بقلم: المصطفى ولد إدوم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
الحمد لله, نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده ورسوله, (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )[آل عمران 102] (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) [النساء:1] (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما ) {الأحزاب 70-71 }.
وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» ومن البدع الضالة المضلة ما أحدثته الشيعة وروج له دعاة الشيعة في البلاد الإسلامية وتمثل في تيار جارف يهز الكيانات الإسلامية بعقائد وسلوكيات وممارسات دخيلة عليها فبادرنا بشجبها وتبيان حقيقتها الشرعية انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: «افترقت أمة موسى إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت أمة عيسى إلى اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة » فلما سئل صلى الله عليه وسلم عن تلك الفئة الناجية قال «ما أنا عليه و أصحابي »وإن كان الحديث ضعفه ابن حزم وغيره, فإنه قد أخرجه أبو جعفر الكتاني ضمن الحديث المتواتر لكنه لم يخرجه وصححه ابن تيمية وابن كثير والذهبي وغيرهم, وأما زيادة «ما أنا عليه و أصحابي» فقد صححها سليم الهلالي في رسالته الموسومة «درء الارتياب عما أنا عليه و الأصحاب »وقد خرجنا الحديث كما يلي, في كتابنا« فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر» حيث قلنا :
خ) حديث : " أن أمته ستفترق إلى أكثر من سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"
قال النبي صلى الله عليه وسلم " افترقت أمة موسى إلى إحدى و سبعين فرقة و افترقت أمة عيسى إلى اثنين و سبعين فرقة و ستفترق أمتي إلى ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" وفي روايات: قالوا: ما هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه و أصحابي " وفيه تحذير من البدع و الإبداع في الدين.خرجه الحافظ الكتاني في " نظم المتناثر" وقال رواه :
1- أبو هريرة : أخرجه الأربعة و أحمد و الحاكم وعنهم السيوطي في الجامع الصحيح وصححه المناوي في التيسير.
2- عبد الله بن عمرو بن العاص : الترمذي و الحاكم
3- معاوية بن أبي سفيان : أحمد وأبو داود
4- سعد ابن أبي وقاص : عبد بن حميد و الحاكم
5- عوف بن مالك : الطبراني و الحاكم
6- أنس : أحمد
7- علي بن أبي طالب : ابن أبي عاصم
8- قتادة : عبد الرزاق
9- ابن عمر: : انظره في نظم المتناثر
10- أبو الدرداء: : انظره في نظم المتناثر
11- ابن عباس: انظره في نظم المتناثر
12- جابر بن عبد الله: : انظره في نظم المتناثر
13- أبو أمامة :الطبراني في الأوسط و الكبير
14- واثلة بن الأسقع:انظره في نظم المتناثر
15- عمرو بن عوف المزني: انظره في نظم المتناثر
16- أبو سعيدي الخدري: ابن تيمية في الفرق بين الفرق
17- أبي بن كعب : ابن تيمية في الفرق بين الفرق
وقال صححه محمد محي الدين عبد الحميد : وأعل ابن حزم جميع طرقه في الفصل في الملل و النحل.
قال الكتاني : " وقد أخرجه الحاكم من عدة طرق وقال هذه أسانيد تقوم بها الحجة وقال الزين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء أسانيده جياد وفي فيض القدير أن السيوطي عده من المتواتر ولم أره في الأزهار" قلت وهو كما قال، ثم قال: " وفي شرح عقيدة السفاريني ما نصه : " و أما الحديث الذي أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أن أمته ستفترق إلى ثلاث و سبعين فرقة واحدة في الجنة و اثنان و سبعون في النار فروي من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وابن عمرو وأبي الدرداء و معاوية و ابن عباس و جابر و أبي أمامة و واثلة و عوف بن مالك و عمرو بن عوف المزني فكل هؤلاء قالوا واحدة في الجنة و هي الجماعة ولفظ حديث معاوية ما تقدم فهو الذي ينبغي أن يعول عليه دون الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه و سلم اهـ يريد به حديث العقيلي و ابن عدي عن أنس تفترق أمتي على سبعين و إحدى و سبعين فرقة كلها في الجنة إلا فرقة واحدة و هي الزنادقة وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات في كتاب السنة و تبعه في اللآلئ و قال ابن تيمية لا أصل له بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العلم بالحديث انظر شرح العقيدة المذكورة" .قلت و صحح الحديث ابن تيمية و ابن قيم الجوزية و الألباني فهو صحيح مشهور وقد منعنا أن نحكم عليه بالتواتر لتضعيف ابن حزم لجميع طرقه. تطبيقا لقاعدتنا الذهبية التي ذكرناها في المقدمة.
قلت ويعضد هذا الحديث ويشهد له :«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله» ونصه كما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة, فينزل عيسى فيقول أميرهم: تعال صل بنا,فيقول: لا لأن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة » أخرجه مسلم, وفي رواية المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرين » متفق عليه وفي رواية لأحمد بن حنبل و الترمذي «وهم أهل الحديث» وهذا الحديث متواتر أخرجه السيوطي في كتابه "قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة " وتبعه الزبيدي و أخرجه في كتابه "لقط اللآلئ المتناثرة في الأخبار المتواترة" وكذلك أبو جعفر الكتاني في كتابه "نظم المتناثر في الحديث المتواتر" وخرجناه في كتابنا "فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر"عن 21 من الصحابة فهو متفق عليه من رواية معاوية بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة كما أخرجه مسلم وغيره عن جابر بن سمرة ومعاذ بن جبل و جابر بن عبد الله وثوبان وعبد الله بن عمرو وسعد بن أبي وقاص و أخرجه أحمد وغيره عن زيد بن أرقم و أبي أمامة و مسلمة بن فضيل و عمران بن حصين و أخرجه ابن حبان وغيره عن أبي هريرة وشعبة مرسلا, كما أخرجه الطبراني وغيره عن: عقبة بن عامر ومرة الفهري وشرحبيل بن السبط, والترمذي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزاد «وهم أهل الحديث» وابن ماجه عن أبي عليه الخولاني, و الخطيب البغدادي عن قرة, فتبين تواتر الحديث لأنه رواه عشرون من الصحابة وقد اتفق عليه البخاري ومسلم من روايتين وتفرد به مسلم عن خمسة آخرين من الصحابة وقد صححه جميع المحدثين وهذا من أبلغ أنواع التواتر لذلك لم يتردد في الحكم عليه بالتواتر كل من ألف في المتواتر, والله أعلم.
كما صح عنه صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مسلما ويمسي كافرا، ويمسي مسلما ويصبح كافرا يبيع دينه يعرض من الدنيا» رواه مسلم وغيره. فشمرنا عن ساعد الجد للتصدي للتيار الجارف الذي بدأ يدعو للتشيع في بلادنا "بلاد شنقيط الأبية التي كانت وما تزال صرحا متينا من صروح العلم النافع الذي يدعو إلى السنة ويذب عنها لنخمد مورة هذا التيار الجارف قبل أن يستفحل أمره بعد ما كسح بلاد إفريقيا السوداء للجهل بالسنة والطمع في شتات الدنيا وعروضها التي يغري بها أسلاحه وأذياله، فما عند الله خير وأبقى، فقد بدأت هذا الجهد الميمون برؤوس أقلام نشرتها في جريدة "الأمل الجديد" ردا عل من يدعى بكار بن بكار أحد رواد هذا التيار حيث يدعي أنه انسلخ من دينه سنة 2006 ليلبس جبة التشيع، وقد اتصل بنا الكثير من المؤيدين هاتفيا من الداخل والخارج، ومنهم من زودنا بوقائع كانت غائبة عنا مثل وجود عناصر من الحموية التجانية تتحرك في الاتجاه الذي يصب في التشيع باسم رابطة الشرفاء وما قاموا به من خطوات، وكذلك ما يلاحظ من تشيع في السنغال، وننشر هنا هذا المقال الذي دفعنا إلى تحرير هذه الورقات النافعة إن شاء الله لأن جل المتصلين طلبوا منا نشر دعاء "صنمي قريش" فالمقال كان بعنوان: "رد على مقابلة بكار بن بكار الشيعي الموريتاني":
"لقد قرأت واستنكرت ما نشرتموه عن الشيعي بكار بن بكار والأراجيف التي نشرها وروجها من خلال جريدتكم الموقرة فشدتني الغيرة لهذا الدين فسارعت إلى الإدلاء بدلوي لإخماد مورته مبررا حقيقة صورته من خلال هذه العجالة التي كتبتها حول أهم المحاور التي تضمنتها مقابلته:
1. عندما يقول: "انظر إلى المجتمع الموريتاني ومكوناته، تجد أنهم يمارسون مختلف العبادات الموروثة عن الشيعة، ومن هذه العادات الزي الأسود عند المرأة الموريتانية، والعمامة السوداء فوق الثوب" وقبل ذلك عنوان بارز "لا أدعو إلى التشيع فجميع الموريتانيين شيعة بطبعهم"، أقول ردا عليه: هذه السخرية قدمت في شكل أراجيف وكأننا أمام أمر الواقع بينما الحقيقة في موريتانيا تفند هذه الدعوى، فالكل يعرف أن المرأة الموريتانية كانت تلبس السواد بسبب طبيعة الثوب المتوفر وطبيعة الصحراء التي تسكن، وكانت تلبسه في كل وقت وكل حين، واليوم أصبح ذلك اللباس يعتبر وسخا وقذرا مثل الشيعة، وأما العمامة السوداء فإنها يلبسها الرجل الموريتاني كما كان يلبسها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ثبت أنه فتح مكة وهو يلبس عمامة سوداء لها ذنب، فمن قال لنا اليوم الموريتانيون يصلون الصلوات الخمس كما يصلي الشيعة، قلنا له نعم، ولكن لا نقول في آذاننا ولا إقامتنا: "حي على خير العمل" ولا نقول: "أشهد أن عليا ولي الله" ولا ندخل في عبادتنا شيئا من غلو الشيعة وتطرفها، ولهذا نقول إن نساءنا لا تلبسن السواد تخصيصا بالمحرم كما أننا نصوم يوم العاشر من المحرم ولا نعذب أنفسنا فيه، فالمجتمع الموريتاني يكره التشيع ويربي ناشئته على ذلك، وقد حذرني منذ أشهر بعض القضاة و المفتين في الإمارات العربية المتحدة من المد الشيعي ومن كتاب يدعو للتشيع ألفه أحد الموريتانيين المقيمين في السنغال، فقلت لهم بأن في موريتانيا شبابا جعفريا كما أن جماعة الإخوان المسلمين وجماعة الدعوة والتبليغ تتعاملان مع الشيعة، ولكن يبقى السواد الأعظم من الشعب وفقهاؤه ثابتين على طريق أهل السنة.
2. عندما يقول: "الخلاف على الخلافة، ثم يتوسع فيقول: "ومن هذا أصبحت الموالاة والعصمة واجبة في حق علي كرم الله وجهه" فنقول له بأنه شوه الحقائق التاريخية أولا والعلمية ثانيا، فالخلاف على الخلافة خرافة جعلتها الشيعة مطيتها وروجها الجهلة الغلاة، فالكل يعرف أن معاوية رضي الله عنه وأرضاه قال لعلي رضي الله عنه وأرضاه في رسالته التاريخية: "سلمني قتلة عثمان أبايعك"، فكان الخلاف الذي نشب بين الصحابة آنذاك حول ترتيب الأولويات، فبالنسبة لمعاوية رضي الله عنه وجماعته كانت الأولوية حول تسليم قتلة عثمان بينما كان علي رضي الله عنه وجماعته يرون أن الأولوية في مبايعة أمير المؤمنين قبل النظر في أمر قتلة عثمان.
وهنا ننبه إلى أن الفرق بين الشيعة وجماعة أهل السنة يتمثل أساسا حول غلو الشيعة في علي، فمنهم من اتخذه إلها، ومنهم من اتخذه رسولا، ومنهم من اتخذه معصوما، بينما نحن جماعة أهل السنة نجعله في المرتبة اللائقة به وهو أنه زوج البتول وابن عم الرسول ليث بني غالب علي بن أبي طالب كرم الله وجه لأنه لم يسجد قط لصنم تربى في بيت النبوة، لكنه يبقى الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتباع سنتهم، أحد المشهود لهم بالجنة، لكن ترتيبهم يبقى حسب فضليتهم، فأفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق الذي لم يسجد قط لصنم وكان أول من صدق من الرجال الأحرار بالرسالة الخالدة، الوحيد الذي أثبت الوحي القرآني صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم فمن أنكر صحبته كذب الله فكفر (ولا أريد أن أستشهد بالقرآن لأن الجريدة ترمى في الشارع) دلت الأحاديث المتواترة على فضله وإمامته، ثم الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل وكان إذا سلك فجا سلك الشيطان فجا مغايرا له، وكل واحد منهما تزوج بابنته الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عثمان ذو النورين سمي بذلك لأنه الوحيد الذي تزوج بابنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم "رقية وأم كلثوم" فهؤلاء قدوتنا كلهم نسأل الله أن يحشرنا معهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وأن يبوئنا منازلهم في الجنة.
3. أما قوله: "إن الشيعة نشأت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والسؤال الذي يطرح نفسه هو متى نشأت مذاهب السنة؟" فأقول هذا من أراجيفه السخيفة لأنه لن تظهر شيعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل ظهر الأنصار وما أدراك ما الأنصار الذين لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، وأما سؤاله متى ظهرت مذاهب أهل السنة؟ فهو سؤال يجيب نفسه، فمذاهب أهل السنة ظهرت مع السنة وامتازت بالتقيد بالسنة والذب عن السنة بتدوين السنة لاتباعها ورفض ما رواه كل رافض عرف بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الرافضة كانت إذا أعجبها كلام صيرته حديثا، فلن يعدو من يجهل السنة قدره، مهما تظاهر بالصلاح في ثوب الغلو.
4. وأما قوله: "لن تجد عالما من علماء الشيعة يسب الصحابة لا أبا بكر ولا عمر ولا عائشة ولا حفصة نظرا لمكانتهم من رسول الله صلى الله وسلم، ولكن قد تجد بعض عامة الشيعة يسبونهم لما يقال عنهم وعن فاطمة الزهراء" قلت هذا أيضا من أراجيفه فالإمام الخميني نفسه وجماعة الجعفرية لها دعاء مطول تسميه "صنمي قريش" يعنون بهما أبا بكر وعمر يقرؤونه جماعة ويلعنون عليهما و على ابنتيهما عائشة وحفصة، وقد استشهدت به كاملا في رسالتي الموسومة "العقيدة الصحيحة من خلال حديث الدين النصيحة" فكما أن الأمويين كانوا يلعنون على علي في الخطب الرسمية فإن الشيعة الجعفرية أحدثت هذا الدعاء المطول يلعنون فيه على أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة، وقد نقل ابن القطان الفاسي الإجماع على فسوق من يسب الصحابة، كما كفر شيخ الإسلام ابن تيمية من يسب خاصة الشيخين أبا بكر وعمر، فليكفوا عن التلعين على الشيخين وابنتيهما أمي المؤمنين، وقد ينكرون ذلك و ينفونه لأنهم يرغبون في التغلغل في بلادنا، فليعلموا أننا لهم بالمرصاد إن شاء الله وأننا لن نترك بلادنا يعبث فيها الغلاة الجهلة لأننا سنحمي عقيدتنا وشريعة ديننا من كل الغزاة البداة ومن كل الدعاة الغلاة.
