احتجاجات غاضبة في نواكشوط تطالب بالقصاص لولد المشظوفي "صور" |
الاثنين, 16 يوليو 2012 15:38 |
بدأ التوافد إلى الوقفة عند الساعة الثانية عشرة زوالا، وما إن وصل العدد إلى العشرات حتى بدأت الشعارات "الحادة" تصك آذان من في مقر الشركة، التي نهبت خيرات البلد، وأخيرا الرئيس الدوري لمنسقية شباب المعارضة محمد ولد ماسير قال في تصريح خاص للسراج إن شباب "مشعل" يتظاهر اليوم ليحتج على ما وصفه بالفعلة الشنيعة، التي اركبها نظام محمد ولد عبد العزيز بحق العامل في الشركة الشهيد محمد ولد المشظوفي، محملا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز المسؤولية الكاملة عما حدث. وقال ولد ماسير إن هذه ليست المرة الأولى التي يتجرأ فيها نظام عزيز على قتل المواطنين فقد قتل في مقامة وفي نواكشوط واليوم يواصل المسلسل الذي يهدف إلى حصد أرواح الشباب الموريتاني.
من جهتها قالت القيادية بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" وعضو مجلس الشيوخ الموريتاني الدكتورة ياي نضو كوليبالي في تصريح خاص للسراج على هامش الوقفة إن الرد على ما وصفتها بالجريمة التي اركبها وأكدت الدكتورة يايا نضو أن الشعب الموريتاني سيرد على هذه الجريمة من خلال مسيرته يوم الأربعاء القادم، ليستنكر بجميع فئاته وأبنائه هذه الجريمة، وليؤكد أن النظام غير صالح للحكم.
بعد ما يقرب من ساعة من الوقوف في الحر الشديد أمام مقر شركة نحاس موريتانيا " MCM"، انطلقت الجموع يظللها الغضب، وتملأ سماءها الشعارات المنددة بالنظام الموريتاني وقوات أمنه التي أصبحت حسب المتظاهرين "وبالا على الشعب وأبنائه، ورحمة لشركات النهب المتخصصة". قال أحد الشباب قبيل انطلاق المسيرة "لماذا تذهبوا عن مقر الشركة إنها من تسبب في ما حدث؟؟" فدر المفاجأة الكبرى... وعند وصول المسيرة إلي مجمع الطرق المواقع قرب بوابة رئاسة جامعة نواكشوط أقامت وحدات من قوى الأمن حاجزا بشريا في وجه المسيرة، لكنه لم يعمر طويلا، بعد أن ساد جو من الغضب العارم وجوه وعبارات المتظاهرين، فاقتحم أحد الشباب الحاجز البشري رافعا العلم الوطني ما جعل الجميع يشعر بالندم مالم يتبع علم وطنه، وعلى إثر العلم المرفوع تداعى الشباب، فوجدت الشرطة نفسها في موقف لا تحسد عليه، فالشباب أصبحوا عند بوابة وزارة الداخلية، حينها قررت وحدات الشرطة الاشتباك مع المتظاهرين، لكنه اشتباك من دون استخدام الهرات وقنابل الصوت، إنه اشباك فريد من نوعه في "موريتانيا 2012"، حسب تعبير أحد الشباب. حينها اقتحم شباب غاضبون باص الشرطة و خلصوا زملاءهم، رغم كثرة العدد والعدة عند الشرطة الموريتانية.
"لم أكن أتصور أن الضحك يعرف إلي مفوض الشرطة "امبودج" سبيلا، لقد عرفناه لا يرحم المتظاهرين منذ سنين، كم عرفه طلاب الجامعة، كم عرفته الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، وكم عرفه الغاضبون من سفارة الصهائنة، وكم عرفه شباب فبراير وكم عرفته لا تلمس جنسيتي، وكم عرفه طلاب المعهد العالي، وكم عرفته المعارضة" هكذا علق أحد الشباب وقد هاله المنظر الجديد لامبودج. أمبودج ظهر اليوم بوجه جديد لم يكن يظهر به قط، إنه يفاوض بغير الهراوات وقنابل الصوت والغاز، أهو حكم التاريخ الصارم في الناس وأفعالهم؟؟!!. أم أن روح ولد المشظوفي قررت تخليص أهل موريتانيا من كل فعل شرير بعد أن صعدت إلي ربها.!!!..
امبودج ظل بشوشا حتى انتهت الوقفة، وسلمه أحد الشباب الورقة التي تحمل صورة الشهيد محمد ولد المشظوفي، والتي تندد أيضا بما قامت بها قوات الأمن في اكجوجت، فنظر فيها بتمعن، فهل الرسالة وصلت لامبودج ولمن وراءه، يتساءل مراقبون؟؟؟.
فوهات البنادق...
في الوقت الذي كان الشباب يرددون عبارات التنديد على مسامع وزارة الداخلية، كانت فوهات البنادق توجه صوبهم، كأن لحظة واحدة تفصل على إطلاق القنابل عليهم،، وفي تلك الأثناء اتجه أحد الشباب صوب الشرطي وخاطبه قائلا " أوصيك أن لا تضرب إلا على الرأس، لكن إن فلت من العقاب فلا تذكرني بغير سوء".
بينما اتجه الآخر إليه وكأنه ناصح و واعظ كبير، أن استمع لي ارجوك "إن قائدك الذي يليك والذي يقوده لن يسترا عليك إن أنت قتلت أحد، وإذا كنت تريد أن تفهم أكثر فتابع أخبار الذي قتل المشظوفي". وقد انفضت الوقفة كما أراد منظموها، وتبادل المتظاهرون مع مفوض الشرطة امبود التحية والوداع، وذهب كل إلي حيث أراد بينما يبقى السؤال ، هل ستدوم طريقة التعامل هذه أم أنه هدوء فرضته حادثة اكجوجت؟؟؟.
|