بحثا عن الماء"جاور الماء تعطش" مقولة قديمة تجد اليوم معنى جديدا في مدينة كنكوصه التابعة لولاية لعصابة رغم أنها تقع على ضفة إحدى أهم وأكبر البحيرات في الوطن والتي تمثل الرافد الأساسي لمجرى كاراكورو إلا أن سكانها يعانون أزمة خانقة في الماء.
العطش يرغم السكان على العودة إلى الآبارأزمة وإن كان القائمون على الشركة الوطنية للماء بالمدينة يشددون على أنها مؤقتة إلا أنها كانت كفيلة بجعل السكان يعيشون أزمة حقيقية خصوصا مع الحاجة الماسة للماء في شهر رمضان وهو ما جعل مشهد الطوابير الممتدة أمام الآبار التقليدية مألوفا في حياة المواطنين من أجل الحصول على يطفئون به حرقة العطش وفي سبيل ذلك يضحون بكل غال ونفيس.
االعطشالشيخ وابراهيم والبطرون أبناء أسرة فقيرة في كنكوصه فرضت عليهم ظروف العيش الصعبة تقمص شخصية الرجال وإن كانوا لا يزالون قصرا لا تتعدى أحلامهم الصغيرة حدود عربة مهترئة ترمقها أعين أبويهما في الحصول على قوت اليوم. في العادة يجوب الأطفال أزقة المدينة مع أوقات الصباح الأولى وحين الغروب يرجعون بدريهمات لا تكاد تفي لشراء القوت من دكان " أمل "، كما يقول جدهما. إلا أن الأزمة بالنسبة لهما تمثل لحظة تاريخية يجب اقتناصها كما يقول الشيخ مع الأمل في أن تدوم أياما وأسابيع. بعض المواطنين فضلوا التنقل لجلب الماء بأنفسهم وإن كان الأمر لا يخلو من مصاعب حيث تقل الآبار المستخدمة والصالحة للشرب في المدينة بسبب الإهمال الذي عانت منه بعد تزويد المدينة بالماء قبل عقد من الزمن مما يزيد الزحام عليها . وبين هذا وذاك تسير الأزمة في طريق الاستفحال خصوصا بعد الوعود المتتالية من إدارة الشركة بالتدخل والتغلب على الأعطال في اقرب وقت وهو ما لم يتم حتى الان.
|