موريتانيا : تودع رمضان بقصص قتل مروعة
الجمعة, 17 أغسطس 2012 15:36

جريمة بشعةأياما قليلة وينتهي رمضان، وفي كل العالم فإن الجميع يتوقع نهاية سعيدة لرمضان تغفر فيه الذنوب وتنشر فيه السعادة المسروقة من بحر الآلام ظلالها على كل البيوت، في كل البيوت سباق نحو شراء ملابس العيد وإسعاد الأطفال بشكل خاص، ورغم ذلك فإن رمضان 2012 أبى إلا أن ينتهي بحوادث مأساوية في موريتانيا

 

يعيش سكان موريتانيا حالة حيرة ورعب بعد إقدام ممرض موريتاني على قتل أبنائه الأربعة ذبحا مساء أمس في مقاطعة عرفات بعد أن ظل الأولاد الصغار يحلمون بعيد جديد تزينه الملابس التي جلبها الوالدان وفق ما تقول إحدى شقيقات القاتل.

 

لم يبتعد القاتل كثيرا عن مكان جريمته، ووفق مصادر أمنية فقد حاول الفرار لكنه الأمن قبض عليه غير بعيد بعد أن تلقى لكمات من بعض المراهقين من جيرانه الذي هالتهم الجريمة.

الحسن ولد محمد أربعيني مصاب بأزمة نفسية منذ أشهر يقول أقاربه، وقد تمكنوا قبل فترة من جمع مبلغ "الدية" حيث كان من المنتظر أن يتم عرضه على " حجاب " تقليدي من أجل علاجه من الأزمة العارضة.

يقول أقارب القاتل " إنهم كانوا يهتمون بشأنه ويراقبونه بشكل متقطع لأنه كان " مجنونا لا يبطش"، لكنه ارتكب بطشته الكبرى وفي شهر رمضان وفي أحب الناس إليه حتى وإن كتبت الدماء وآلات القتل عكس ذلك.

هم أربعة أطفال في عمر الزهور تسير أعمارهم بين تسع سنين وسبعة أشهر، قضوا ذبحا وتهشيما للرؤوس، ليسيل بحر من الدماء وآخر من الأسئلة المرة، من يتحمل المسؤولية في كل ما وقع.

عمل الحسن الذي ينحدر من ولاية تكانت أكثر من 15 ممرضا في أقصى مناطق موريتانيا في ولاتة التاريخية، وقبل أشهر كان يبحث في أروقة وزارة الصحة عن فرصة للتحويل ولما يجد بعد وفق أقاربه.

                                            جريمة الأم

في منطقة أخرى من الشرق الموريتاني وبالتحديد في مدينة الرواحل أقدمت فتاة على جريمة مماثلة لا فرق بين الجريمتين في عدد ضحايا ووسيلة القتل، أما براءة الأطفال وضحاكاتهم البرئية وربما بكاؤهم المرتاع فمشترك بين الجريمتين

أغرب ما في هاتين الجريمتين أنهما يأتيان من أكثر الناس حنانا ضد أحب الناس إليهما من أب لأبنائه قبل يوم العيد، ومن أم لرضيعها ذي الأشهر الثلاثة.

ويشيع في موريتانيا من زمن قتل أطفال البغاء، حيث تلقي أغلب الفتيات المتورطات في أعمال بغاء بأبنائهن في حفر أو ترمي بهن للشارع، ليحدد لهم القدر مسارا آخر بين أن يجدوا أما بديلة أو تغالتهم عاديات الموت السريع، لكن جرائم من هذا القبيل تعتبر الجديد الأكثر ترويعا بالنسبة للموريتانيين.

تضع قصص الموت هذه أسئلة مروعة عن أزمة " المرضى النفسيين " في موريتانيا فوفق إحصائيات شبه رسمية فإن أكثر من 70% من الموريتانيين يعانون اضطرابات عقلية.

وتشيع في الوسط الموريتاني تقاليد اجتماعية لا تحبذ علاج الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية وتعتبر أن علاجها قد يؤدي إلى سخرية الآخرين وجلب العار للأسرة، وغالبا ما يترك الموريتانيون أبناؤهم وبناتهم المعزولين يواجهون اضطراب الحياة باضطراب ظروفهم النفسية.

 

 

زمن الموت

 

وكانت موريتانيا قد شهدت حوادث قتل وانتحار مروعة، تسارعت وتيرها منذ أقل من عامين، فحينما أشعل الشاب يعقوب ولد دحوود النار في جسده قبل أقل من عامين توالت أصابع الموت تختطف بين الحين والآخر مرة شابا معلما يحتج أمام الرئاسة، فيموت إما برصاص الحرس الرئاسي أو البنزين الذي سكبه على نفسه، وسط تدافع للروايات حول وفاته.

يموت ولد المشظوفي في أغلاله أيضا بضرب الحرس، ويموت ولد المعلى بغاز مسيلات الدموع، كل هؤلاء ملامح من عام الموت، فمن لم يمت بالغاز أو الرصاص الرسمي مات بالبنزين، أو بطعنة من أحنى الناس عليه.

رمضان كريم 

    موريتانيا : تودع رمضان بقصص قتل مروعة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox