آدرار : تعطل السياحة يقضي على آمال الفقراء (صور) |
الأحد, 12 أغسطس 2012 12:27 |
"في الماضي كنت أجني 200 ألف أوقية، كأقل أجر في رحلات مع النصارى، كنت أعمل دليلا في عدة رحلات في الشهر الواحد، وبالتالي أحصل على مبالغ مالية محترمة خلال موسم السياحة، أما الآن فلا أحد فالسياحة وعائداتها في خبر كان".
هكذا يتحسر محمد السالك ولد حجار على " النصارى" الذين توقفوا قوافلهم السياحية عن موريتانيا وبالتالي " لم يعد أمامنا غير المتنزهين من الموريتانيين وفي الغالب فإنهم لا يملكون ثقافة السياحة ولا ينفقون من أجلها المال الكافي. حال ولد حجار يشبه حال المئات من الشباب والنساء في ولاية آدرار، يقول هؤلاء إن " كثيرا من أرزاقهم كانت مرتبطة بالنصارى، والسياحة، وهم الآن في فقر شديد. تتعدد ملامح هؤلاء ففي شنقيط تطارد بائعات التحف والخزف أي سيارة غير معهودة في المدينة، ويطالبن القادمين بشراء كميات معتبرة.
وتضيف زميلتها منت يحيى " عليكم أن تبلغوا الرئيس أننا هنا في شنقيط نواجه أزمة كبيرة، لا أحد يشتري بضاعتنا التي تكلفنا فيها مئات الآلاف من الأوقية" وتطالب اليخير وزميلاتها السلطات القائمة على السياحة في موريتانيا بشراء بضائعهن أو تقديم دعم مالي يساعدهن على مواجهة الظروف الصعبة.
وفي منطقة أخرى من أطار يقول الشاب معاوية ولد الجد " لقد تأثر كل شيئ في هذه المنطقة، منذ توقف السياحة، وقد تضررت مداخيل المواطنين بشكل كبير، نحن هنا في متحف اتويزكت نواجه ظروفا صعبة بفعل تراجع السياحة واختفائها في أغلب الأحيان"
موسم المال
يقول ساكنة آدرار إن مواسم السياحة كانت توفر مهنا كبيرة لمئات من الشباب والنساء العاطلين عن العمل، حيث يعمل أكثر هؤلاء مرشدين للسواح، وفيما يعمل آخرون جمالة يحملون السواح على الإبل بين رمال آدرار المتحركة، وجبالها الذهبية، وواحاتها الخضراء ذات الجمال الباهر.
ويقول المرشد السياحي السابق محمد السالك ولد لحجار " في الماضي كنت أبيع " بيت الدخان" القديم ب 4000 أوقية للنصارى، وتبيع السيدات بقايا ملاحفهن بعدة آلاف من الأوقية،أما الظروف الآن فهي بالغة الصعوبة. ويقدر عدد المرشدين السياحيين في الولاية بعدة مئات، فيما يستفيد عدد مماثل مع النساء والعمال اليدويين وملاك الفنادق والشاليهات السياحية من مداخيل مالية معتبرة جراء وفود السياحة
وتعترف أكثر من جهة سياسية وإدارية في آدرار بتدهور قطاع السياحة، كما اعترف الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال برنامج لقاء الشعب في أطار بتراجع السياحة في تلك الولاية الفقيرة. ويقول رئيس اتحادية السياحة في آدرار ساليمو ولد اسليمان إن العصر الذهبي للسياحة في آدرار كان خلال الفترة (1996- 2007) وسجل أكبر عدد من السياح خلال الأعوام 2002 – 2003 – حيث وصل العدد إلى 20.000 سائح.
وقد وصل حوالي 12.000 من هؤلاء عن طريق رحلات مباشرة من فرنسا إلى أطار، أما البقية فوصلت عبر دول الجوار، وبالطرق البرية.
وعن المناطق التي تستقطب أكبر عدد من السياح قال ولد اسليمان إن منطقتي شنقيط التاريخية، وترجيت السياحية يستقطبان أكبر عدد من السياح تليهما وادان وهي كذلك مدينة تاريخية، لكن بعدها يؤثر على استقطابها للسياح، وعلى العموم تشكل المنطقة الشرقية من الولاية منطقة جذب سياح.
السياحة في خير
حيث يعتقد الشيخ السابق لمقاطعة ولد ينجه الطيب ولد سيدي أبات أن السياحة في ولاية آدرار وبقية مناطق موريتانيا تشهد تحسنا ملحوظا. ويقول ولد سيدي أبات التي يزور واحة تيرجيت السياحية لأول مرة في تصريح للسراج " إن تراجع السياحة في موريتانيا سابقا كان ظلا لتراجع الاقتصاديات الدولية الكبرى وأن الغربيين بشكل عام انكمشت قدراتهم المالية بحيث تراجع أغلبهم عن العادات السياحية لصالح تحقيق ضروريات الحياة" ويرى ولد سيدي ابات إن الجهات الحكومية المختصة في ظل النظام الحالي استطاعت إنقاذ السياحة وإعادة الحياة إليها. ترى هل يشارك كل أهل آدرار شيخ ولد ينجه رأيه في هذا الصدد.
|