الطينطان..مدينة غارقة في المياه وسكانها يفتقدون عصب الحياة "صور"
الثلاثاء, 04 سبتمبر 2012 16:09

سفينة أبناءمنذ أزيد من أربع سنوات غرقت مدينة الطينطان في بحيرات المياه المهاجرة من هنا وهناك..من الوديان والكهوف ومجرات الجبال المجاورة..غرقت المدينة بعد أن كان سكانها يحلمون بأن تكون المدينة التاريخية الحديثة في"التاريخ الحديث الموريتاني" نتيجة الرواج الذي شهدته التجارة وسوق العمل داخلها. ويوم كان الكل يتنبأ بمستقبلها الواعد الزاهر..غير أن القدر أراد لها ولأهلها ما أراد:..فيضان ودمار..وجوع وعطش..وإفلاس وترحيل.

نقطة توزيع المياه على أهل المدينةنقطة توزيع المياه على أهل المدينةواليوم لا تزال المدينة محاطة بالمياه المهاجرة و"المهجرة" للسكان عن مساكنهم التي بنوها فعرفوها وآلفوها, لكن هناك شيء جديد فريد..إنه العطش..العطش الذي يخيم على ساكنة المدينة عن بكرة أبيها رغم أن وضعيتها يعلمها القاصي والداني.

..إنها مدينة الطينطان المدينة المنكوبة التي عصفتها زوابع الزمن العاتية فأغرقتها في هموم كثيرة لاتطاق, وغيبتها في ظلام دامس لا يغيب.فشرب السكان كأس المأساة من قريب دون رقيب, فكان العطش حليفهم وحبيبهم طيلة الفترة المنصرمة منذ أن تفجر في المدينة بركان"المأساة"شلالا متدفقا فوق كل ربوة وجزء من المدينة المتواضعة في هزيع الليل الأخير..وحينها احتارت قريحة الحاضر والغائب واضطربت خاطرة الجميع,

 

ثنائية قائـــــمة.."العطش والغبار"

إمام وعضو رابطة آباء التلاميذ يتحدثيعاني سكان مدينة الطينطان موجة عطش شديدة لا يكاد يصفها إلا من عايشها عن قرب أو لقي من عايشها على الأقل. فالمدينة تشهد حالة من العطش غير مألوفة,

 شارع رئيسي ينبعث منه الغبارشارع رئيسي ينبعث منه الغبارخصوصا أنها مدينة منكوبة منذ فترة من الزمن وكان من التصور أن توفر لها مقومات الحياة من التمويلات التي قدمت لها من طرف الدول, إن لم تبادر الدولة الحاكمة بتوفيرها.

غير أن الذي يلفت النظر هو أن مأساة سكان مدينة الطينطان لا تقتصر على عدم توفير الماء الذي يعتبر عصب الحياة ولا تمكن الحياة بدون وجوده. بل تجاوزتها إلى الغبار الكثير الخطير الذي تشكو ساكنة المدينة منه بسبب تردي الطرق داخل وخارج المدينة. فقد تسبب وجود الغبار الكثيف بين سكان إلى إصابة بعض الصبيان بالمرض الذي يعرف ب"بروشيت- الزكام" وهو ما استوجب من بعض ساكنة المدينة الذهاب إلى"داكار" لمعالجة الصبيان المتضررين منه. يقول سيد محمد ولد محمد المختار إمام المحضرة بمدينة "طيبة" وعضو رابطة آباء التلاميذ.

 

"شراب المعــــــز"

صاحب مخبرة يشكو قلة الماء وخطورة العطشصاحب مخبرة يشكو قلة الماء وخطورة العطشيصف المواطن إسلم ولد سيد محمد العملية التي تقوم بها الدولة من أجل توفير الماء الشروب لساكنة المدينة"بشراب المعز". ذلك أن الخطة المطروحة لا تكفل حاجيات المواطن العادي حسب قوله.

فالدولة تقوم بتوزيع الماء على الأسر في الأسبوع مرتين وبمعدل برلين من الماء "بريكة", في طابور يذكر بحياة اللاجئين أو المشردين في المجتمعات المنكوبة. مع العلم"والبريكة" لا تكفي الأسر في يوم واحد أحرى يومين يقول المواطن سيد ولد محمد.

يعيش أغلب مواطني مدينة الطينطان  في هذه الحالة منذ فترة من الزمن غير قصيرة, وقد قام المتضررون بمحاولات عدة مع الوالي والجهات المعنية, كلما ضاقت به الحال وحل بهم العطش الذي لا يقاوم. إلا أن تلك المحاولات لم يكن لها حظ من الحل..فظل المواطن"الطينطاني"يعيش على فترة من التسلية من طرف الوالي يقول الإمام سيد محمد ولد محمد المختار.

..عائق دون السكن

عربة في طريقه لجلب الماءعربة في طريقه لجلب الماءلأنه عصب الحياة وبدونه لا يمكن أن تقوم أسرة حتى ولو كانت تملك ملأ الأرض ذهبا, فقد كان عدم وجود الماء"عصب الحياة" في بعض أطراف المدينة المتواضعة عائقا دون استطاعة بعض الأسر السكن في أمكنتها الممولكة لها"قانونا".فهناك مجموعة من الأسر حرمت متعة السكن في قطعها الأرضية لعدم وجود الماء فيها.

فالماء هو الحياة وبدونه لا حياة ولا سكن ولا استقرار..إنه الأساس الأول الذي لا يحتاج إليه الإنسان والحيوان..المريض والصحيح..الذكر والأنثى.

........

أسرةبعد سنوات من النكبة التي شهدها العالم أجمع وتأثر بها الكون بأسره وعمل من أجل إنقاذ أهلها الغني والفقير..لا يزال سكان مدينة الطينطان يعيشون لحظات"النكبة"بكل تفاصيلها, والتي أهمها"اليوم" ظاهرة العطش الشديد التي قد تحصد أرواح المئات من ساكنة المدينة إذا استمر الوضع على هته الحال ردحا من الزمن.فالسكان سيجدون أنفسهم عاجزين عن الصبر على العطش في دولة عهدت بتصدير الطاقة لدول الخارج..وقد تقول غدا بتصدير الماء.فالماء والكهرباء ثنائية قائمة.

يبقى سؤال الزمن وكذا أهل المدينة هو..إلى متى تظل النكبة تخيم بظلالها على ربوع المدينة"المنكوبة العطشى"..إلى متى يظل المسكين "الفقير" يحرمان من حفنة ماء ولو بثمن باهظ حتى...؟؟..؟؟

الطينطان..مدينة غارقة في المياه وسكانها يفتقدون عصب الحياة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox