سوق العاصمة في العيد بين وطأة الزحمة و لهيب الأسعار "صور"
الخميس, 16 أغسطس 2012 17:54

 

سوق العاصمة سوق العاصمة منذ أن اقترب العيد تواظب ميمونة على المجيئ كل يوم إلى سوق العاصمة من أجل التبضع و شراء ما تيسر من ملابس العائلة،   تشتكي ميمونة من لهيب الأسعار و الزحمة في سوق "كبتال" الذي أصبح الدخول إليه في بعض الأوقات من المستحيلات ناهيك عن أعمال السرقة التي تحدث جهارا نهار، تضيف ميمونة.

 

لهيب الأسعار...

زوار السوق أكثرهم نسوةزوار السوق أكثرهم نسوةتقول أيضا ميمونة إن الأسعار شهدت هذه السنة ارتفاعا كبيرا خاصة على مستوى الملاحف و لباس الأطفال، و تضيف ميمونة إن الأسعار تزداد في كل سنة وإنها لا تتناسب مع الحالة المعيشية الصعبة للمواطنين.

ميمونة من بين آلاف النسوة الموريتانيات التي يعتبرن العيد فرصة لا تعوض من أجل اقتناء الجديد في عالم الموضة، لكن الأسعار والحالة الاقتصادية الصعبة للمواطنين من جهة و نقص السيولة والاحتكار من جهة أخرى جعل العيد لهذه السنة ذا طابع خاص.

 

محمد شاب في ربيعه السابع عشر يأتي للسوق لأول مرة وهو بمفرده، يقول محمد إن الكثير من الباعة يضاعف الأسعار  خلال موسم الأعياد حيث وصلت إلى 8000 إلى عشرة آلاف أوقية للبنطلون، أما القمصان فيصل "التيشرت" العادي إلى أربعة 4آلاف و خمسة آلاف في ما يكون ثمنه الطبيعي بين 1500 إلى 2000 أوقية. لذالك فضل أن يشتري فقط دراعة بسيطة و يترك البنطلون إلى ما بعد العيد عسى أن  تنخفض الأسعار.

الباعة يسدون مداخل السوقالباعة يسدون مداخل السوقالباعة بدورهم يعتبرون فرصة العيد  لا تعوض من أجل ترويج بضيعتهم فهو موسم يحضره له خلال السنة.

التجار هنا يشتكون من الكثير من المشاكل التي أرغمتهم على زيادة أسعر بضاعتهم فالضرائب و الشحن وارتفاع الأسعار عالميا و الاحتكار من بين الأسباب التي جعلتهم يرفعون الأسعار.

سيدي محمد تاجر في سوق العاصمة يقول إن هذا العيد شهد إقبالا كبيرا و إن الأسعار لا تعتبر مرتفعة مقارنة مع الأعياد الماضية.

يقول سيدي محمد إن ملابس الشباب العصرية دوما ما يتم استيرادها من الخارج ولذالك يكلف التاجر الكثير من المتاعب و المصاريف على الشحن و الضرائب.

 

زحمة السوق..

تجار الملاحف يفضلون عرض بضاعتهم أمام السوقتجار الملاحف يفضلون عرض بضاعتهم أمام السوقومن ما يزيد من وطأة الموقف هنا في سوق العاصمة أيضا  الزحمة الشديدة فالسوق بطابقه الواحد لا يستوعب الأعداد الهائلة من المتسوقين و الباعة، فبعض التجار المتجولين يسدون الطرق من أجل عرض بضاعتهم.

 

 مريم تاجرة ملاحف تفضل أن تعرض بضاعتها عند أحد مداخل السوق، تقول مريم إنها لا تستطيع أن تتحمل أجرة مكان صغير لا يتعدى نصف متر المربع في أحد المتاجر و الذي تتجاوز أجرته إلى عشرين ألف أوقية للشهر خاصة في زمن الأعياد، ولذالك تفضل أن تعرض تجارتها هنا في أمام السوق و عند أحد المداخل.

تقول مريم إن الشرطة دائما تشن عليهم حملات لكن عندما يقترب زمن الأعياد يتركونهم.

تطالب مريم أن يتم بناء سوق جديد لهم إذا كانوا سيرحلون من هذه المنطقة لأن أكثر التجار في السوق هم متجولون ولا يتحملون تكاليف أجرة المتجر، تقول مريم إنها تعرف خطورة الزحمة داخل السوق وإذا ما شب حريق لا قدر الله يمكن أن تحدث خسائر كبير في الأرواح و الممتلكات.

ولد الحسن داخل ورشة الخياطةولد الحسن داخل ورشة الخياطةأما عبد الله تاجر في السوق يقول إن السوق قديم و متهالك و يحتاج إلى الترميم و التنظيم و التوسعة، فالأسلاك الكهربائية العشوائية تشكل خطرا كبيرا عليهم كما أن بعض السلالم في السوق أصبحت متهالكة و يجب تريميها، على حد تعبيره.

 

هموم الخياطين...

هنالك شريحة لا تقل شأن عن البائع و المشتري في عالم السوق لكن وبحكم مكانها فهي دائما تكون ضحية منسية.

إنهم عمال السوق أمثال الخياطة، فعمل هؤلاء يعتبر موسميا و دوما ما تنتعش أعمالهم و تبدأ ورشاتهم في العمال فقط خلال موسم الأعياد.

سوق العاصمة في العيد بين وطأة الزحمة و لهيب الأسعارسوق العاصمة في العيد بين وطأة الزحمة و لهيب الأسعاريشتكي خياط "الدراريع" و أصحاب الورشات من الكثير من المشاكل فما بين احتكار الأقمشة من جهة ووطأة الإيجار من جهة أخرى تعاني هذه الشريحة من الكثير المشاكل.

يقول الطالب ولد الحسن إن من أكثر المشاكل التي يواجهونها هي احتكار القماش من قبل التجار فالتجار لا يبيعون القماش إلى قبل العيد  بأيام و يخصون بها أقربائهم و أصحاب الأموال عن باقي الخياطين و لذالك يجب على الدولة أن تراقب هذا المجال.

وأضاف ولد الحسن إن الورشة الواحدة تضم أكثر من 15 عاملا كلهم شباب، ولا يجدون فرصة أفضل من العيد لكن احتكار القماش دائما ما يضطرهم إلى تقليص عمالهم.

 

 

هكذا هي الحال في سوق العاصمة زمن الأعياد هموم تتكرر كل سنة و أسعار تلسع بلهيبها المواطنين و تجارا يبررون، فما بين آمال مشترين وهموم الخياطين و تعب الحمالين يبقى العيد فرصة لا تتكرر يبيع فيها التاجر بعد أشهر من الكساد و يشتري فيها المشتري بعد شهر من الصيام.

 

 

 

سوق العاصمة في العيد بين وطأة الزحمة  و لهيب الأسعار

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox