بيان استقالة من حزب اتحاد قوى التقدم
الثلاثاء, 19 مارس 2013 10:23

altaltبسم الله الرحمن الرحيم

إلى السيد/ رئيس حزب اتحاد قوى التقدم

الموضوع: بيان استقالة من الحزب               

السيد الرئيس
بعد خالص المودة وبالغ التقدير والإكبار

يشرفني أن أتقدم إليكم بهذا البيان الذي يتضمن استقالتي من حزبكم الموقر. وهي استقالة نابعة من قناعتي بأن الدوافع الأصلية لانضمامي للحزب أصبحت ترتطم بعوائق يستحيل معها مواصلتي في ما كنت أتبناه من الانضمام والنضال داخل هذا الحزب. وحيث إن لكل من الانضمام والاستقالة أسبابها، فبودي أن أسجل هنا ملامح دوافع الانضمام في الأصل، والاستقالة في الراهن:

أولا: الدوافع الأصلية لانضمامي إلى الحزب:

لقد كان لانضمامي إلى حزب اتحاد قوى التقدم مجموعة من الأسباب المختلفة أهمها:
1- موقفه من الوحدة الوطنية وكونها ركنا أساسيا من الأركان التي يتأسس على تحقيقها و صيانتها برنامجه . 
2- مناهضته لليبرالية المتوحشة ورؤيته حول المهمات التي يجب أن تضطلع بها الدولة في الاقتصاد، و انحيازه إلى الطبقات المسحوقة والمهمشة في المجتمع .
3- كون السيادة الوطنية أحد الأسس التي يقوم برنامجه على تحقيقها ، وعمله على صيانة ما تحقق منها .
4- رصيد التاريخ النضال الكبير الذي يتوفر عليه
5- اعتداله السياسي وعدم تطرفه
6- مناصرته للقضية الصحراوية

ينضاف إلى ذلك إعلانه عن تمسكه بثوابت الأمة، و تصديقه على دستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية و الذي ينص في ديباجته ومادته الخامسة على أن الإسلام دين الدولة و الشعب ، وبأن التشريع الإسلامي هو المصدر الوحيد للقانون .


كل هذه الأمور جعلتني أنخرط في صفوف حزب اتحاد قوى التقدم، مما وفر لي فرصة نادرة للنضال من أجل أهداف آمنت بها وحلمت بتحقيقها منذ كنت صغيرا ،

ولقد كان الحزب نعم الحاضن والمناضل من أجل تحقيق هذه الأهداف.  ولعل المرة الوحيدة التي فكرت فيها بالانسحاب منه كانت إبان دخوله لحكومة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله؛ ذلك أني لم أكن مقتنعا بالمبررات التي ساقتها قيادته آنذاك، و التي تمثلت في محاولة إنقاذ التجربة الديمقراطية الوليدة من انقلاب وشيك كان بعض العسكريين يحيكون خيوطه. لكن  انقلاب السادس أغسطس كان كفيلا بإقناعي بصدق ودقة تحليل الحزب الذي بنى عليه انضمامه لتلك الحكومة.

لقد خضت مع الحزب معاركه في نضال أعتبره أشرف نضال سياسي عرفته موريتانيا؛ إنه نضال الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية من أجل إفشال انقلاب الجنرال عزيز على الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله، وعلى إرادة الشعب الموريتاني الذي أفاق في ذلك اليوم المشؤوم على اغتيال أغلى حلم طالما حلم به؛ ألا وهو حلم الديمقراطية!

لقد كنت طيلة عملي السياسي في الحزب أشعر بانسجام مع أفكاره وأطروحاته المتبناة مركزيا، بالرغم من خلافي الشديد مع بعض الأفكار التي كان قلة من مناضليه يتبنونها. ولم أكن أعتبر ذلك إلا ظاهرة صحية من حيث إنه من الطبيعي أن يجمع الحزب فئات ذات مشارب متعددة؛ تتفق في الأهداف العامة وتختلف في الجزئيات.

ثانيا: دوافع الاستقالة:

لقد شكلت نهاية العام 2010 فيصلا في علاقتي مع الحزب نتيجة لطفو أفكار (جوهرية) على السطح تتنافي مع قناعاتي (الجوهرية). وقد استطعت منذ ذلك التاريخ، أن أسيِّر  ذلك التنافي إلى غاية انعقاد المؤتمر الأخير الذي اتضح لي من خلاله عدم قدرتي على المواصلة في الحزب. وكان  ذلك نتيجة لنقاشات مستفيضة و معمقة أجريتها خلال أروقة المؤتمر، و خصوصا داخل لجنة الوثائق التي كنت من ضمن أعضائها.

فبعد تلك النقاشات المستفيضة ومحاولات تقويم الأفكار، توصلت إلى قناعة مفادها أن المواصلة في الحزب تعتبر نوعا من الشراكة لأولئك الذين أختلف معهم جذريا. وهو ما يتنافي مع مبادئي و قناعاتي، وأعتبره نوعا من الانتحار الأخلاقي على عتبات العمل السياسي.

يضاف إلى ذلك أن تلك الأفكار التي يتبناها هؤلاء كفيلة ـــ في رأيي ـــ بسد باب تقدم الحزب على الساحة الوطنية مستقبلا، بل وكفيلة بالحكم عليه بالإعدام في المستقبل، إن عاجلا أو آجلا. وهو ما آمل أن يتبيّنه المهتمون بمصلحة الحزب، ويعملوا على كبح جماح تلك الأفكار قبل فوات الأوان! إنها أفكار هدامة لم أشأ أن أشرحها هنا، وذلك عملا بالمثل القائل: ((يمشي عن الدار من لم يحرق الزربا)).

وبناء على ما ذكرت:

 فقد قررت الاستقلالة من حزب اتحاد قوى التقدم ، ومن أي منصب أشغله فيه مع تمسكي بالبقاء داخل منسقية المعارضة، و العمل على تحقيق أهدافها.

 كما أسجل احتفاظي واعتزازي  بالصداقات و العلاقات الجيدة التي تربطني بالعديد من أطره و مناضليه الشرفاء، والذين أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر :

-      الرئيس الدكتور محمد ولد مولود

-      نائب الرئيس خليلو ولد الدده

-       الدكتور محمدُّ الناجي ولد محمد أحمد

-       الأمين العام المساعد محمد ولد سالم

-      الأستاذ ببانه ولد كواد، عضو المكتب التنفيذي

-      الأستاذة: رمتا آن

-     وغيرهم من الأصدقاء المناضلين الشرفاء داخل الحزب، والذين أعتبر صداقتهم مكسبا لا أستقيل منه ولا أتنازل عنه

 

  محمد الكبير ولد السيد 
  أمين عام قسم اتحاد قوى التقدم في تيارت 
و العضو الاستحقاقي في المجلس الوطني للحزب

 

 

بيان استقالة من حزب اتحاد قوى التقدم

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox