أطار : الدراجة وسيلة نقل تتحدى الجبال والسنين (صور)
الخميس, 16 أغسطس 2012 16:48

أحد رجال أطار في رحلة يومية على الدراجةأحد رجال أطار في رحلة يومية على الدراجةالسراج - أطار/تعود المسن عبد الله منذ سنوات طويلة على استخدام دراجته الصغيرة كل صباح في طريقه اليومي إلى سوق مدينة أطار هنالك يتمكن من شق الزحمة، والتجول في الطرقات الصخرية لمدينة أطار بمهارة ورشاقة.شأن عبد الله في ذلك شأن العشرات من المسنين في مدينة أطار وضواحيه، ومنذ عشرات السنوات أيضا حتى ما قبل الاستقلال.ووفق السكان المحليين فإن الدراجة هي وسيلة النقل الأقل تكلفة والأكثر ملاءمة للطبيعة الصخرية للمدينة.

 

الدراجة الأولى

مسن آخرمسن آخرويقول أحد الوجهاء التقليديين في مدينة أطار إن أول ظهور للدراجات في مدينته كان في سنة 1941 عندما استجلب التاجر المشهور همدي دراجتين لابنيه (محمد محود والدهاه) وبعدها بعام واحد جاءت الدراجة الثالثة اشترت السيدة الشريفه"امرأة كانت تلقى احتراما كبيرا من قبل السكان "

الدراجة داخل السوقالدراجة داخل السوقوكانت الشريفة تؤجرها دراجتها للسكان حينها لأول مرة في تاريخ المدينة .

وقد شهد العام 1956 نقلة نوعيه حيث انتشرت الدراجات وكانت تستخدم حينئذ على نطاق واسع للتنقل بين الوديان, وحمل الأشخاص والأمتعة ,,وعرفت بالقوة والتحمل.

عسكري يقود دراجتهعسكري يقود دراجتهوفيما كان أغلب ساكنة موريتانيا يرغبون عن وسائل النقل الحديثة ويلقبونها " بحمير الحديد" وجد سكان أطار في الدراجات صديقا للبيئة ومساعدا ضد قسوة الطبيعة.

الدراجة هدية الأطفال عند الختانالدراجة هدية الأطفال عند الختانويعتقد بعض المسنين في المدينة أن لركوب الدراجة فوائد صحية مهمة أبرزها تمرين أعضاء الجسم، إضافة إلى فائدة تربوية، تعني أن " مركوب المسلم ما تيسر" تماما كما أن طعامه كذلك، إضافة إلى أنها وسيلة نقل غير مكلفة، لا تحتاج علفا ولا وقودا يقول أحد المسنين.

ويتميز المسنون في أطار بالإيجابية الكبيرة، فهم يمارسون أغلب المهن اليدوية، ويصرون على العمل معتقدين أن قيمة الإنسان هي ما ينتجه، وأن العمل والكدح هما السلاح الوحيد الذي قهر جبال آدرار السمراء.

سفينة الجبال

 

وفيما كانت الجمال قديما سفينة الصحراء بدون منازع، فإن سنوات الجفاف التي تعاقبت على ولاية آدرار، جعلت السكان يلجأون إلى الدراجات بشكل متزايد ينضاف إلى ذلك وعورة المسالك واستعصاؤها على السيارات القليلة حينها, إضافة إلى ضيق ممرات المدينة القديمة "القصبة" حيث تتيح الدراجة تنقلا أسهل بين الممرات والأزقة .

رفيق الشباب والشيوخ

ولاتزال الدراجة تحافط على وجودها كوسيلة نقل أساسية ,حيث أن أغلب العوامل التي أدت إلى ظهورها قبل سبعين سنة لازالت موجودة فبعض شيوخ المدينة من المحافظين يتمسكون بها كوسيله النقل يومية لديهم ,للذهاب إلى السوق أو لحمل البضائع و الحاجيات ويعتبرون ركوبهم للدراجة تمرينا رياضيا، يساعد الجسم على الاحتفاظ بلياقته.

عشرات الشباب والتلاميذ يجدون في الدراجات وسيلة نقل إيجابية نحو المدارس وثانوية المقاطعة ويستخدمونها أيضا في رحلاتهم الترفيهية إلى الوديان.

وحتى الأطفال يولون اهتماما كبيرا للدراجة حيث تعتبر الدراجة الهدية الثابتة عند " ختان الأطفال"

رحلة يومية مع الدراجةرحلة يومية مع الدراجةوتواجه الدراجة وسائل منافسة قوية بعد ظهور الدراجات النارية ولكن السيارة هي المنافس الأول للدراجة نظرا لسهولة التنقل  فيها وسرعتها .وهكذا تبقى الدراجة بين توريث الأجداد وتمسك الأحفاد صامدة أمام كل الصعاب , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستبقى الدراجة إرثا تاريخيا بالنسبة لسكان المدينة؟.

 

 أطار : الدراجة وسيلة نقل تتحدى الجبال والسنين (صور)

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox