موريتانيا .. اللافتات التجارية.. دعاية بطعم المسلسلات المدبلجة |
الأحد, 02 سبتمبر 2012 16:57 |
مراد وتشوي ليسا الوحيدين في معرض اللافتات الموريتانية، فهنالك أسماء متعددة من مختلف القارات واللغات وأغلبهايعود لأسماء غريبة على عرف المجتمع وتقاليده، وتُنبئ هذه الظاهرة عن ترسخ وتغلغل ظاهرة متابعة المسلسلات المدبلجة (التركية والمكسيكية) وانعكاس ذلك على واقع الناس بكل تجلياته. ويظهر التأثير السلبي لهذه الظاهرة بفرضها لمسلكيات تتنافى مع المرجعية الإسلامية للبلد وثقافته... حيث يقف مجتمعنا حائرا ومتسائلا: كيف نزاوج بين الفقر والجوع والأمية والبطالة وبين البذخ والفلل الراقية والترف والحب الضائع؟. تأثر واعتزاز...
محلات تجارية بأسماء مسلسلات وأبطال...
بعض المحلات التجارية في أحياء وسط العاصمة تحمل لافتاتها أسماء غريبة أفرزتها هذه الظاهرة، بقالة "اخوان ميكل" وعلى بعد أمتار وفي نفس الشارع بقالة "مراد علي اندار" وغير بعيد من ذلك حانوت "الليالي الحلمية"، وبقالة وادي الذئاب، وفي مكان آخر صالون "مارتشوي"، وحانوت نور ومهند وبقالة ميماتي .. وميماتي تلكوم ..والقائمة تطول وتتشعب... وما لم يصادفنا أعظم لو تتبعناه. هروب من الواقع.. يأتي حرص الشباب على متابعة هذه المسلسلات المدبلجة من ظاهرة البطالة وحالة الفراغ العاطفي والرغبة في العيش في اجواء رومانسية مشابهة بعيدة عن الهموم التي يعيشها واقعه الأليم حيث الفقر والجوع والأمية والبطالة وأوقات الفراغ، كما أن أحد تجلياته الهموم والمشاكل التي يعيشها شبابنا بسبب المحن المتزاحمة من تبعات السياسات الدكتاتورية الظالمة للحكومات التي تتعاقب ولا تزال على نهب ثروات البلد وتجويعه. .
الإعلام والموضة
استطلعت "السراج" رأي أصحاب بعض هذه المحلات للاطلاع على الأسباب والدواعي الكامنة وراء هذه التسميات.. زارت مسير بقالة اخوان ميكل في حي الفلوجة وسألته عن دواعي التسمية فلم يذكر لها إصرارا منه على الإسم، وإنما استقر هذا الإسم في خلده وسيطر على مشاعره حتى وجد نفسه قد جعله عنوانا لمحله، كما يراه عاملا مهما في التمييز وتحصيل الشهرة باعتبار أن مسلسل مارتشوي الذي ينتمي له البطل اخوان ميكل هو موضة الوقت الحالي، وقد سألناه ما إذا كانت لهذه التسمية تأثير في جلب الزبناء فذكر أن النتيجة العكسية هي ما يحصل في بعض الأحيان فالكثير من الناس يعيب عليه هذه التسمية خصوصا الشيوخ المسنين.. بينما ذكر صاحب حانوت مراد علي اندار أن حانوته كان موجودا في سوكوجيم بنفس التسمية منذ سنوات وتم تحويله إلى حي الفلوجة وأبقى على تسميته كما كانت حيث يرى أن غالبية المواطنين يعطون أهمية كبيرة لمثل هذه التسميات بفعل تأثير المسلسلات المدبلجة في حياتهم ويراها عاملا من عوامل التميز والشهرة لا غير. وقد استطلعت "السراج" آراء المدونين والفاعلين على الشبكة العنكبوتية الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" فكانت تعليقاتهم ما بين مستغرب لهذا السلوك ومستنكر له وبين مُقرِ له ومؤيد، وثالث يراه نتيجة حتمية لتأثير الإعلام الأجنبي ولا فرق عنده بين ما تعرضه القنوات العربية وما تعرضه القنوات الأجنبية التركية والمكسيكية.. المدوِّن: أبو محمد عبد الفتاح يرى أنه "لا فرق بين المسلسلات العربية وبين تلك المدبلجة وما يوجد من مخالفات ومنكرات في الأولى يوجد في الثانية... بل إن بعض المسلسلات العربية تفوق تلك المدبلجة بالفساد والسوء.." ويذهب المدون –عبد الفتاح- أبعد من ذلك حين يرى أن معيار التنافس بينها يعتمد على أيهما أكثر إفسادا للمسلمين وارتكابا للمعاصي والمنكرات.." ويرى مدون آخر باسم "بنت الجنة" أن هذه الأسماء "يتم اختيارها عادة حسب ما يجذب الناس أكثر.. مما يعني أن التجار لا حظوا انجذاب العامة لتلك المسلسلات... فأرادوا مخاطبة العقول الباطنة وما تحمله من حب لا إرادي لتلك الأسماء"... ويذهب هذا المدون (بنت الجنة) إلى أبعد من ذلك حتى ذكر قصصا واقعية عرفها في محيطه الاجتماعي حيث يقول:..أذكر سيدة قريبة لزوج ابنة خالتي كانت من عاشقات "مهند" ويروى عنها أنها كانت تعطر الصالة وتبعثر في الجو أنواع العطور الغالية والبخور وتتزين حتى تكون بأبهى حلة ترقبا لمسلسل "نــور" .. حتى لا ترى الحبيب مهند إلا في حالة الأميرة لتثبت لنفسها أنها أفضل من "نــور" .. أما المدوِّنمحمد حيدرة مياه فيرى أن "الظاهرة ظاهرة موضة..ففي حرب تموز 2006 كانت هناك بقالات تسمى "بقالة حزب الله".. وكذلك في أيام حرب غزة "أطلق اسم "غزة" على بعض المحلات التجارية والأماكن..
|