يحي عياش ولد محمد يسلمقالها الغنوشي وهو يطأ بقدمه موريتانيا لأول مرة (إنني لا أهنأ موريتانيا بحزب تواصل وإنما أهنأ الأمة الإسلامية كلها بحزب تواصل) وهذه العبارة التي خرجت من فم مفكر له وزنه وثقله في العالم الإسلامي كله لاتعد مبالغة من صديق بقدر ما هي نصيحة من صادق أمين يعرف مكانة هذا الحزب، ويقدر مشروعه الإصلاحي، ويحترم مرجعيته الفكرية  ونضاله السياسي في سبيل الحرية والكرامة.

ولعمري إذا كان تواصل كما يعتبره هذا الناصح الأمين عبارة عن كنز ثمين يستحق  أن تهنأ عليه الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها فإن الواقع يرسل إشارة خضراء لكل الموريتانيين أن عليهم الإستفادة من هذا الكنزالثمين وهو بين أيديهم وأن من حقهم الإنتفاع بهذه الجوهرة الغالية التي خرجت من رحم المدرسة الإسلامية الوسطية.
قد يكون الأمر ملتبسا على بعض الموريتانيين الذين لايستطيعون أن يميزوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ظل تباين الخطوط السياسية وتعدد الإتجاهات الحزبية وهو أمر يدعونا إلى الحديث عن طبيعة هذا الحزب والإجابة على سؤال يتردد في أذهان بعض الغرباء عليه وهو ماحقيقة هذا الحزب وماطبيعة الأهداف التي تأسس عليها وماذا عن سيرة  هذا الحزب ومواقفه في الماضي ؟
وهي أسئلة منطقية لابد من الإجابة عليهاعند التعرف على أي حزب سياسي فمن الطبيعي في تقويم أي حزب سياسي أن نعرف على ماذا تأسس هذا الحزب وأن نعلم على ماذا تنطوي صفحته التاريخية .
وفي هذا السياق أستطيع أن أقول إن في هذا الحزب خصلتين تكفيان لجعله يستحق ثقة الموريتانيين وتقديرهم وهو أمر جعل هذا الحزب محل إعجاب من لدن كثير من المثقفين الذين يدركون أهمية هذا الحزب أكثر من غيرهم .
أما الخصال التي يتميز بها هذا الحزب فنجملها كالتالي :
1ـ حزب فكرة ومبدأ : حزب تواصل حزب تأسس على التقوى وخرج من رحم الفكر الإسلامي الوسطي وهذه المرجعية الفكرية هي الأساس الذي تأسس عليه هذا الحزب والركن الذي بني عليه وهذا مايميزه عن الأحزاب ذات الطابع المنفعي أو القبلي أو الجهوي أو العرقي ولذالك لاغرو أن يضم هذا الحزب في صفوفه مختلف الأعراق والقبائل وأن يسع الموريتانيين بغض النظر عن انتساباتهم القبلية وانتماءاتهم العرقية والجهوية ولذالك كان لابد أن تناله السهام من طرف العنصريين والمتعصبين من هنا وهناك فلاتفتأ طائفة تتهمه بالتحيز للعرب ضد السود وطائفة تصفه بالمنحاز للزنوج ضد البيغان والحق أن هؤلاء لم يستوعبوا بعد طبيعة هذا الحزب الذي يؤمن بالأفكار والمبادئ ولايؤمن بالعرق ولاباللون فهو صاحب فكر إسلامي وسطي يجمع ولايفرق وهذا الفكر هو الذي يحدد سلوك هذا الحزب ويحكم رؤيته العامة ويضبط مواقفه من القضايا الكبرى وبهذا الإنتماء الفكري أثبت التواصليون أنهم لايعرفون في سياستهم عبادة الدينار والدرهم ولاعبادة اللون والعرق وإنما يعرفون لونا واحدا للعبادة وهو عبادة الله الواحد القهار .
2 ـ تاريخ ناصع : يعتبر كتاب صدرعن المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الإستيراتيجية أن حزب تواصل هو الحزب الوحيد الذي لم يشارك في سيئات الأنظمة السابقة وعندما نتأمل هذه العبارة نجد أن هناك أحزاب أخرى كانت معارضة لنظام ولد الطايع ولم تكن موالية له ولاكنها كلها متهمة من طرف خصومها بالتمالئ مع النظام بينما ظل تواصل رغم كثرة خصومه هو الحزب الوحيد الذي يعتبر في هذه الناحية فوق الشبهات ولايستطيع ألد خصومه أن يتهمه بالتمالئ مع النظام السابق ولابالمشاركة مثقال ذرة في أخطاءه وهوأمر يرجع إلى طبيعة الدور الذي لعبه الحزب في الدفاع عن القضايا العادلة والتنديد بالتطبيع مع الصهاينة في وقت صمت فيه الكثيرون ولأن رموز هذا الحزب تعرضوا للسجن والإضطهاد والملاحقة داخل الوطن وخارجه فصبروا وصابروا ورابطوا وقدموا مثالا صادقا في التضحية والنضال.
وإذا كان هذا هو حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" فكر ساطع وتاريخ ناصع فمتى يدرك الموريتانيون هذه الحقيقة ومتى يعلم خصوم هذا الحزب أن سعيهم سيذهب أدراج الرياح وأن جهدهم سيعود هباء منثورا .
قال تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض).