قبل قرابة ثلاث سنوات قرر شباب وأطر ووجهاء قرى "بورات" (60 كلم جنوب مال) بولاية لبرزاكنة إنهاء التقري الفوضي الذي عانوا كثيرا منه، وأجمعوا رأيهم على التجمع في منطقة واحدة تمكنهم من الاستفادة القصوى من كل ما هو متاح من خدمات ومرافق عمومية، وكانت "بورات" الاسم الذي تم احتياره لتنتقل إليه 25 قرية كانت تقطن المنطقة منذ فترة.

تقدموا وقتها بمطالب كثيرة للسلطات العمومية، وفت ببعضها ولا تزال مطالب أخرى معلقة تنتظر الحل العاجل.

ومن أهم المطالب التي لا تزال دون حل هي مشكلة المياه؛حيث يطالب أهالي "بورات" بتوفير نقاط للمياه قبل أن تصلهم مياه مشروع "آفطوط الشرقي"، حيث تعاني المنطقة من ندرة المياه رغم وجود بعض النقاط لا تسد الحاجيات المتزايدة من أعز مفقود، كما  يطالبون  بجعل "بورات" مقاطعة مركزية معتبرين أن ذلك سيحول منطقتهم إلى قطب تنموي حقيقي، نظرا لموقعها الاسترتيجي وكونها تقع وسط ما بات يعرف بـ "مثلث الأمل" حيث يضم تجمع "بورات" كثافة سكانية معتبرة تزيد على 7000 نسمة حسب تقديرات محلية، ومن أهم المرافق التي لا تزال مطلبا معلقا هي بناء إعدادية في أسرع وقت، إضافة لناء ابتدائية ثانية على أقل تقدير، والتوزيع السريع للقطع الأرضية للمواطنين حتى يتكمنوا من استغلالها والانتقال لها بشكل نهائي، وتوفير السياج  من أجل حماية مناطقهم الزراعية، كما يطالبون بأن تكون منطقتهم ملتقى لطريقي "شكار ـ مال ـ مونكل" و "الغايةـباركيول ـمونكل"

ويثمن سكان المنطقة ما قيم به حتى الآن، فقد بدأ بناء مجمع إسلامي، يضم مسجدا ومحظرة وسكنا للإمام ومعهدا إسلاميا، وبلغ مراحل متقدمة، إضافة لابتدائية تضم تسعة أقسام، وسوقا، ومستوصفا من فئة "ب" و3 بنايات للدرك، إضافة لوضع مخطط عمراني للنمطقة، وبرمجتها ضمن المستفيدين من مشروع آفطوط الشرقي، وتشييد وترميم ثلاثة سدود.

وفي انتظار تحقيق بقية المطالب، وبدء استغلال ما هو تحت الإنشاء؛ يبقى الأمل يحدو سكان "بورات" في أن يجتمعوا في منطقة واحدة يتمتعون خلالها بكل مقومات الحياة الكريمة.