أسواق العاصمة .. غلاء دائم يرافق شهر رمضان |
الأربعاء, 08 أغسطس 2012 12:21 |
إلى"سوق المغرب"يرد الشيوخ المتعبون بحثا عما يضمن لهم لقمة العيش ويوفر عملية الإفطار- في زمن البؤس والفقر والظلم والشقاء- لأبناء وبنات لم يسبق "لأمير المواطنين" أن سأل عن حالهم في يوم من الأيام, أما رعايتهم وتسهيل المعيشة لهم فذلك ضرب من الخيال.يقول أحد الشيوخ. هناك أيضا في"سوق المغرب" تجد النسوة ربات الأسر-لا ربات الخلاخل- المثقلة كواهلهن بهموم الحياة التي لا ترحم حتى في"شهر الرحمة"..يظللن يجلن في"السوق" في وهج النهار وتحت حر الشمس الشديدة من أجل ضمان مقومات"اليوم الواحد من يوميات الأسرة في رمضان", وللتخفيف من وطأة كابوس الفقر والبؤس الذي ما زال يؤرق الجميع, ولكن هيهات..هيهات. فهنا لا يجد المواطن "الفقير"في ظل تلك المأساة الخانقة القاتلة إلا الانتحار على خشبة مسرح الحياة "البالية" فيدفع دراهمه "المعدودات"رغما عن أنفه دون جدوى خوفا من أن يتخطفه الموت-هو وأبناؤه-جوعا, وذلك على مرأى ومسمع من القادة والزعماء والمرشدين ومن يملكون جهاز الدولة من مختلف جوانبه. غلاء أثقل كاهل المواطنين: "لم نشهد ارتفاعا للأسعار على مر الزمن كما شاهدنا في هذا الشهر, مع تجاهل واضح من طرف الدولة بحال المواطن الفقير المعذب"
ترد سافر مخيف: مع ما شاهدته السلع والمنتجات المستعملة بشكل كبير في رمضان المبارك, لم تقتصر المعاناة على غلاء الأسعار فحسب, وإنما امتدت جذورها وتداعياتها لتصل إلى حقيقة السلع نفسها فتظهر في شكل رديء "لا يمكن أن يستعمله من يريد شيئا من عمره" يقول أحد المواطنين. تشهد السلع والمنتجات داخل أسواق العاصمة الموريتانية اليوم ترد سافر مخيف, ومع ذالك لا يزال المواطن البسيط يقبع تحت وطأة تلك المأساة التي قد تودي بحياة البعض, دون أبسط اهتمام واكتراث من حكومة أمير الفقراء. يجد المواطن-الفقير-اليوم نفسه مضطرا للرضوخ لقانون الواقع ومجريات الحياة, حتى ولو كان الأمر يتعلق بحياته وحياة فلذة أكباده. فطبيعة الحياة في هذه الأيام"في السوق"تفرض عليه الاستسلام ومسايرة الواقع"المأساة"بقلب لا يتحسس ولا يتألم لما يدور حوله في فلك الحياة.
ورغم صعوبة الحياة وجور الزمان وجد نفسه مضطرا أن يذهب في كل يوم إلى محل عمله في"السوق"الذي هو عبارة عن خباء متواضع بالي..يأتيه فيجلس وهو"لا يريد أن يردم"يدفن"الفقر من ذالك الخباء وتجارته المتواضعة" يقول ولد مسعود. لكن همه الأول والوحيد أن يحصل على ما يسد به حاجة صبيان تركهم في المنزل..فارقهم وهم يؤملون فيه الأمل الكبير..يريدونه سالما غانما..إلا أن رداءة السلع وخسافتها حالت دون تحقق كل الأحلام, وحولتها إلى آلام فأصبح يغدو ويروح دون جدوى.لا هو استراح, ولا هو وجد ما يريد..وعندها ستولد من بكاء الصبيان الجوعى ودمعات"البنيات الصبيات" لوحة"فنية مأساوية"لتبقى عارا في جبين الدهر,. معاناة دائمة لا تطاق: من نزل إلى سوق العاصمة الموريتانية هذه الأيام في شهر الرحمة يظن أن"ظلال الرحمة"لا يتفيأها ولا يتمتع بها إلا من عاش بعيدا عن تلك الأسواق وضوضائها, فلا رحمة ولا شفقة هناك في سوق العاصمة. فرغم الغلاء والتردي اللذين ملأى أرجاء السوق وسيطرا عليه يظل أهل المحلات والمواطنون على السواء يعيشون"مأساة دائمة لا تطاق" على مختلف الأصعدة. الكل يشكوا ظلم الدولة وتطاولها على المواطن الذي لا يملك سوى دريهمات قليلات, يظل واقفا في لهيب الصيف وحر البرد من أجل أن يت فدكاكين"أمل 2012" لم تعد سوى"طوابير المهانة"من يعول عليها لن يظفر بما يريده إلا بعد عناء وجهد كبيرين, فمضرتها أكبر من نفعها" تقول المواطنة مريم منت عبد الله. أما مصطفى ولد مسعود في حديثه عن المأساة فيقول إنه:"كان في يوم من الأيام لا يملك شيئا فما كان منه إلا إن استلف"ربطة" من أحد زملائه في العمل ليوفر بها ما يسد به حاجة أبنائه. إلا أنه فوجئ بأهل "البلدية" وهم يرغمونه على أداء الضريبة دون تردد ودون تسويف وهو-حينها-يعاني من ألم شديد في ظهره أقعده فترة من الزمن.لكن الحياة أرغمته على العمل ولو على سرير الموت "المتنقل".فقالهم لهم:"أنا الآن لا أملك شيئا فما عليكم ألا أن تأخذوني وتنزلوني السجن لتقضوا وطركم". أما شامخ ولد أحمد بائع التمور في"برصة الشمس" فيقول إنهم منذ21سنة وهم يعانون من ظلم البلدية, تأتيهم فتقوم بترحيلهم عن مكان عملهم فيخسرون الملايين-لطبيعة بضاعتهم-ولا يعوض لهم شيء عن الخسارة الكبيرة الفادحة.
|