ندوة حوارية في مقر السراج حول كتاب الرق في موريتانيا |
الخميس, 09 أغسطس 2012 15:17 |
وتحدث ولد محمدو عن روافد الرق في موريتانيا، وقسمها إلى بوابة الجهاد التي اعتبر أن دورها في الاسترقاق كان محدودا أو شبه معدوم، فيما كانت بوابة النخاسة وظاهرة السيبة والحروب المتبادلة، أبرز بوابات الاسترقاق في موريتانيا.
واستعرض ولد محمدو خلال عرضه مجموعة من النصوص التاريخية والفتاوى التي تتعلق بتاريخية الرق في موريتانيا قبل أن يخلص إلى أنه كان فاقدا لشرعية الابتداء وشرعية الاستمرار. وتحدث ولد محمدو في عرضه لروافد الرق في موريتانيا، عن " علاقات الرق" قائلا إن المجتمع في الحالة العامة لم يكن يراعي تعاليم الشريعة فيما يتعلق بالرقيق وقد كانت الإهانة والتجهيل أساس المعاملة بين السيد ورقيقه إلا في حالات نادرة. وتحدث عن ولد محمدو عن طبيعة مجتمع لحراطين والخصائص العامة لهذا المجتمع، ووصفه بأنه مجتمع منتج، قروي منفتح، فيما استعرض تحليلات عامة عن أسماء لحراطين وعلاقتها بالهوية الخاصة لهذه الشريحة، قبل أن يخلص إلى فصل يتعلق بالرق في ذاكرة الأمثال والأدب في موريتانيا مستعرضا نماذج فصيحة وشعبية تتعلق بحضور العبيد ولحراطين في ذاكرة الأدب.
وفي الفصل الثاني تحدث ولد محمدو عن الرؤية الإسلامية للرق، معتبرا أن الإسلام جعل الرق قانونا حربيا استثنائيا، وأنه لم يرده ابتداء وأنه فتح بوابات كثيرة نحو الحرية، قبل أن يخلص إلى محور " الرق في دفاتر الفقهاء الموريتانيين" مستعرضا نماذج متعددة من فتاوى العلماء الموريتانيين حول القضايا المتعلقة بالرق وأحكام الرقيق في الإمامة والشهادة والزكاة والملك والتملك والأحوال الشخصية والعتق والولاء إلى غير ذلك، وخلص الباحث في عرضه إلى القول " إن دور الفقهاء كان أقرب إلى السلبية في هذا المجال، وأنهم الآن يرفضون الحديث في أزمة بالغة التعقيد تحتاج من يقول رأي الشريعة فيها"
قبل أن يخلص إلى استعراض مواقف الحكومات الموريتانية المتعاقبة، ومواقف التيارات السياسية حول القضية.
وقد عقب على العرض الأول كل من الأستاذ عثمان ولد بيجل الذي استعرض ما اعتبره نقاط القوة والضعف في الكتاب ورأى ولد بيجل أن شمولية التناول، والإقرار بعدم شرعية الرق، والاعتراف بخصوصية لحراطين كلها نقاط قوة مضيفا إن الكتاب يمثل اعتراف مهما من كاتب بيظاني بحقوق لحراطين وثقافتهم ، لكن الانحياز للتيار الإسلامي على حساب حركة الحر كان من أهم نقاط الضعف في الكتاب وفق تعبيره. ودعا الأستاذ عبد الله مامادو با إلى معالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية للرق، مشيدا بالكتاب ومنهجيته في التأليف، وطالب مامادو با بتحليل مواقف أما الباحث الحافظ ولد الغابد فقد رأى أن الكتاب استخدم منهج الاستدلال الجزئي بدل الكلي مشيدا بالمنهجية بشكل عام، وداعيا إلى أن عدم تحميل الفقهاء مسؤولية كل شيئ. أما النائب عن حزب التحاف الشعبي التقدمي، السيدة المعلومة منت بلال فقد انتقدت – رغم اعترافها بأنها لم تقرأ الكتاب بعد - ما اعتبرته مستوى من العموميات في التناول السياسي للقضية، وعدم الجرأة على تحديد المسؤوليات التاريخية تجاه القضية، وطالبت منت بلال الإسلاميين بإصدار مواقف واضحة تجاه الرق والأرقاء، معتبرة أن تهميش حركة الحر في الكتاب هو أمر غير مقبول. فيما قال رئيس نجدة العبيد بوبكر ولد مسعود إن على الإسلاميين أن يصدروا مواقف واضحة، وفتاوى جلية بشأن العبودية في موريتانيا بدل الالتفاف على القضايا الواضحة، ومحاولة إلباسها لبوسا شرعيا.
|