افتتاحية السراج : أولا يعلم الرئيس ؟ |
الخميس, 27 سبتمبر 2012 14:26 |
وقال قائل آخر وليس ببنا وبين الرجل أزمة فلا ننازعه ملكا ولا نعارضه رأيا، وقال قائل : وليس بيننا وبينه دين قديم ولا آخر حادث، فلم يرسل علينا شرطته كل صباح ومساء يطاردوننا كالجرذان المذعورة، ويفسدون ما حصلنا من سقط المتاع. ولما لم تسعفهم الفراسة تنادوا مصبحين مرات إلى القصر الرئاسي فلم يستقبلهم غير حرسي جاف متوجس منها شرا وضع يده على الزناد فهو يتحرى الأمر بإتلاف أرواحهم بعد ممتلكاتهم.
يصرخون : أي رئيس الفقراء إئذن لنا بلقاء أو اسمع منا كلمة، فييجيبهم الصدى إن تنادون إلا رجل حشى أذنه من عجين المدح وقطن التغافل فليس يسمع إلا ما يسره وما يضحكه، يم يعلو الصراخ والنداء فلا يجدون جوابا غير أن فخامة الرئيس يسعى لإصلاح ما بين الخافقين وتنظيف الأرض ممن فوقها من الفقراء وما فوقها من أمتعتهم. أو لا يعلم الرئيس ومن يبلغه الخبر أن عربة خضار البوعزيزي أسقطت عربات ومصفحات زين العابدين ورمت به حيث لا أهل ولا صديق، وأن البوعزيزي هو روح مخلدة في دماء المسحوقين، متى اشتعلت لم تجد من يقف في وجهها. متى ينصحون الرئيس بأن غضب الفقير لعنة تحل على الطغاة فتسحقهم وأن دعواته الضارعة إلى الله بوارق غضب ماحق لا تبفي ولا تذر، متى يعلم هؤلاء. متى يقتنع هؤلاء أن النظافة تعني تعبيد شوارع العدل وتوسيع مجاري الحريات، وحماية منشآت الرحمة، ومتى يعون أكثر أنهم الأحق أن يكنسوا من حياة الشعب، قبل أن تجرفهم مكنسة الفقراء الغاضبين بقلم محمد سالم ولد محمدو |