من النوعيات المتوسطة ب1600أوقية بدل 1100أوقية في السابق أما النوعيات الجيدة فلا يقل المد منها عن 1700أوقية (المد يقدر بحوالي 3كلغرامات ) حسب باعة السوق فوضى العرض في هذا الجانب من السوق وبدائية الوسائل تجعل الباعة يتسابقون في بسط معروضاتهم من الحبوب وسط الشارع ولا يترددون في مزاحمة دكاكين البيع بالجملة والتقسيط والتي تطل بمعروضاتها من وراء أعرشة الباعة وأخبيتهم . وفرة الحصاد في سنوات الخصب لم يبق منها في السوق الأسبوعي ببوصطيله غير استخدام المد كأصغر وحدة للكيل وهو ما يفرض نوعا من المواضعات لدى الباعة حيث يتم الحرص على ملأ المكيال حتى الثمالة "أو يعطى رقبته " كما يطلقون هنا، ولا ينبغي أن ينشغل البائع في حوار أثناء الكيل فيظل يردد عدد الكيلات على مسمع من الجميع ..وأحيانا لا يكون الحرز إلا على نفس بساط العرض. الجميع هنا في الهم سواء كما يقال المتسوقون الذين يحملون هم غلاء السلع وارتفاع أثمانها مقارنة بالأعوام السابقة، والتجار والباعة الذين يشكون الكساد وتراجع الطلب على معروضاتهم ، والكل هنا يحنون إلى سنوات الوفرة والرخاء التي طال عهدهم بها وربما انقطعت سبلهم عنها كانقطاع السبل والعزلة التي تغلف الحياة في مدينة بوصطيله الحدودية والتي لم تحد منها شبكات الاتصال الهاتفي ولا سيارات الدفع الرباعي . بعثة السراج بوصطيله |