فلقد اصطدمت بهذا التيار الشيعي الجارف في النيجر لما كنت رئيس تحرير مجلة "إقرأ" النيجرية فرفضت الإغراء بالمال والجاه وفضلت ما عند الله، واليوم لن ألو جهدا لتحصين الشعب والناشئة من غزوهم، فعلى الجميع أن يهبوا كرجل واحد ضد هذا التيار العارم الجارف، فليس المغرب منا ببعيد، وقد اطلع على خطورة هذا التيار الجارف، فصادر كتب الشيعة من المكتبات وحرمها لخطورتها، فعلينا أن نقاوم ثم نقاوم ما يخفيه الحبل السري الذي ستجلبه لنا تلك المشاريع الاقتصادية المغرية والتي يربطها بالفكر الشيعي الجعفري في طهران، لكن يجب مقاومته بالحكمة والموعظة الحسنة والتسلح بالأحكام الشرعية والعقيدة المفيدة السنية".
المصطفى ولد إدوم كاتب صحفي وداعية مستقل وباحث في العلوم الشرعية
هاتف: 6217456 / 6727242/ 5251459.
وبعد نشر هذا المقال تهاطلت علي المكالمات من الداخل والخارج لتشجعني وتهنئني وتسأل عن النص الكامل لدعاء "صنمي قريش"، ثم حصلت على نسخة من كتاب كتبه أحد علماء النجف الشيعي ينتقد بعض المواد الفاسدة في النهج الشيعي ويحيل هو وبعض أقرانه إلى مراجع الشيعة المعتمدة، فدفعني ذلك إلى إغناء هذا الجهد وإكماله، فها نحن نبين للجميع بعض المآخذ التي نرى أن الشيعة غلت فيها وبغت ولا تمت إلى الدين الحنيف بأي صلة لنبين: ما الفرق بين السنة والشيعة؟ ونبين موقف الشيعة من المتعة وإعارة فروج النساء، ونبين موقف الشيعة من لواط النساء والولدان المردان، ثم موقف الشيعة من إيذاء آل البيت وسب الشيخين وابنتيهما، ثم الأمة الإسلامية ومكانة الشيعة فيها، ثم خاتمة: ختم الله لنا بالحسنى ورزقنا البر والفردوس الأسنى" وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فما كان من توفيق فمن الله وما كان من زلل وخطإ فمن نفسي الأمارة بالسوء، نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى.
أ. ما الفرق بين السنة والشيعة؟
لا بد من تقديم أهل السنة وصفاتهم لنميزهم عن بقية البدع المستحدثة الأخرى: قال جل من قائل\: «وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله» وقال تعالى «قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين» [يوسف الآية 108]
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على الخلق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله" حديث متواتر وقد تقدم تخريجه وفي بعض الروايات "وهم أهل الحديث" وقد انتصر الخطيب البغدادي لهذه الزيادة ليبين شرف وفضل أهل الحديث حيث ألف كتابه المشهور الموسوم " شرف أصحاب الحديث"، حيث يقول: "لو أن صاحب الرأي المذموم شغل نفسه بما ينفعه من العلوم وطلب سنن رسول العالمين، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين، لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه، وقد اكتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه، لأن الحديث يشمل على معرفة أصول التوحيد وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد، وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين، والأخبار عن صفات الجنة والنار، وما أعد الله تعالى فيهما للمتقين والفجار، وما خلق الله في الأرضين والسماوات من صنوف العجائب وعظيم الآيات، وذكر الملائكة المقربين، ونعت الصافين المسبحين، وفي الحديث قصص الأنبياء، وأخبار الزهاد والأولياء، ومواعظ البلغاء وكلام الفقهاء وسير ملوك العرب والعجم، وأقاصيص المتقدمين من الأمم، وشرح مغازي الرسول وسراياه، وحمل أحكامه وقضاياه، وخطبه وعظاته وأعلامه ومعجزاته، وعدة أزواجه وأصهاره وأصحابه، وذكر فضائلهم ومآثرهم، وشرح أخبراهم ومناقبهم، ومبلغ أعمارهم، وبيان أنسابهم.
