شيء آخر لا أفهمه! |
الأحد, 31 مارس 2013 16:52 |
فالقبيلة للأسف تتحكم في أبسط التفاصيل و تَحكم جل المواقف و تسيطر على غالبية القرارات.. لا أدري لماذا لكن تصوروا "إبنهم" يعين في منصب ذا قيمة سيتحول كل العار الذي في الدنيا إلى كاهليه إن لم يحول مكان عمله إلى وكط لأبناء عمومته.. تصوروا معي -وهذا لعمري أشنع من سابقه- أن حبا و زواجا و إيقامة بيت و تربية أجيال تقف أمامها أمور من السخافة بمكان بحيث لا يمكن لعاقل تصورها كحواجز أمام أمر عظيم كتوفيق رأسين في الحلال.. لتقف القبيلة بجبروتها أمام ذلك الحب و تفككه لا لشيء سوى أن طرفيه أصبحا طرفا نقيض لأنهما من قبيلتيتن مختلفتين.. و جل المشكلة تكمن في أن المجتمع لم يفهم تماما أو بالأحرى لا يريد أن يفهم أن هذه الدولة الوليدة خرجت من القرن التاسع عشر سليمة و لله الحمد، بعدما كانت التصنيفات أنذاك تلقي بظلال الحرمان على شرائح و قبائل معينة لأن ظروفا لم تسمح لهم أن يكونوا من ممارسي عمل معين.. و بالتالي يظهر جليا أن التقسيم الذي على أساسه وزعت القبائل كان ماديا أكثر مما هو معنوي.. و حتى لو فرضنا أنه أخذ المعنوية بعين الإعتبار يكون ذلك كعذر جاء أقبح من ذنب.. العذر أننا "أغلظ" منهم و الذنب و أنهم ليسوا "أغلظ" منا.. ما هذا يا مسلمين ؟؟؟!!.. و الطامة الكبرى أنهم يرضون لأنفسهم أن إبن القبيلة الفلانية من الناس المعلومة و إن كان أجهل من "معرظ".. بينما يكون الآخر "أَرْوَيْخِي" لأنه من الشريجة أو القبيلة الفلانية.. مع العلم أن الأساس الذي يحتكمون إليه وقت الضيق هو الشرع و هذا الأخير نعلم جميعا رأيه في المسألة. في النهاية أعلم أني مهما تكلمت في هذه المعضلة العويصة فلن أخرج بالشيء الكثير لكنها فقط لفتة إخراج لمكنون عبء جثم على صدري طول هذه الفترة من معاناة وطن لأتفهِ الأسباب.. و للملاحظة فالقبلية هي التي تجعل الحكام ظلام إلى الحد الذي ترونه لأنهم يمسكون في أيديهم سوطها الذين قد يقلبون به الأمور لصالحهم في أية لحظة. محمد ولد عبد الرحيم
|