أحياء الكزرة هي الأكثر تضررا من الأمطارتعيش العاصمة نواكشوط كغيرها من المدن الموريتانية أوضاعا كارثية بسبب الأمطار، حيث تنعدم منشآت الصرف الصحي للمدن، فتتعطل الطرق الرئيسية وتتجمع البرك والمستنقعات التي تجمع الباعوض وتنقل الأمراض بين المواطنين ومما يزيد الطين بلة حين يقع الأطفال والسيارات في شراك المستنقعات بفعل التسيب والإهمال من لدن السلطات.
العاصمة نواكشوط حُظيت بنصيب الأسد من هذه الأضرار، حيث أثرت عليها الأمطار بشكل كبير بسبب عدم توفرها على منشآت الصرف الصحي مع زحمة المرور وحركة المارة التي لا محيد عنها. أحياء الترحيل : الامطار تزيد من عطشنا !!!!وضع كارثي تقف الدولة عاجزة عن الحلول الناجعة له.. حتى الحلول الترقيعية والآنية التي تستخدمها البلدية من قبيل عمليات الردم في بعض الأحيان.
وكثيرا ما تتأخر السلطات الإدارية في معاينة الأضرار، ويقتصر تدخلها على أماكن محدودة تراها أكثر أهمية من حيث الاعتبارات الإعلامية كوسط العاصمة والمناطق القريبة من المراكز الحكومية الحساسة، ويتمثل التدخل في استجلاب البلدية لسيارات صهاريج تقوم بسحب المياه وبعض العمال لمساعدة بعض الأهالي على إخراج ممتلكاتهم من مستنقعات المياه التي تنتشر وسط المدينة وإحياءها المنخفضة. هذا المواطن ضاعت امتعته التي حصل عليها بشق الأنفسوقد أدت التساقطات المطرية الأخيرة إلى قطع طريق الأمل بالقرب من نقطة الخروج شرق العاصمة مما أدى إلى زحمة مرورية في تلك النقطة دفع أصحاب السيارات الصغيرة ثمنها باهظا.
معاناة تبدأ من وسط العاصمة وحتى ضواحيها معاناة بلغت الدرجة القصوى للخطر.. فحيثما توجهت عاقتك السيول والبرك الراكدة في مشهد امتزجت فيه المستنقعات مع القمامة وجثث الحيوانات النافقة.. مشهد ينذر بكارثة محققة.. سكان أحياء الترحيل الجدد كان لهم حظهم الوافر من هذه الصعوبات.. لم تشفع لهم جِدة الأرض وبياضها من حديـــــــــــــــــــــــــــث الصــــــــــــــــــــــورة معاناة يتقاسمونها مع سكان "كزرة اسبيخه" الذين كان لهم الحظ الوافر من الأضرار التي طالت ممتلكات وشردت أسرا منهم، حتي تركتهم دون مأوى.. حطمت الرياح العاتية التي سبقت الأمطار أكواخا عديدة تعد هي السكن الوحيد لدى شريحة واسعة من الساكنة التي يعيش أغلبها تحت وطأة فقر مدقع وحياة بائسة بعيدة من مصادر الرزق وأبجديات الحياة المتمدنة.. فلا الماء ولا الكهرباء متوفران في هذه المناطق، وتبقى الوسيلة الوحيدة لديهم للحصول على مياه الشرب هي عربات الحمير التي تتأثر بصعوبة الطريق وبعد المسافة مما يضيف هو الآخر زيادة على سعر البرميل.. وليست سيارات النقل العمومي أقل حظا من هذه الاعتبارات في ظل الزيادات الجنونية لأسعار المحروقات.. ويبقى المواطن المسكين هو المطحون تحت عجلة الزمن والتطور.. الأحياء الشعبية في نواكشوطوينتظر المواطنون تدخل الدولة بصبر جميل في كل مرة تجرفهم فيها السيول وتقتلع العواصف أكواخهم،...ولو جزءا يسيرا من التعاطف معهم يكفي فيه سؤالهم عن حالهم وتعداد أضرارهم وإن لم يترتب على ذلك شيء فعلي.
جل من التقيناهم وتحدثنا إليهم يذكرون أضرارا لحقت بأمتعتهم ومنازلهم.. المواطن امبارك ولد إميجن صاحب كوخ تضررت أمتعته من جراء إحاطة المياه بمنزله وتلف ما لدية من مواد غذائية حصل عليها بشق الأنفس، وقد صرح مواطن آخر لموفد السراج بأنهم يستغربون تجاهل الحكومة والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني لأوضاعهم الخطرة التي تنذر بكارثة حقيقية تصعب السيطرة عليها إذا ما واصلت السلطات تجاهل أوضاعهم بهذه الطريقة..، ويبقى التساؤل المرسوم على كل الشفاه المتعبة الحائرة هو هل يستطيع السكان تحمل تراكم المستنقعات والبرك الواحدة على الأخرى؟ ماذا تنتظر الحكومة لوضع خطة تدخل وإنقاذ عاجل؟ ومتى يعكف ولاة الشأن العام على وضع مقاربات وستيراتيجيات تنفذ بالفعل منشآت صرف صحي لمدينة نواكشوط وأحيائها الجديدة التي مازالت لم يضايقها العمران والزحام؟؟ قبل أن يستعصى إنشاؤها من جديد كما هو الحال في وسط العاصمة نواكشوط؟؟!!.
|