من كتاب" للدفاع عن أم المؤمنين عائشة الحميراء ملكة العفة و النقاء"
السبت, 23 مارس 2013 14:01

altبسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على النبي الكريم و بعد،

لقد عاتبني أو لامني أحد أساتذة الحديث الكرام بحضرة مدير مجلة حراء التركية – و كأنني اقترفت ذنبا بسبب عنوان كتابي " للدفاع عن أم المؤمنين عائشة الحميراء ملكة العفة و النقاء" و زعم أن كل حديث فيه الحميراء موضوع .

فأجبته قائلا بأنني لم أختر وصف الحميراء انطلاقا من حديث وإنما اخترته انطلاقا من تصرف الشيعة الذين يرسمون نعجة حمراء رمزا لعائشة ليلحقوا بها الأذاء . فأردت أن أبين من خلال كتابي هذا أن هذه الحميراء هي حبيبة رسول الله صلى عليه وسلم التي شهد لها الوحي الإلهي بالعفة و النقاء من خلال آي ستبقى تتلى ما بقي الوحي .

و ليعلم من قرأ هذا المقال أنني لما استشهدت بقاعدة ابن قيم الجوزية عند ما قال : " كل حديث فيه يا حميراء لم يصح " تعقبته في كتابي " إنارة المصابيح على قواعد التعديل و التجريح و قواعد التعليل و التصحيح " قائلا : " و فيه نظر " .و لما تبين لي أن أحد أساتذة الحديث المحترمين قلد ابن القيم من باب تقليد الواهم للواهم دفعني ذلك إلى تفصيل المجمل قائلا : قال الزركشي في " الإجابة لما استدركت عائشة على الصحابة " ص 58 : الخامسة و العشرون : جاء في حقها : " خذوا شطر دينكم عن الحميراء " و سألت شيخنا الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله عن ذلك ، فقال : كان شيخنا حافظ الدنيا أبو الحجاج المزي رحمه الله يقول " كل حديث فيه الحميراء باطل إلا حديث في الصوم في سنن النسائي " قلت وحديث آخر في السنن الكبرى للنسائي و كذلك في معاشرة النساء له ، و نصه : عن أبي سلمة قال : قالت عائشة : دخل الحبشة المسجد فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : يا حميراء ألا تحبين أن تنظري إليهم ؟ قلت : نعم " الحديث ، قال ابن حجر في فتح الباري ج 2 ص 620 مع تحقيق ابن الباز و محمد فؤاد عبد الباقي ، كتاب العيدين : " إسناده صحيح ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا " قلت و قد صحح الحديث أيضا شيخه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين.

كما روى الحاكم في المستدرك حديث : ذكر النبي صلى  الله عليه وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين ، فضحكت عائشة ، فقال : أنظري يا حميراء ألا تكوني أنت ، ثم التفت إلى علي فقال : إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها " و قال الحاكم : صحيح الإسناد على شرط الشيخين و لم يخرجا ه" قلت و في ذلك نظر إلا أنه لما كان في أبي عبد الله الحاكم تشيع استدللنا بالحديث و سيأتي التزام عائشة و علي بوصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقعة الجمل التي تجعل منها الشيعة مطيتها للنيل من أمنا أم المؤمنين لنبين أراجيف الشيعة القائلة بخروج عائشة على علي في الحلقة المقبلة إن شاء الله ، أما الآن فسنكتفي بتقديم الفصل الثالث من كتابنا كما يلي:    

الفصل الرابع: افتراءات مختلقة وأباطيل

بعد ما تبين فضل أم المؤمنين ومكانتها المرموقة بين الصحابة وأولياء الرحمن لا نرى بأسا في التصدي لبعض الافتراءات المختلقة والأباطيل الكاذبة التي روجها عنها أولياء الشيطان وأتباع الفتان، فشتان ما بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان كما بين ذلك من قبل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في نقلته " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" فقد حاول هؤلاء النيل من أمنا عائشة رضي الله عنها ومن أبيها الصديق وخليفته الفاروق وابنته حفصة، وقد نبه إلى خطورة المقصد من هذه الأراجيف قديما إمامنا مالك، إمام دار الهجرة بالمدينة المنورة رحمه الله عندما قال: « إنما هؤلاء أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه، حتى يقال رجل سوء، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين»، وقال بعده أبو نعيم الأصبهاني: « فالإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر زللهم، ونشر محاسنهم ومناقبهم وصرف أمورهم إلى أجمل الوجوه من أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان» فأنتم على خير تحسدون عليه وتفرحون به بين يدي الله، وبهذا تغنموا شفاعة أمكم يوم القيامة لأن كل صحابي له شفاعة، كما جاء في بعض الآثار، أما مبغضيها فليس لهم إلا التبري يوم القيامة، قالت عائشة رضي الله عنها : « لا ينقصني أحد في الدنيا إلا تبرأت منه في الآخرة» ( اللالكائي).

ومن أهم هذه الأراجيف وأخطرها، وهذه الأباطيل وأكذبها، ما دونه الرافضة الشيعة في كتبهم مثلما جاء في تفسير قوله تعالى { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}.( آل عمران:144) قالت الشيعة:

«عن أبي عبد الله جعفر الصادق قال: تدرون مات النبي صلى الله عليه و آله أو قتل؟ إن الله يقول: { أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فسم قبل الموت، إنهما (أي عائشة وحفصة) سقتاه قبل الموت، فقلنا: إنهما وأبويهما شر من خلق الله ( أنظر تفسير العياشي1/200)

وتفسير الصافي 1/305، وبحار الأنوار:6/506) ويقول المجلسي معلقا على هذه الرواية المختلقة « إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسم دبرتاه، كما في حياة القلوب للمجلسي).

قلت وهذا الكتاب الذي يسب الشيخين وابنتيهما أمي المؤمنين عائشة وحفصة لا يمكن أن يطلق عليه "حياة القلوب" وإنما هو إماتة القلوب بالرين والصدأ، قال تعالى { كلا بل ران على قلوبهم ما كان يكسبون}.

وإن من أكبر الكبائر سب الشيخين أبي بكر وعمر، وابنتيهما عائشة وحفصة، ولما كنا خصصنا فصلا في آخر الكتاب حول سب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، سنقتصر في هذا الفصل على تفنيد ما ورد هنا من الأراجيف والإفك حول موت النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه في كتاب المناقب: باب فضائل عائشة :من حديث أبي أسامة عن هشام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول: أين أنا غدا ؟أين أنا غدا ؟حرصا على بيت عائشة، قالت عائشة:فلما كان يومي  سكن ) وأخرج مسلم عن عائشة بلفظ « إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: أين أنا اليوم ؟ أين أنا غدا؟ استبطاء ليوم عائشة، قالت:فلما كان يومي  قبضه الله بين سحري ونحري» وفي رواية أخرى لمسلم ( أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت، وهو مسند إلى صدرها، وأصغت إليه، وهو يقول:« اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق» وفي رواية لمسلم أخرى عن عائشة قالت:كنت أسمع أنه لن يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، قالت فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بحة يقول: « مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} قالت: فظننته خير حينئذ).

وفي رواية أخرى لمسلم أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح، إنه لم يقبض (نبي) قط حتى يرى معقده في الجنة،ثم يخير، قالت عائشة فلما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه على فخذي،غشي عليه ساعة،ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: اللهم الرفيق الأعلى) قالت عائشة: قلت: إذا لا يختارنا، قالت عائشة: وعرفت الحديث الذي كان يحدثنا به، وهو صحيح، في قوله «  إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير» قالت عائشة: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله « اللهم الرفيق الأعلى».

وهنا لا بد من وقفة ولو قصيرة نقول فيها: بالله عليكم يا شيعة أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم يستبطئ يوم عائشة وفي رواية يستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة- للود والمحبة أم لغير ذلك؟ وكيف تردون أولا تعبؤون بحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري ومسلم: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت من الرجال؟ قال أبوها، قلت ثم أي؟ قال: عمر) وقد استفاضت الأحاديث في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وحب عائشة الصادق والعميق لزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ،حيث اختلط ريقها بريقه في آخر لحظة، وهذا برهان على طهرها و نقائها، ثم توفي بين نحرها وسحرها وهو عنها راض.

وأخرج الترمذي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه- وقد نال عنده رجل من عائشة ، فقال عمار: اغرب مقبوحا منبوحا، تؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فعائشة وحفصة رضي الله عنهما أنبل وأفضل أن توصفا بهذا العمل الإجرامي الذي يتنافى مع ما ثبت من النصوص الواردة في المسألة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:« لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي[1].

وعن عبد الله بن مغفل رفعه :« الله ،الله، في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني،ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)أخرجه الترمذي [2]

وعن ابن عمر رفعه-: ( إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعنة الله على شركم ، أخرجه الترمذي[3]

وعن عروة قالت لي عائشة: يا ابن أخي أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم، أخرجه مسلم[4]:

ثم إن الوحي الإلهي يكذب ذلك ويفضحه ويبين خفايا ونوايا أهل الأراجيف قال تعالى ( إنا كفيناك المستهزئين).وقد قال تعالى { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} المائدة: 67) وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية { والله يعصمك من الناس} فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، وقال: {يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل}

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن موته قبل مرضه الذي مات فيه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فلما رآها رحب بها وقال: مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها، سارها الثانية فضحكت، فقلت لها:خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين، فلما قام سألتها ما قال لك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي قلت: عزمت عليك بمالي عليك من الحق لما حدثتني بما قال لك صلى الله عليه وسلم، قالت: أما الآن فنعم أما حين سارني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل سنة مرة وعرضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية، فقال: يا فاطمة، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ فضحكت ضحكي الذي رأيت) وفي رواية: ثم سارني أني أول أهله يتبعه فضحكت».وفي أخرى؛ قال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وأنك أول أهلي لحوقا بي، فضحكت» قال محمد بن سليمان الروداني في كتابه "جمع الفوائد" للشيخين والترمذي والأحاديث رقم: رقم: 8974، 8975، 8976).

ثم قال: وله عن أم سلمة نحوه وفيه: ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت).

وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الحياة الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده، فقال أبوبكر: فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الحياة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان صلى الله عليه وسلم هو المخير، وأبوبكر أعلمنا به، فقال  النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبابكر، ولو كنت متخذا خليلا،لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر) أخرجه الروداني في "جمع الفوائد وقال" للشيخين والترمذي بلفظه) الحديث رقم: 8109.

قلت وقد خرجته في كتابي فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر)، وعن عبد الله بن زمعة لما استعز بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من الناس، دعاه بلال إلى الصلاة، فقال صلى الله عليه وسلم: مروا أبا بكر يصلى بالناس، فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبوبكر غائبا، فقلت: يا عمر، قم فصل بالناس، فتقدم وكبر، فلما سمع صلى الله عليه وسلم صوته، وكان عمر رجلا مجهرا، قال فأين أبو بكر. يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس وفي رواية: لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر خرج حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال: لا،لا،لا، ليصل بالناس ابن أبي قحافة، يقول ذلك مغضبا) أخرجه أبوداود[5]

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: مروا أبا بكر يصلي بالناس، قلت: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة، فقال: إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا) وفي رواية: ( قالت: لقد راجعت النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعتي إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا، وإني كنت أرى أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر) للستة إلا أبا داود[6]،

يا شيعة، أين السم، وأين الكراهية والبغضاء، ألا تتقون الله، وتعودون إلى رشدكم وتصدقون ما تواتر من الأخبار في فضل أبي بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة؟

ألا تتقون الله وتصدقون ما تواتر من الأخبار حول محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة، وحب هؤلاء الأربعة العميق لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذه أخبار استفاضت بل تواترت تبين ذلك وتبرزه، أبرزناها من محالها لتشهد على صدق ما نقول: قال تعالى{ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}.

وقال تعالى { فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.

ولا ينفع الناس حقا سوى هذه النصوص القرآنية والحديثية التي تبرز فضل عائشة رضي الله عنها التي غار الله لها فطهرها من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى في كل بقاع  أماكن المسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حيث قال الآجري في كتابه "الشريعة": كتاب فضائل عائشة رضي الله عنها قال محمد بن الحسين رحمه الله : اعلموا رحمنا الله وإياكم أن عائشة رضي الله عنها وجميع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، فضلهن الله عز وجل برسوله صلى الله عليه وسلم ، أولهن خديجة رضي الله عنها وقد ذكرنا فضلها ، وبعدها عائشة رضي الله عنها شرفها عظيم ، وخطرها جليل ، فإن قال قائل : فلم صار الشيوخ يذكرون فضائل عائشة دون سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان بعدها ، أعني : بعد خديجة وبعد عائشة رضي الله عنهما قيل له : لما أن حسدها قوم من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرموها بما قد برأها الله تعالى منه وأنزل فيه القرآن وأكذب فيه من رماها بباطله ، فسر الله الكريم به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأقر به أعين المؤمنين ، وأسخن به أعين المنافقين ، عند ذلك عني العلماء بذكر فضائلها رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة . روي أنه قيل لعائشة رحمها الله : أن رجلا قال : إنك لست له بأم فقالت : صدق أنا أم المؤمنين ، ولست بأم المنافقين وبلغني عن بعض الفقهاء من المتقدمين أنه سئل عن رجلين حلفا بالطلاق ، حلف أحدهما أن عائشة أمه ، وحلف الآخر أنها ليست بأمه فقال : كلاهما لم يحنث . فقيل له : كيف هذا ؟ . لا بد من أن يحنث أحدهما فقال : إن الذي حلف أنها أمه هو مؤمن لم يحنث ، والذي حلف إنها ليست أمه هو منافق لم يحنث . قال محمد بن الحسين رحمه الله : فنعوذ بالله ممن يشنأ عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيبة المبرأة الصديقة ابنة الصديق أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم»

 قلت فلم يعد يضرها أراجيف الأعداء وأباطيلهم، ولا استهزائهم، كقولهم بأن الله جل وعلا يقول { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} يعني بذلك عائشة رضي الله عنها وكاتخاذهم نعجة حمراء يستهزئون بها بالنسبة لهم ترمز لأمنا عائشة رضي الله عنها

سمت عائشة بآي لوحي

قيا من دعا في دياجي بلاء
حميراء علمٍ وسمْت جليل
تزوج وسلم عليها وباهي
فإن كان ترْم جفا في سمود
غيور إلهي فغار المنادي
فجاءت فئام بآي لربي
ومارت نفوس وثارت تنادي
حصان رزان حسان فحسّا
ومن لم يتب قد يجييء الملاك
وحزب الجحيم معاد لأمي
بحب الرسول الهدى قد تسنت
حليب لشاء وشيء غريب
تلالا رويدا، رويدا يدعُّ
سمت عائشة بآي لوحي
ستتلى نهارا جهارا بداعي
فهذا  شقي جديد لئيم
تصدوا له بالعلوم المضيئه
فصل على من هداني حبيبي

       

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                                                                                                                                              

 

نفاق فأمي سمت في سناء
فجبريل نادى لطه بياء
بها من دعا في دياجي البلاء
فقد غار ربي لها في السماء
وغار المنادى بعيد الضحاء
تفوق المنى قد سنت في ولاء
بثأر لزوج الرسول العلاء
ن نادى بعذر بعيد الجفاء      
 ينادي هلاكا لحزب الصلاء
 فأمي اتقت قد تربت في نقاء
 بتول تربت بتمر و ماء
 ضياء الهدى قد سما في بهاء
 جيوش النفاق خبت في جلاء
أديد  سديد  سنا  في  ضياء
بيوت لربي فهذا رجائي
قفا ابنُ أبيٍّ دعا للشقاء
فربى دعانا لدار البقاء
رسولي ، إلهي تقبل دعائي

 

 

1

 

 

كلمات الشيخ المصطفى ولد إدوم

رقم الهاتف : 46727242

 

 

           



1- كما في جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) للروداني، الحديث رقم 8549              2-المصدر السابق الحديث رقم: 8550.                                          

3- المصدر الحديث رقم 8551.

4- المصدر السابق رقم 8552

 

1-المصدر السابق الحديثان رقم: 8613، و 8614.

2-المصدر السابق الحديثان: 8616، و 8617.

 

من كتاب

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox