لو كان الطّائيُّ اليوم حيا.. لما عقر فرسه !
السبت, 09 مارس 2013 10:40

 

عقر حاتمُ فرسه ليكرس تاج فضيلة على رؤوس "العُربان" غير مدرك أن تلك المحمدةَ التي تجسد الإيثار في تجلياته الأسمى، ومعانيه العظمى، أضحت اليوم مثلبا في العرض وفضيحة على الأرض؛ لأن "طائيي" العصر أو "حواتمه" استغلوا مجد كُميتِ فتى العرب وكريمِها ومضرب مثلها في جشعهم الخسيس، فدنّسوا طُهره بسُعارهم المادي ولطخوا برائته بفجورهم المدمر، ليختلط حابل الخيل بنابل البقر في فضيحة هزت العالم، وستبقي تداعياتها المزلزلة للثقة ما أُكل ذو ظلفٍ أو حافرٍ أو نابٍ أو منقار ..!!

وليصبحَ الفرس مدار التّندُّر والتّقزُّز والاستهزاء بعد قرون حافلة بالقوة والعظمة والعطاء، ولتَطرَح كذلك قضيته استفهامات كبرى تستحق مراجعة لوائحِ الأغذيةِ والأدوية المتداولة في كل بقاع العالم .. ولئن رجعت عقارب الزمن إلى الوراء لفكّر الحاتم وقدّر ثم فكّر وقدّر قبل أن يعقر فرسه؛ تجفيفا لمنابع الغش وتطهيرا لأوكار التدليس ..!!

ولأن الأصل في الأشياء الإباحة... ولأنه للضرورة أحكامها فلربّما وجد خبراء الغش ورُوَيبِضاتُ الفُتيا مخرجا يرفع الحرج عن ملايين أطنان الدجاج الغير مذكّي، واللحوم المجهولة الحال في كل الآفاق، والأغذية الملوثة والفاسدة والمنتهية الصلاحية التي تغص بها أسواق العالم، والأدوية التي أصبحت مصدرا حيويا للداء والبلاء ..!

ولن يشفع للمتربّحين على حساب صحة وحياة الأبرياء عَرَضٌ من الدنيا يصيبونه اليوم يوم لا ينفع مال ولا بنون، وقبل ذلك نتمنى أن يلقَ هؤلاء المجرمون جزاءهم وِفاقا، فيُضربَ على أيديهم تنكيلا وتشهيرا، ليكونوا عبرة لغيرهم من الفاسدين المفسدين .

 

د/ محمد ولد الخديم ول جمال

لو كان الطّائيُّ اليوم حيا.. لما عقر فرسه !

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox