برنامج " موطص" . سباق نحو البسمة والجائزة |
الأحد, 29 يوليو 2012 13:51 |
" لقد كنت حارسا شخصيا لهتلر، وفي يوم من الأيام سقطت على هتلر قذيفة طيرت شاربه الذي سقط في صنكرافة".. بهذه النكتة تقدم الشاب الداه ولد أحمد بي إلى لجنة التحكيم في برنامج " موطص" من أجل نيل جائزة المليوني أوقية المرصودة لمن يكون أقدر " على إضحاك الجماهير ولجنة التحكيم". ولد أحمد بي ليس الوحيد في السباق نحو المليونين فهنالك العشرات من الشباب جعلوا من " النكت والتقليد والطرافة" وسيلة لجذب اهتمام اللجنة واستدرار عطف المصوتين، يتقمص ولد أحمد بي شخصية عسكري متقاعد يبحث عن عمل، فيما أختار آخرون تقليد أطراف المشهد السياسي في موريتانيا، واختار آخرون تقليد بعض اللهجات السائدة، في بعض مناطق الضفة، وآخرون اختاروا تقليد صحفيين مشهورين. وفيما تتفاوت نسبة " موطص" الذي ينتاب المشاهدين بعد هذه المشاركة أو تلك فإن بعض المشاركات لم تخل من مستوى كبير من الارتباك والسماجة " الغسلة".
رحلة موطص...
69 شبابا وشابة شاركوا في مرحلة التصفيات حيث تأهل منهم 36 متسابقا توزعوا على تسع مجموعات في كل مجموعة أربع متسابقين. واعتمد التقييم في المرحلة الأولى على نقاط لجنة التحكيم و تصويت الجمهور من خلال الهاتف. كما تميزت المرحلة الأولى من البرنامج بتقديم المتسابق لعرض فرد الواحد "one man show" أمام لجنة التحكيم لا يتجاوز مدته الدقيقتين. أما في الدور الثاني فقد قدم المتسابقون عروضهم الفردية على خشبة مسرح دار الشباب القديمة و لمدة خمس دقئق.
السراج التقت بمقدم برنامج موطص محمد ولد الدد حيث قال إن البرنامج محاولة لإظهار ثقافة النكت في المجتمع الموريتاني، وقال ولد الدد إن الكثير من التجارب التلفزيونية الإنتاجية السابقة عالجت الكثير من الميادين لكن هذه أول مرة يتم إنتاج عمل كهذا العمال.
الضحك عند موطص..تختلف العروض من شخص إلى آخر كما يختلف الأسلوب أيضا ولكن الهدف واحد و هو أن يسيطر عليك "موطص". تميزت العروض التي قدمها المتسابقون خلال الدور الأول بمعالجة مواضيع اجتماعية بأسلوب جميل لا يخلو من الفكاهة، رغم خصوصية كل متسابق عن الآخر
المتسابق عبد الله محمد سعيد، المتخصص في التقليد و صاحب التقليد المشهور للرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع يرى أنه يمارس نقدا للظواهر السياسية في المجتمع، كما أنني أستغل موهبته التي من الله تعالي علي بها" وفق تعبيره.ويقول ولد محمد سعيد أنه ينصح الشباب بمحاربة العنصرية، مؤكدا أن الفن والمسرح له دور أساسي في هذا. أما المتسابقة مريم كوليبالي فتتميز بأسلوب العرض المنفرد الشائع في الدول الغربية حيث تقدم عروضها المنفردة دون أي ديكور أو تمثيل فتقدم نكتها بكل بساطة والتي تعالج مواضيع اجتماعية.
مع لجنة التحكيم...يشرف على البرنامج لجنة تحكيم مكون من ثلاث أساتذة هم المخرج و رئيس دار السنمائيين عبد الرحمن ولد أحمد سالم (أحمد طوطو) و المخرج و رئيس جمعية المسرحيين الموريتانيين باب ولد ميني، بالإضافة إلى الأديب منير ولد اخليه.
وقال ولد عبد الرحمن إن تجربة البرنامج جاءت في وقت غير مناسب لمجموعة من النواحي فهي جاءت في فترة يصعب على الناس فيها الضحك كما انها جاءت في شهر رمضان مما سيصعب العمل، وهي جاءت في فترة الثقافة فيها لا تساوي أي شيئ. وأضاف عبد الرحمن إن كل هذه العوائق تحولت إلى محفزات وجعلتنا ننتبه و نبدأ في إنتاج هذا العمل.
أما المخرج باب ولد ميني فقال إن المشاركين في برنامج موطص هم مجموعة من الشباب النشط يحملون مواهب كبيرة ونحن نساعدهم على اكتشاف هذه المواهب من خلال التمرن على الأداء المسرحي المتميز، وخصوصا أننا في مسابقة شريفة ومتميزة وقادرة على التأثير في الجمهور. ويقول المخرج باب إن شخصيات مهمة في تاريخ المسرح الموريتاني تركت بصماتها في حياة المجتمع مثل همام افال ومحمد ولد اعل يوركان ويبنغي أن يتواصل هذا المسار من أجل تثقيف المجتمع وعلاج أمراضه المتعددة.
هو إذا سباق الضحك، كثيرون سيضحكون، ويتضاحك آخرون، لكن المرحج أكثر أن بعض المشاركين سيصابون بالكمد، عندما يضحكون ولا " يضحك لهم الحظ".. خصوصا أن الكثيرين يرونه بالفعل " بسمة في بحر الدموع"
|