وفيه تفسير القرآن العظيم، وما فيه من النبإ والذكر الحكيم وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين.
وقد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع، ومنهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارئ متقن، وخطيب محسن، وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير وإن الله على نصرهم لقدير، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الدلال، قال حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قال حدثنا خلف بن عمرو العكبري قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد، قال حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز، قال أخبرنا محمد بن العباس العصمي، قال حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهروي الحافظ، قال حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: قال علي بن المديني في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم" هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ويذبون عن العلم، لولاهم، لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن.
فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين، وصرف عنهم كيد المعاندين لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين، فنشأتهم حفظ الآثار وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار، في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى، قبلوا شريعته قولا وفعلا، وحرسوا سنته حفظا ونقلا حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها، وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها، فهم الحفاظ لأركانها والقوامون بأمرها وشأنها، إذا صدف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون... أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون..." والقول بأن هذه الطائفة أهل الحديث وأهل العلم قال به كل من: يزيد بن هارون، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني وأحمد بن سينان الحافظ وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والترمذي، وابن رجب والشاطبي الخ.../اهـ.
وقد أجاد وأفاد ابن قيم الجوزية حين قال:
العمل قال الله قال رسوله
ما العلم نصبك للخلاف جهالة
وتبعه الإمام الذهبي، فقال:
الفقه قال الله قال رسوله
وحذار من نصب الخلاف سفاهة
قال الصحابة ليس بالتمويه
بين الرسول وبين رأي فقيه إن صح والإجماع فاجهد فيه
بين الرسول وبين رأي فقيه قلت ويؤكد ذلك ما نظمه الشيخ صالح الفلاتي العمري عما صح عن الأئمة فقهاء الأمصار المتبعين حيث قال:
قال أبو حنيفة الإمام
أخذ بأقوالي حتى تعرضا
ومالك إمام دار الهجره
كل كلام منه ذو قبول
والشافعي قال إن رأيتم
من الحديث فاضربوا الجدارا
وأحمد قال لهم لا تكتبوا
فاسمع مقالات الهداة الأربعه
لقمعها لكل ذي تعصب
لا ينبغي لمن له إسلام
على ا لكتاب والحديث المرتضى
قال وقد أشار نحو الحجره
ومنه مردود سوى الرسول
قولي مخالفا لما رويتم
بقولي المخالف الأخبارا
ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا
واعمل بها فإن فيها منفعه
والمنصفون يكتفون بالنبي فأهل السنة والجماعة هم أهل الحديث الذين شمروا عن سواعد الجد للذب عن السنة وكبح وقمع مورة كل بدعة منذ عهد الصحابة ثم التابعين ثم تابعي التابعين وأتباعهم في القرون المزكاة لقوله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب" وقد بينا تواتره في كتابنا فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر" كما يلي: ونصه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم ثم يجيئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته" قال إبراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار" رواه أحمد والبخاري ومسلم والطبراني، وهذا لفظ البخاري، قلت وللحديث ألفاظ أخرى والحديث أخرجه السيوطي في كتابه: قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة عن عشرة أسانيد من بينها مرسل لذلك لم يخرجه الزبيدي الذي اشترط في التواتر رواية عشرة بينما أخرجه أبو جعفر الكتاني عن13 من الصحابة ، و قد بينا تواتره حيث قلنا :.
قد جاء في الحديث المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم أنه قال" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" أخرجه السيوطي في كتابه " قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" عن عشرة أسانيد من بينها مرسل لذلك لم يخرجه الزبيدي في " لقط اللآلئ" بينما أخرجه الكتاني في " نظم المتناثر" عن ثلاثة عشر، و قد خرجته في كتابي " فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر" كما يلي : 1) ابن مسعود: أخرجه أحمد و البخاري و مسلم و الطبراني، 2) عمران بن حصين: أخرجه أحمد و البخاري و مسلم و ابن حبان و الطبراني و الحاكم و ابن عبد البر في " الاستيعاب"، 3) أبو هريرة: أخرجه أحمد و مسلم و الطبراني في الأوسط و ابن عبد البر في الاستيعاب، 4) عائشة: أخرجه أحمد و مسلم ،5) بريدة: أخرجه أحمد و ابن عبد البر في الاستيعاب، 6) النعمان بن بشير: أحمد و الطبراني في الكبير و الأوسط و ابن عبد البر في الاستيعاب، 7)عمر: أخرجه الطيالسي و البزار و ابن عبد البر في الاستيعاب، 8) سعد بن تميم أبو هلال الكسوني: أخرجه الطبراني، 9) جميلة بنت أبي لهب: أخرجه: الطبراني، 10) عبيدة السلماني: أخرجه مسلم، 11) عمرو بن شرحبيل مرسلا: ابن أبي شيبة، 12) جعدة بن هبيرة: الطبراني في الكبير و ابن عبد البر في الاستيعاب وقال الحافظ في فتح الباري و رجاله ثقات إلا أن جعدة مختلف في صحبته، 13) أنس: الطبراني، 14 سمرة بن جندب: الطبراني في الصغير، وزاد الكتاني في
" نظم المتناثر" 15) أبو برزة لكنه بقى عليه أنس و عبيدة السلماني فتمت أسانيده عندنا على خمسة عشر وقد ختم الحافظ أبو جعفر الكتاني في الكلام على هذا الحديث قائلا: " في فيض القدير قال المؤلف يعني المناوي يشبه أن الحديث متواتر (هـ)"
و لما كثرت دعاة الشيعة و التشيع في بلادنا و تنوعت و تشعبت ، فقد قمنا بمبادرة نشر هذا المقال الذي هو عبارة عن مقدمة كتابنا " الردود العلمية الرفيعة على حجج دعاة الشيعة " ندعو من خلاله هؤلاء الدعاة إلى مناظرات معنا على الأثير والشاشات حول النقاط التالية:
1) عقيدة الشيعة و مكانة علي و آل البيت و المصاحف التي عندهم غير القرآن الكريم
2) الشيعة و متعة النساء و إعارة فروج الزوجات
3) الشيعة و لواط النساء و الولدان المردان
4) الشيعة وإيذاء آل البيت و سب الشيخين : أبي بكر الصديق و عمر ابن الخطاب و ابنتيهما عائشة و حفصة رضي الله عن الجميع.
5) الإفك القديم و الحديث و سر كثرة مناقب عائشة أم المؤمنين
6) الشيعة و المهدي و غيبته الكبرى و الفرق مع أهل السنة
7) الشيعة و الخلفاء الراشدون و ترتيبهم
8) الشيعة و الولاء و البراء
كما نطلب من أصحاب المواقع و التلفزات و الإذاعات الحرة نشر هذا المقال و تيسير المناظرات و المقابلات حول حقيقة الشيعة و التشيع و المآخذ على الشيعة كما نحذر من النصب و التنطع لأننا اطلعنا في مواقع الشيعة على من يدعي أنه من أهل السنة يقر للشيعة بأراجيفهم حول أمنا عائشة ويزعم أنهم يكرهونها لأنها خرجت على علي و هذا ما دفعنا إلى تفنيد هذه الأراجيف في كتابنا " للدفاع عن أمنا عائشة الحميراء ملكة العفة و النقاء" حيث بينا أنه لم يكن بينها و بينه إلا ما يكون بين المرأة و أحمائها كما صرحت هي بذلك و شهد لها علي " راجع كتابنا المذكور"
العبد الفقير إلى الله : المصطفى ولد إدوم
الهاتف:46727242
|