رحلة الذهب ,, وإجراءات السلامة ,, تفاصيل عن الطائرة العسكرية
الخميس, 12 يوليو 2012 15:17

أحدي سيارات الإسعاف تدخل المديرية الجوية لنقل جثامين الشهداء أحدي سيارات الإسعاف تدخل المديرية الجوية لنقل جثامين الشهداء

تقرير : محمد يحي ولد أبيه

يوم طويل وفاجعة عظيمة  لن ينساها الموريتانيون في قابل أيامهم عندما يأخذ الموت شبابا في مقتبل أعمارهم متميزون في عملهم حسب العارفين ولدي أهلهم أحلام ومطامح لا يريدون لها أن تدفن في رمال مطارانواكشوط صباح اليوم .

لو قدر لأحد منهم أن يبقي لكان حديث عن التفاصيل , كيف وقعت ؟ ولماذا ؟ ومن المسؤول ؟  ولكن قضي الكل في وقت وربما في فترة متفاوتة  وربما أحدهم بقي دقائق حيا يري  أيادي سكان دار النعيم تذري التراب عليه  في محاولة لإطفاء النيران بعد تأخر الحماية المدنية لمدة ثلاثين دقيقة وتعطل سيارتين منها قبل الوصول للطائرة لتصل واحدة وتجد الحريق انطفأ ليلتهب في أفئدة أهل وأصدقاء بعد بداية صباح أسود متفحم .

سيارة أخري تحمل بعض الجثث إلى المستشفي العسكري سيارة أخري تحمل بعض الجثث إلى المستشفي العسكري عشرات الأهالي تجمعوا أمام المستشفي لرؤية ذويهم عشرات الأهالي تجمعوا أمام المستشفي لرؤية ذويهم أخت أحد الشهداء صدمت من هول الفاجعة أخت أحد الشهداء صدمت من هول الفاجعة أقلعت الطائرة صباحا كعادتها حيث يجلس أي أحد في أي مكان يريده من الطائرة التي تحمل مقاعد شبهها أحد الخبيرين بها بمقاعد المدارس الابتدائية وركب الشباب في رحلة ستطول وتطول دون أن يكون لهم علم بذلك .

لو علمت والدة الضابط أحمد ولد إياهي بأنه لن يعود إلا بعد شهر لن تتركه يذهب لانه وحيدها وفي ريعان شبابه  فكيف بسفر أطول , نفس الشيء ربما مع القائد الحسن ولد شيخان لن تتركه أخوته يذهب إلا لفترة قصيرة لكن القدر كان له الكلمة الفصل .

حلقت الطائرة ولم تكن هناك أية سيارة للحماية المدنية في تعد فاضح لأبسط قوانين الملاحة الجوية وهو إجراء لن تقبله طائرة تحمل بعض الحيوانات فكيف بخيرة ضباط الجوية ؟

بعد دقائق لا ندري ما حدث ربما اشتعلت النيران في محركها أو ربما حادث آخر لا أحد عاد ليقول ما حدث , لكن ساكنة دار النعيم رأو تلك الطائرة تهوي للسقوط وتحاول الإقلاع وكأن هناك من لا يريد لها ان تسقط على مساكن الآمنين وهي عقلية أصيلة ومتجذرة في نفس العسكري الأصيل , وبعد شد وجذب ومحاولات متكررة استطاعت أن تدخل حائط المطار وهنا علم الطيار الخبير - الذي سقطت عليه طائرة المرشح للرئاسيات حينها محمد ولد عبد العزيز- أن أخف الضرر سيقع حيث تسقط في مفازة لا أحد من السكان يتضرر منها .

ربما تخيل أن أما تنام مع أطفالها في أحد أكواخ الصفيح المطلة على المطار ستكون ضحية وأثرا بعد عين دون ذنب سوي أن طائرته سقطت عليهم ولذا كان كل غايته أن لا تزيد الكارثة ربما .

سقطت الطائرة ومعها تبخرت آمال وأحلام في فتية درسوا في الخارج وتكونوا في الحر والشمس ليخدموا وطنا يحتاجهم لكن المصير الذي ينتظرهم كان اقرب .

" المختار سي " عسكري كان من المقرر أن يكون علي متن الطائرة لكن النعاس غلب عليه ولم يستيقظ إلا علي الخبر فجاء إلي المستشفي العسكري يتحسر علي فراق زملائه ويحمد الله على السلامة لأن سفره لم يحن بعد .

ينظر الناس إليه ويسألونه وكأنه كان معهم لأن الخبر والتفاصيل طويت في التربة الناعمة شمال المطار.

يقول أحد عمال " تازيازت  " وقد سافر مرات عدة علي متن الطائرة إنها لا تتوفر على أي إجراء للسلامة حيث إنها غير مكيفة إطلاقا ومقاعدها غير مرقمة ويجلس من يريد في المكان الذي يريد كما أن أيا من إجراءات السلامة لا يوجد فيها .

سألته أن سترة النجاة ضحك وقال لي ليست فيها أي سترة ولا ما يستعمل لارتفاع الضغط ولا أي شيء هي طائرة عسكرية يقولها وكأنها تكفي .

ويضيف العامل إنها في نفس الشهر تعطلت في تازيازت حتي جاؤو بسيارة هيليكس وأخذو بطاريتها لتشغيل محرك الطائرة , كما أنها مرة سابقة لم تستطع الهبوط بسبب توقف أحد أجنحتها ليزيد زميله كنا فيها الأسبوع الماضي ولم تستطع الهبوط بسبب نفس العطب .

يؤكد العارفون بالطائرة أنها مهترئة تماما ولا تتوفر علي أي صيانة وأنهم قالوا ذلك مرات عدة للمسؤولين سوي أن أي جديد لم يحدث .

لم أستطع أن أسأل عن الصندوق الأسود للطائرة مصدر المعلومات الوحيد للرحلة لأن ذلك من ضرب الخيال وربما يصنف أنه استهزاء بمشاعر المفجوعين .

نسوة كثر هذه تبكي أخاها وتلك ابنها وشيخ مسن كاد أن يسقط لأنه يسأل عن ابنه ويريد أن يراه وجو من الحزن خيم علي المستشفي العسكرن هذا اليوم .

لم تكن الأخبار تبشر فبعد وقت طويل من تجهيز كل مجموعة مسجدها المتعارف عليه للغسل والصلاة جاءت الأخبار العسكرية أن الجثث لن تغسل لأنها تفحمت ولا أحد يفرق بين أصحابها وستجهز في المستشفي ويصلي عليها في مسجد ابن عباس .

اختلطت الأجساد والعظام لا لون يميز ولا جهة ولا عرق ولا نسب الكل متفحم وسيلف ما يقدر أنه إنسان في خرقة وحده حتي تتمايز الجثث السبعة .

لا أحد حتي الآن سأل عن أسباب الحادث ولكن المتوفر يؤكد حسب معلومات السراج أن للأمر علاقة بالإهمال وعدم الصيانة وأن الطائرة كانت مهترئة أصلا والكل يعرف ذلك .

ذهبت كل مجموعة بشهيدها ليواروا جثمانه في مقبرتهم لكن من يدري ربما حتي المقبرة يدخلها من ليس بالشخص المتوقع لأن التمييز مسألة مستحيلة حسب العسكريين الذي باشروا الجثث .

وانطوت صفحة فاجعة أليمة لم تعلم بها بعد وسائل إعلامنا الرسمية ولم توليها أي اهتمام وحتي قيادة الأركان لم تكن حاضرة في المستشفي العسكري .

ربما ليست هذه فاجعة الطيران الأولي وربما إذا استمرت الأحوال علي ماهي عليه لن تكون الأخيرة لأن الأوربيين رفضوا دخول طائراتنا أجواءهم لأنها لا تتوفر علي الحماية والصيانة اللازمتين .

قديما قال الشاعر ادي ولد آدبه 

لا تسل فالركاب ماتوا جميعا  "" عندما حان في المطار النزول 

ليت شعري من كان يحسب هذي "" رحلة العمر ما وراها أفول 

ربما لو كان للطائرة صندوق - غير جسمها - بأي لون ستكون للقصة بقية 

رحم الله ضباطنا الأشاوس وشبابنا النبيل وأسكنهم فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون 

 

رحلة الذهب ,, وإجراءات السلامة  ,, تفاصيل عن الطائرة العسكرية

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox